عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. د. حسن حميدة – مستشار تغذية علاجية/ أستاذ مساعد – ألمانيا تشريح المرارة: توجد المرارة في الجزء الأيمن من البطن، وتقع على سطح الغدة الكبدية. وتأخذ المرارة شكل بيضاوي، ويبلغ طولها حوالي 8 إلي 10 سنتمترات، وعرضها، في أوسع الأجزاء (القاع) حوالي 3 إلي 4 سنتمترات. وتتكون المرارة من حويصلة (كيس) ليفية تحتوي على أنسجة عضلية طولية. وظيفة هذه الأنسجة العضلية هي التقلص والإنقباض، لإفراز المادة الصفراوية في الأثني عشر. وللمرارة جدار طلائي ناعم الملمس، يعمل على إفراز مادة مخاطية لزجة ومبطنة لجدارها. وتتكون المرارة تشريحيا من ثلاثة أجزاء رئيسية وهي، العنق: الجزء العلوي، من أضيق أجزاء المرارة، يتصل مباشرة مع الكبد، وفيه تلتقي القناة الكبدية مع قناة المرارة لنقل المادة الصفراوية. الجسم: الجزء الأوسط، أوسع من العنق، ويلامس في موقعه الأثني عشر. القاع: الجزء الأسفل، من أوسع الأجزاء، ويلامس كل من الجزء الخلفي من الكبد، والقولون المستعرض.
وظيفة المرارة: تتمثل وظيفة المرارة في تخزين المادة الصفراوية المفرزة في الكبد. وتتكون المادة الصفراوية في الكبد عن طريق إمتصاص الكبد لأملاح الصوديوم والماء من الجسم. وتأخذ المادة الصفراوية طريق قصير، يمتد من الكبد، عبر حويصلة المرارة، إلى الإثني عشر، مكان عملها. وتعمل المادة الصفراوية على هدرجة (تبسيط) المواد الدهنية بعد تناول الوجبات الغذائية. وتفرز الكبد يوميا حوالي 500 إلي 750 مليليتر من المادة الصفراوية. وتبلغ السعة الكلية لحويصلة المرارة في متوسطها حوالي 30 إلى 50 مليليتر للتخزين. وتعتبر المادة الصفراوية، مادة قلوية، تتراوح درجة قلويتها ما بين 8 إلى 8.5. وتحتوي المادة الصفراوية على المكونات الآتية: الماء، بنسبة 90%، الكلسترول، الليستين، الأملاح المعدنية، كريات الدم الحمراء المتكسرة، والتي تكون أصباغ المادة الصفراوية (الهيم، البيليروبين، البيليفيردين). وكمية هذه الأصباغ تتحكم في لون المادة الصفراوية (الأصفر إلي الأخضر)، كما تعطي البراز لونه المميز.
التهاب المرارة: يحدث التهاب المرارة نتيجة لإنسداد قنوات المرارة، وبالتالي الحد من إنسياب المادة الصفراوية المنتجة في الكبد. الشيء الذي يترتب عليه التهاب الجدار المبطن للحويصلة الصفراوية. والذي ينتج عنه تغيير تركيب، نوعية، وكمية المادة الصفراوية. والتي تتغير في لونها ودرجة لزوجتها. ويؤدي التهاب المرارة إلى ظهور أعراض مرضية مميزة، أهمها الشعور بالألم في الجانب الأيمن والجزء العلوي من البطن وإرتفاع درجة حرارة الجسم والإستفراغ. ويتطلب التهاب المرارة العلاج الطبي (الدوائي أو الجراحي) العاجل، تفاديا لتطور الإلتهاب. ويمكن أن يتطور التهاب المرارة، ويقوم بإتلاف الأغشية المبطنة لجدار المرارة الداخلي أو إلى إنفجار الحويصلة الصفراوية أحيانا. ومن أنواع التهاب المرارة هي:
إلتهاب حاد: وهو إلتهاب يكون مصحوب بحصوات المرارة بنسبة تتراوح ما بين 90 إلى 95%. وتتفاوت حصوات المرارة في حجمها، والتي قد تكون صغيرة في حجم حبة الرمل، أو تكون كبيرة في حجم ليمونة كاملة. وقد يحدث الإلتهاب الحاد أحيانا لأسباب أخرى ذات صلة بعدوى جرثومية، أو ذات صلة بإنسداد أو إلتهاب قناة غدة البنكرياس. وهناك عدة عوامل ينتج عنها حدوث حصوات المرارة الحاد، منها: العوامل الوراثية، الجنس الأنثوي، فترة الحمل، ما بعد سن الأربعين، الوزن الزائد، السمنة المفرطة، الخمول الجسماني، عدم ممارسة الرياضة البدنية، التغذية الغير متوازنة، زيادة كلسترول الدم.
إلتهاب مزمن: وهو التهاب يكون غير مصحوب بحصوات المرارة. وهذا النوع يحدث عند الإصابة بالحروق، كما يحدث نتيجة لرضوخ ورضوض الجهاز الحركي، سواء كانت عظمية أو عضلية. وقد يحدث التهاب المرارة المزمن، بعد العمليات الجراحية الكبيرة، خصوصا عمليات الجهاز الهضمي. كما يمكن أن يحدث الإلتهاب عند الإصابة إستعمال بعض الأدوية، أو الإصابة ببعض الأمراض المعدية، كمرض نقص المناعة المكتسبة، أو المزمنة، كداء السكري المتقدم.
وأحيانا يتطور التهاب المرارة الحاد، خصوصا المتكرر منه، إلى التهاب مرارة مزمن. وهذا بسبب تغيرات جدار المرارة الداخلي وأغشيته المخطية المبطنة، والتي تفقد مرونتها وتتصلب.
أعراض التهاب المرارة: وقد يكون التهاب المرارة أحيانا من دون أعراض، وقد يتم إكتشاف حصوات المرارة، خصوصا الكبيرة منها بالصدفة، بنسبة 80%، وهذا لأنها لا تسبب ألم وظاهر. أما الحصوات الصغيرة، فينتج عنها أحيانا إنسداد قنوات كل من الكبد، الحويصلة الصفراوية، وغدة البنكرياس. الشيء الذي ينتج عنه إنحباس المادة الصفراوية، والضغط على المنطقة ذات الصلة. والشيء الذي تنتج عنه نوبات ألم في الجزء الأيمن، العلوي من البطن. وربما كان الألم مبرحا، يشع في كل منطقتي الكتف والظهر. وقد تنتج عن ألم المرارة تشنجات في منطقة الصدر والبطن. وفي الغالب ما يداهم ألم المرارة الشخص المصاب، بعد فترة وجيزة من تناول الغذاء، وتكون هذه الفترة أقصر عند تناول المواد الغنية بالدهون. وتستمر موجة الألم ما بين 15 إلي 30 دقيقة. وفي بعض الأحيان يستمر الألم إلى فترة أطول. كما أن لإلتهاب المرارة أعراض أخرى، تتمثل في إنتفاخ في البطن، الألم الظاهري، عند ملامسة سطح البطن، إزدياد دقات القلب (سرعة النبض)، إصفرار الوجه والعينين بسبب إنحباس وطفح المادة الصفراوية، الغثيان والإستفراغ، إرتفاع درجة حرارة الجسم، بسبب الإلتهاب، وفقدان الشهية.
تشخيص التهاب المرارة: يبني تشخيص التهاب المرارة على الكشف السريري للمريض، والتحري من الأعراض المرضية المصاحبة، مثل الألم، الإنتفاخ، تغير لون العينين والوجه. كما يمكن إجراء الكشف بالموجات الصوتية، أو أخذ صور تجسم المرارة وقنوات العصارة الصفراوية، للتأكد من إحتمال وجود الحصوات، أو إنسداد في قنوات كل من المرارة، والبنكرياس، والكبد. كما يساعد إجراء الكشف المعملي في قياس كمية كريات الدم البيضاء، وعن إحتمال وجود عدوى جرثومية، قد تكون سببا في الإلتهاب. كما يمكن أيضا قياس نشاط ونسبة الإنزيمات الهضمية، خصوصا، الإنزيمات الهاضمة للدهون، كإنزيم الليباز البنكرياسي.
علاج التهاب المرارة: هناك بعض الخيارات لعلاج إلتهاب المرارة، وهذه الخيارات تتمثل في الآتي: أولا العلاج الدوائي، والذي يتمثل في تناول المضادات الحيوية في حالة الإلتهاب الحاد، كما يمكن أن يعطي المصاب مسكنات للألم. وثانيا العلاج الجراحي، والذي يتم فيه إستئصال المرارة كليا.
مضاعفات التهاب المرارة: قد يحدث أحيانا ثقب أو أنفجار في جدار المرارة، وهذا بسبب تغيرات وضعف جدارها، وتأثره بسبب الإحتقان. كما يمكن أن تتسبب حصوات المرارة، خصوصا الصغيرة منها، في إنسداد قناة البنكرياس وحدوث التهاب حاد فيه. كما يمكن أن يحدث التهاب حاد في غشاء البطن البريتوني.
الوقاية من التهاب المرارة: للوقاية من التهاب المرارة، ينصح بشرب كمية كافية من الماء يوميا. كما ينصح بالمواظبة على ممارسة الرياضة البدنية، أو على الأقل التمشي لمسافات كافية في كل يوم، خصوصا بعد تناول الوجبات الغذائية. كما ينصح بوزن الوجبات الغذائي، وتنويع الغذاء اليومي، وعدم التركيز فقط على تناول اللحوم والمقليات من الأغذية. وزيادة على ذلك ينصح بالحرص على تناول الأغذية الغنية بالماء والألياف، كالفاكهة والخضروات.
Homepage: http://www.nutritional-consultation-dr.humeida.com E-Mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.