عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىَ لِفَتَاهُ لآ أَبْرَحُ حَتّىَ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً * فَلَمّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً * فَلَمّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَآءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هََذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَآ إِلَى الصّخْرَةِ فَإِنّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاّ الشّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنّا نَبْغِ فَارْتَدّا عَلَىَ آثَارِهِمَا قَصَصاً * فَوَجَدَا عَبْداً مّنْ عِبَادِنَآ آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مّنْ عِندِنَا وَعَلّمْنَاهُ مِن لّدُنّا عِلْماً ) اذا تمعنا في " حتي أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا " ونظرنا لخريطة مصر و ماجاورها لانجد اي مكان يجتمع أو يفترق فيه بحران - والقرآن يستخدم لفظ "بحر" للنهر و للبحر ". - الا عند مقرن النيلين بالخرطوم و منطقة الدلتا - قبل السد العالي كان النيل يصب في البحرالابيض (البحر الاحمر لم يلتق بالبحر الابيض الا بعد حفر قناة السويس في القرن التاسع عشر) ترجح كفة مقرن النيلين بالخرطوم عندي للأسباب التالية : 1- لان سورة الكهف تقول ".. فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا .." اي ان موسي و فتاه جاوزا مجمع البحرين لانهما لم يعرفانه , فلو كانا يبحران بالدلتا أو يسيرا بمحاذاتها فهما قطعا كانا سيعرفان البحر الابيض المتوسط عندما يصلان له . إما إن كنت مسافرا بالبر من الشمال للجنوب بمحاذاة النيل فمن الصعوبة أن تعرف نقطة التقاء النيلين بالضبط , خاصة في موسم فيضان النيل الأبيض الذي يتمدد في مساحة واسعة. 2- قوله تعالي "فارتدا على آثارهما قصصا " يعني بصورة قاطعة بأن سفر موسي و فتاه كان بالبر لأن قص أثر مشيهما لايكون إلا في البر- سارا بمحاذاة النيل , جاوزا مجمع البحرين , رجعا عائدين بتتبع قص أثر مشيهما. 3- ايضا السورة تتحدث عن ملك - غير الملك المصري - يأخذ كل سفينة غصبا - أي انه كانت هنالك سلطة مركزية غير سلطة الفرعون المصري في مجمع البحرين . وحسب علمنا فإن ممالك النوبة , في أضعف فتراتها وعند سقوطها كانت تمتد جنوبا لما بعد سوبا . سبقني آخرون أعلم مني بكتاب الله بالأخذ بالتفسير أعلاه ومنهم أستاذ الاجيال عبدالله الطيب . كنت أتعجب من رد سيدنا موسي لرب العزة عندما سأله "وماتلك بيمينك ياموسي ". لم يقل موسي "هي عصاي" ويصمت , ولكنه استرسل ليعدد وظائف العصا التي يحملها "قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى " . أي أنه أجاب علي شيئ (وظائف العصا) لم يسأله له الله , لماذا؟ أجمل تفسير عجبني لسبب ذلك الاسترسال من قبل موسي , هو أن موسي كان يريد أن يستمر الله في تكليمه لأطول وقت , كان يرغب في مواصلة الحديث مع من يحب . كان يخشي أن ينتهي الحوار سريعا فاراد باسترساله أن يطول المحادثة . الا يفعل كلنا ذلك مع من يحب ؟ وَأَلْقِ عَصَاكَ ۚ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ ۚ يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ﴿10﴾ (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) رغم أنه هو الرسول الوحيد الذي كلمه الله سبحانه وتعالي مباشرة, إلا أن سيدنا موسي عليه السلام خاف و جري من عصاه عندما اهتزت كأنها ثعبان رغم أنه في تلك اللحظة كان يكلمه الله . كان موسي خائفا من بطش فرعون , وخائفا من أن يغلبه السحرة وفي كل مرة كان يحصل علي تطمينات من رب العزة . هذا الخوف من العصا عندما اهتزت أنها ثعبان , ومن بطش فرعون والخوف من أن يغلبه السحرة ربما حصل لأن سيدنا موسي كان آنذاك في بداية نبوته ولم تتغلغل المعية الآلهية في كل فؤاده بعد , هذه المعية ألآلهية التي لو دخلت قلوبنا لما خفنا من أي شيئ في هذه الفانية (وهو معكم أينما كنتم) فيما بعد, وفي واحدة من أصعب لحظات حياته وعندما أصبح محاصرا من كل الجهات , أستوعب سيدنا موسي المعية الآلهية تماما , فعندما أدركهم الفرعون و جنوده وكان البحر أمامهم , فهاهو في هذه الآية يؤكد هذه المعية لقومه عندما قالوا له بأن فرعون و جنوده سيدركونهم (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلا إن معي ربي سيهدين ) القرآن الكريم أعطانا ومضة صغيرة حول شخصية صهر سيدنا موسي (والذي اختلف المفسرون في شحصيته , بعضهم قال بأنه هو نبي الله شعيب و بعضهم قال غير ذلك ) . قول احدي بناته " إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا" يدل علي أمانة ذلك الرجل الصالح وحرصه علي دفع مقابل لكل خدمة يتلقاها حتي لو لم يطلب صاحب الخدمة أجرا (زول حقاني كما نقول بلهجتنا السودانية) فموسي عليه السلام لم يكن يتوقع أجرا . الرجل وبناته (أو بالاصح أحدي بناته) كانا يعلمان بأنه يحتاج الي رجل شاب ليخدمه (ربما في رعي غنمه و ابله) . هو لم يستطع تدبير ذلك المعاون بالصفات التي يريدها حتي قدوم موسي . رأي في موسي ذلك الاجير الذي يرغب فيه . كنت محتارا في لماذا أراد أن يلزم موسي عليه السلام بعقد معه لمدة ثمان سنين و بعدها أن أراد موسي البقاء فمن الافضل أن يمكث سنتين كاملتين (عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ) . هذه الجزئية ربما تدل علي أن نسيب سيدنا موسي كان رجلا مرتبا ,رغم كبر سنه فهو يريد أن يخطط للمستقبل لفترة طويلة. هو ضمن أن موسي سيخدمه ثمان سنين وعندما تقترب الثمان سنين سيكون هو قد دبر شخصا يحل مكان موسي (في حال ذهابه) , ولديه نفس الميزات (قوي و أمين) . فان أكمل موسي ال ثمان سنين ولم يتركه بعدها فهو لايريد أن يعيش يوميا بهاجس أن موسي سيترك خدمته في أي وقت بعد قضاء المدة (8 سنوات) وهو لم يدبر قوي أمين آخر ليقوم بخدمته . الصهر سيبحث عن بديل عندما تفترب فترة ال8 سنوات علي نهايتها وان لم يذهب موسي بعدها فلديه سنتين كاملتين للبحث عن بديل .( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ{27} قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ) ربما كان ذلك الصهر ذو المقدرة علي التخطيط للمستقبل هو المعلم أو كما تقول الفرنجة ال Mentor الذي تعلم سيدنا موسي علي يديه المهارات التنظيمية و التخطيطية التي سيحتاجها لادارة مشروع الخروج العظيم لبني اسرائيل . بهذا تكون الفترة التي قضاها سيدنا موسي (فترة ال8 سنوات أو 10 سنوات) بمدين هي فترة اعداد له للقيام بمهمه اخراج بني اسرائيل من مصر , . تلك كانت مهمة صعبة حتي لو نظرنا اليها نظرة مادية بحتة بحسبانها "مشروع" جلاء آلوف البشر بعوائلهم و دوابهم و سيدنا موسي هو "مدير ذلك المشروع". المهمة تتطلب مقدرة شديدة علي التخطيط (تحديد نقاط التجمع لشعب متفرق في أرجاء مصر, الدواب التي ستحملهم مع متاعهم, الحرص علي احضار الزاد و الماء الكافي للرحلة للناس و للدواب....الخ) (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) هذا جزء من تفسير أبن كثير للآية الكريمة(......وقد تقدم في حديث الفتون أن ابن عباس قال في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا نعيم بن حماد, حدثنا هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق, سمع الشعبي يحدث عن علي في قوله: {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: يصرفا وجوه الناس إليهما. وقال مجاهد {ويذهبا بطريقتكم المثلى} قال: أولو الشرف والعقل والأسنان. وقال أبو صالح: بطريقتكم المثلى أشرافكم وسرواتكم. وقال عكرمة: بخيركم. وقال قتادة: وطريقتهم المثلى يومئذ بنو إسرائيل, وكانوا أكثر القوم عدداً وأمولاً, فقال عدو الله يريدان أن يذهبا بها لأنفسهما. ..) http://www.iid-alraid.de/EnOfQuran/Tafseer/TafseerBooks/kathir/kathir315.htm فهمي لهذه الآية هو يذهبا "بنمط المعيشة/الحياة الذي تعودتم عليه" . أي أن الايمان برسالة موسي وهارون عليهما السلام سيترتب عليها اتباعكم لتعاليم دينية ستحدد لكم نمط حياة غير الذي تعودتم عليه (نمط حياة يحكمها اتباع الحلال و اجتناب الحرام) صعوبة الايمان بالله و بالرسل تكون دائما بسبب تبعات ذلك الايمان . يستوجب الايمان أن تغير نمط حياتك ليتوافق مع مايرضي الله , وهذا مالايرضاه أو لايقدر علي اتباعه الكثيرون . يسمي الامريكان طريقتهم المثلي The American Way of Life "نمط الحياة الامريكية" وتعريفها حسب ويكبيديا يوجد في هذا الرابط : http://en.wikipedia.org/wiki/American_way ( وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) نلاحظ في الآية الكريمة بأن لفظ "بإذن الله" ورد بعد: " أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فتكون طيرا" وبعد "و أحيي الموتى" ولم يرد بعد: "و ابرى الاكمه و الابرص" ولا بعد "و انبئكم بما تاكلون و ما تدخرون فى بيوتكم" , لماذا ياتري ؟ في هذه الآية يخاطب المسيح عيسى ابن مريم بني إسرائيل و يخبرهم بقدرات خارقة وهبها له الله كدليل لهم علي صدق رسالته , كل القدرات التي ذكرها سيدنا عيسي عليه السلام هي قدرات خارقة لم يفعلها بشر قبله ,وعيسي عليه السلام يعلم أن كل فعل البشر هو بإذن الله إلا أن القدرات التي لم يقل بعدها "بإذن الله" وهي : 1 - أبري الاكمه و الابرص 2- و انبئكم بما تاكلون 3- و انبئكم بما تدخرون فى بيوتكم هذه القدرات يمكننا اليوم و بفعل التقدم التكنلوجي فعلها . فبالتقدم الطبي يمكن شفاء بعض الكمه وبعض مصابي مرض البرص . بعض التحاليل الطبية يمكنها بدقة أن تحدد ماأكلت , كاميرات تجسس مثبتة في بيتك يمكنها أن تجعل المتجسس عليك يعرف ماتدخر في بيتك . ولكن لا توجد تكنلوجيا الآن ولا في المستقبل تمكننا من : 1- أن نخلق تمثالا من الطين كهية الطير ثم ننفخ فيه فيكون طيرا. 2- أحياء الموتي .