التغيير الكاذب… وتكديس الصفقات!    السودان والحرب    حركة متمرّدة جديدة بقيادة عضو سابق في المجلس التشريعي الوطني    الأهلي يكسب الفجر بهدف في ديربي الأبيض    عملية اختطاف خطيرة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    بالصورة.. الممثل السوداني ومقدم برنامج المقالب "زول سغيل" ينفي شائعة زواجه من إحدى ضحياه: (زواجي ما عندي علاقة بشيخ الدمازين وكلنا موحدين وعارفين الكلام دا)    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية فائقة الجمال تبهر المتابعين وتخطف الأنظار بتفاعلها مع "عابرة" ملك الطمبور ود النصري    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    عودة الحياة لاستاد عطبرة    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(صعاليك الكيبورد) أستنهاض الوعي الشعبوي لتغيير النظام .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 03 - 12 - 2016

العصيان المدني مهما تباري اعضاء النظام ومحاسيبهم في تقزيمه , يكفي أنه لفت الرأي العام العالمي, ولفت أنظار العالم أجمع بما يجري في هذا الوطن المنكوب , اذ توسعت دائرة السخط الشعبي ضد النظام بصورة غير مسبوقة , فالتغيير مخاض حالة تراكمية بدأت أعراضها منذ هبة سبتمبر,ثم مقاطعة الانتخابات , ثم مرورا بأعتصام الأطباء الي حالة العصيان المدني , ثم الوقفة الأحتجاجية للمحامين , والملاحظة في التطور المرحلي من مرحلة لأخري, والأهم انها نتاج جهد شعبي لا يد فيها للأحزاب المعارضة سوي المباركة , وهي أكبر دليل علي توسع الوعي الشعبوي النسبي تجاه ما يعانيه من ظلم , فالأنتخابات الأخيرة كانت نقطة انطلاقة شكلت محفز لخطوة العصيان المدني , فالجماهير عبرت عن رأيها صراحة وهي تقاطع الانتخابات فكانت رسالة بليغة الي النظام بأن الشعب لا يريده , وفضحته بأنه بلا اي سند جماهيري كما ظلوا يزعمون علي الدوام وبأن عضويتهم تفوق الخمسة ملايين.
عبر اذاعة البي بي سي الفضائية وجّه مقدم البرنامج سؤالا روتينيا اراد أن يستنطق به الناطق الرسمي لنظام البشير ووزير اعلامه د (احمد بلال) حول موضوع مصادرة الصحف التي تمت مصادرتها بتاريخ الأثنين 28/11/2016 وعلاقتها بالعصيان المدني , ولكن تفأجأ مقدم البرنامج بالأجابة الدسمة التي لم يكن يتوقعها من وزير الأعلام والناطق الرسمي بأسم الحكومة الذي لفرط زعره لم يشعر الا وهو يهدي مقدم البرنامج أجابة دسمة علي طبق من ذهب, ذكرتني بمقولة الأمام (الصادق المهدي) عندما طالته سهام النقد عقب توقيعه اتفاقية جيبوتي بين حزب الامة والمؤتمر الوطني في العام 1998, فكان رده ( ذهبت لاصطاد أرنبا فأصطدت فيلا)بأعتبار أنه كسبان لأنه حصل علي أكثر مما يتوقعه , وهذا ما حدث لمقدم أحدي برامج قناة البي بي سي الفضائية مع وزير الاعلام السوداني , فمقدم البرنامج كان يريد اجابة محددة بخصوص مصادرة الصحف وهو يعلم سلفا أنها لسبب العصيان المدني, ولكن الناطق الرسمي بأسم الحكومة لم يشعر وهو يعطيه معلومات ثمينة تؤكد علي قهر الرأي العام في السودان ,وتكون بذلك قناة البي بي سي اصطادت عصفورين بحجر واحد ...! فالناطق الرسمي باسم الحكومة (جاء يكحلها عماها) صرح للبي بي سي الفضائية بأن مصادرة الصحف (ما عندها علاقة بالعصيان المدني وانما هي اجراء معتاد من قبل العصيان المدني ) وبذلك سقط وزير الاعلام وفضح النظام الذي يمثله امام العالم اجمع في الفضائية الاكثر شعبية علي مستوي العالم بأن نظامه البوليسي (متعود )علي قهر الرأي الأخر وهي الاجابة التي ظل يتهرب منها الانقاذيون .
فضح النظام نفسه بأدعاءه فشل العصيان المدني, ولكنه يناقض نفسه عندما صادر علي مدي خمسة ايام جملة ما بلغ عدد 16 مصادرة التي بدأت من عندما صادر جهاز الأمن يوم (الجمعة 2 ديسمبر 2016) أعداد صحف: (الصيحة) و(الوطن). ويوم (الخميس 1 ديسمبر 2016)، صادر جهاز الأمن أعداد صحف: (التيار)، (اليوم التالي)، و(الوطن). ويوم (الأربعاء 30 نوفمبر 2016)، صادر جهاز الأمن أعداد صحف: (التيار)، (الأيام) و(الجريدة)، (اليوم التالي)، و(الوطن). ويوم (الثلاثاء 29 نوفمبر 2016)، صادر جهاز الأمن أعداد صحف: (التيار)، (الأيام) و(الجريدة) و(اليوم التالي) وقبلها، يوم (الاثنين 28 نوفمبر2016) صادر جهاز الأمن أعداد صحف (الأيام)، و(الجريدة)فالنزاع بين حرية الرأي والانقاذ موضوعها الحق في معرفة الحقيقة, وخوفا من تدفق المعلومات التي تستر عوراتهم, والطرف الثالث الذي لا يراد له ان يعرف هو المواطن السوداني المغلوب علي امره ,وكل ما من شأنه تضليله وتغييب وعيه لا ستغلاله وتزوير ارادته, فحكومة الانقاذ تبيع الوهم والوعود الكاذبة,ولكن لماذا لا تريد الانقاذ صحافة حرة....؟ ولماذا تخاف من قول الحقيقة.....؟ فالصحافة سلطة رابعة علي سبيل المجاز وليس الحقيقة فهي خارج دائرة السلطات , والصحفي لا يملك من ادوات السلطة الا قول الحقيقة ,وحتي السلطة التشريعية لا تملك الحق في تقييد حرية الصحافة والنشر , لان ذلك من الحقوق الطبيعية التي تعلوا فوق الدستور وتحده ولا يحدها وتحكمه ولا يحكمها, وينص الدستور الامريكي علي ان السلطة التشريعية لا تملك الحق في اصدار تشريعات تنتقص من حرية الصحافة والنشر,وقال ترومان الرئيس الامريكي الاسبق : اذا تراجع امريكي واحد عن قول الحقيقة تكون امريكا كلها في خطر عظيم, ويفترض ان تكون حرية الصحافة والنشر (خط احمر) ومطلبا وطنيا وجماهيريا قبل ان تكون مشكلة للأعلاميين .
أصداء العصيان المدني أحدث هزّة عنيفة داخل اروقة النظام الحاكم أرتعدت لها أوصالهم , بالرغم من مغالطتهم للواقع الذي تفضحه تناقضاتهم التي تنبئ بأن الأمر قد أقلق مضاجعهم , فهذا هو الأمين العام للحركة الأسلامية (الزبير محمد الحسن) يريد أن يصرف الأنظار عن سوءات عصبته ويستعطف الرأي العام بأن الوطن هو المستهدف وليس نظامه بتصريحه بأن في ندوة له بولاية الجزيرة لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمشروع الهجرة إلى الله الوثبة الثانية بالحصاحيصا، أن السودان يتعرض لهجمة إسفيرية شرسة من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، تستهدف أمنه واستقراره بحملة عبر أسماء وهمية يقودها من يعرفون ب"مناضلي الكيبورد" (شبكة الشروق 2/12/2016) فهذا التكنيكات احدي أكليشهات العصبة الحاكمة في مغالطتهم للواقع في زمن العولمة والمعلومة الحاضرة وانكار الحقائق بدلا عن مواجهتها بشفافية , وكذلك القيادي بالمؤتمر الوطني د نافع شدد علي فشل العصيان قبل بدايته لصحيفة الجريدة بتاريخ 27/11/2016 ، مؤكداً أن ذلك سيمثل الخيبة الثالثة للمعارضة بعد سبتمبر ، وحاول تبرير العصيان بالخوف من الخروج للشارع .
ولكن الحقيقة التي لم يعيها د نافع ونظامه جيدا بأن الدعوة للعصيان المدني لا علاقة لها بأحزاب المعارضة او الحركات المتمردة ,فالمعارضة نفسها تفاجأت بخطوة العصيان المدني من ناشطي الميديا فلم تجد الا أن تبارك الخطوة ,هؤلاء الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يصفهم الأعلام الحكومي بمناضلي الكيبورد أو كما يصفهم البعض بصعاليك الكيبورد , وهو اللقب الذي أطلقه الصحفي (الهندي عز الدين) الذي سبق له وأن كتب من قبل انه (لا يرتاد) مواقع التواصل الإجتماعي - قائلاً بان هذه المواقع ل "الصعاليك , و لكنه ناقض نفسه وعاد ليحتفي بالخط العريض علي صحيفته في المانشيت الرئيسي (تدشين رئيس الجمهورية لحسابه علي موقع الفيس بوك ) وعلي العموم هذا ليس موضوعنا الرئيسي , بقدر دهشتنا التصريحات الاستنكارية والأستفزازية لدكتور نافع وهو يتساءل في ذات اللقاء ( لماذا يضرب الناس بحجة غلاء المعيشة .. ) مع أن نافع يدري بأن نظامه لم يكن ليتراجع عن دعم الدواء لولا ضغط الشارع .
الحقيقة المهمة التي يجب أن يعلمها نافع هي أن المعارضة انتقلت من شكلها التقليدي عبر الأحزاب الي الميديا الحديثة التي يقودها الصعاليك كما يزعم اعضاء حزبه, ومن سوء حظ الانقاذيين انهم استولوا علي السلطة بالتزامن مع مرحلة العولمة التي هي الان في اعلي معدلاتها , وعززت تأثيرها على الرأي العام عبر الميديا الحديثة, و , ومن الصعب بأمكان فرض القيود علي الاعلام في هذا الزمان في ظل التجاء (الناس) الي الفضاء الاسفيري بحثا عن الحقيقة , والتأثير علي الرأي العام , ولا تستطيع اي جهة ان تقول انها تعيش في (امان) داخل كهف أو جدار عازل ولن تصل لها العولمة ,ووضح أن أكثر ما بات يخشاه نظام البشير هم مناضلي الكيبورد " فالنظام جند كل امكانياته من اجل القاء القبض علي( وليد الحسين) احد مؤسسي الراكوبة, ولكن محاولاتهم باءت بالفشل , اضافة الي ان النظام الحاكم بغرض محاصرتها أصدرت قريبا تشريعات تختص بالنشر الالكتروني , و اتوقع بعد أثار العصيان المدني ان يتجه النظام في المرحلة القادمة الي المزيد من أجراءات أكثر تعسفا تهدف الي تحجيم خطورة الميديا الحديثة مهما كلفهم من الأمر, بأعتبار أنها الخطر الوحيد الذي يهددهم .
مهما حاول رموز النظام تفنيد العصيان المدني والتقليل من شأنه الا أن الخطوة كان لها وقعها كونها غير مسبوقة , وما يفند تصريحات رموز النظام الحاكم تصريح المحلل السياسي البارز والمحسوب علي تيار الاسلام السياسي البروف(حسن مكي) الذي اشار الي أن اليوم الأول للعصيان المدني بحسب زعمه، يمثل رسالة قوية للحكومة في ظل حركة نقابية وصفها بالمستأنسة، بالاضافة الى أن الدعوة لم تقف خلفها قيادات منظمة سياسياً والإعلان الفجائي للعصيان.وأرجع مكي الاستجابة للعصيان للاحتقان السياسي، وقال (لذلك تعاملت الحكومة ولجأت للاعتقالات السياسية كإجراءات تحوطية)، وأضاف في تصريح ل (الجريدة) امس، (هناك مفارقة تحدث لأول مرة بين خطاب الدولة واستجابة المجتمع)، وطالب الحكومة بإطلاق المعتقلين بسرعة.وتابع (على الحكومة أن تفهم أن المسألة أكبر من حراك تم بصورة منظمة من سياسيين، مهما كان شكل الاستجابة حتى لو كانت أقل من 50 %)، وزاد (هذا يعني أن كثيراً من الموظفين خرجوا عن طورهم برفضهم الذهاب للعمل حتى لو أدى ذلك لطردهم من عملهم أو سجنهم مما يؤكد أن لديهم أسباباً وجيهة للاستجابة للعصيان).وشدد مكي على ضرورة أن تفكر الحكومة أكثر من مرتين أو ثلاث في هذه المسألة حتى لاتتطور، ورأى أن المشاركين في العصيان من القطاع الحكومي والمنتمين للتنظيمات السياسية لا تتراوح نسبتهم بين (1%-2%)، وأوضح أن كثيراً من الموظفين يرون أن مشاكلهم أعمق من الخطاب السياسي. أشار حسن مكي الي نقطة مهمة وهي ان علي الحكومة أن تفكر أكثر من مرتين أو ثلاثة في هذه المسألة حتي لا تتطور .
كذلك (الطيب مصطفي) رئيس منبر السلام العادل ورئيس مجلس ادارة صحيفة الصيحة , كان أكثر اتزانا مثل البروف (حسن مكي) وهو يذهب الي ان هناك أسباب منطقية للعصيان المدني المتمثلة السخط الشعبي علي سياسات النظام الحاكم ,و من خلال صحيفة الصيحة كتب في عموده( زفرات حري) حول واحدة من اسباب السخط الشعب ( الفساد والتباطؤ في كبحه) متناولا ازمة فساد بنك السودان بخصوص تورط بعض موظفيه في استغلال الاموال المخصصة لاستيراد الدواء والذي تجاوزت قيمته (230) مليون دولار , ويخاطب الطيب مصطفي رئيس الجمهورية داعيا منه ان يعاقب المفسدين بدلا من هذه المعالجات التي تقنن للفساد أحد أسباب السخط الجماهيري ويقول له "لماذا الاستمرار في إعمال هذه المعالجة الخرقاء التي تقنن للفساد وتحمي المجرمين وسارقي قوت ودواء الشعب من العقاب.....؟." ويناشد رئيس الجمهورية بإن الشارع يغلي...! جراء رفع الدعم عن الدواء في وقت يتلاعب فيه بعض ضعاف النفوس، بتواطؤ من موظفين عامين بمئات الملايين من الدولارات التي تشتد الحاجة إليها لتوفير الدواء للمرضى، وإذا كانت الحكومة قد استجابت بإلغاء قرار رفع الدعم عن الدواء والذي أغضب الشعب الصابر كما لم يغضب منذ عشرات السنين، فإن عليه أن يلغي آفة وبدعة التحلّل وتشديد الخناق على الفساد والمفسدين بمن فيهم من ارتكبوا (جليطة) تسعير الدواء في المجلس القومي للأدوية والسموم. ويختم مقاله بعبارة ( اليست مثل هذه المسائل مدعاة لا ستنفار المواطنين ضد ناهبي المال العام.....؟)
قصدت ان اورد تصريحات متناقضة لرموز النظام متمثلة في رئيس الجمهورية ود نافع وهي تفند العصيان من دون حتي أن تتطرق للأسباب التي دعت له .....! ومن ثم تطرقت لوجهات نظر أخري لها علاقة بمدرسة الأسلام السياسي البروف (حسن مكي) القيادي الأسلامي البارز , ثم رأي (الطيب مصطفي) فأرائهما تذهب الي هناك اسباب منطقية للسخط الشعبي في الشارع العام هي التي تولد الاحتقانات, لأن صورة السودان في العالم الخارجي بلغت مرحلة من التشويه لم تبلغه طوال حقبها السابقة , وانتهي الامر الي لهذا النظام الي اعتقال شعبه فارضا نفسه عليه بالقوة , والي أن يكون موقع الدولة السودانية متقدما في مؤشرات الفشل والايلولة الي الانهيار , اما تقارير الشفافية العالمية فقد وضعت السودان بين الدول الاكثر فسادا, فضلا عن تقرير المراجع العام والحكومي نفسه عن حالات الاعتداء علي المال العام في كل عام , والتقارير الدولية التي ترصد مؤشرات الازدهار وحصول السودان في كل ذلك علي مراتب دنيا تجعله تاليا لبلد مثل الصومال لا توجد فيه دولة , والان لا توجد في السودان دولة بمفهومها المعروف انما مافيا سيطرت علي امكانات الدولة.
الدولة السودانية السودانية مهيأة اليوم أكثر من أي وقت مضي لحالة الغليان الشعبي, كونها تعيش اليوم اسوأ مراحلها , وكيف ان سعر الدولار الذي قال نظام الانقاذ انه يريد ايقاف ارتفاع سعره حتي لا يبلغ 12 جنيها للدولار الامريكي....! ليصل اليوم الي ما يقارب العشرون جنيها , اضافة الي ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية التي اثقلت كاهل المواطن , وارتفاع سعر السكر لا يوجد ما يبرره....! رغما عن كل الادعاءات, ورغما عن وجود اكثر من 6 مصانع في البلاد ليفوق سعره للمستهلك السوداني السعر في اي مكان في العالم تقريبا, وكذلك ادعاءات النظام بانه استخرج النفط, ولكن ما يدهش أن سعر جالون البنزين في السودان في المرحلة التي بلغ فيها انتاجنا من البترول أعلي معدلاته, كان سعره يفوق أسعار الوقود في الولايات المتحدة التي تستجلبه من مناطق بعيدة في العالم, وتدفع عليه نفقات ترحيل وضرائب وغيرها من رسوم....! ومع ذلك فانه ارخص من السودان رغم الفارق الكبير في مستوي الدخل والمعيشة للفرد بين البلدين....!أضافة الي التدهور المريع في قطاعات مهمة كالصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الحيوية للمواطن.
الوطن أصبح في خطر حقيقي جراء افعال هذه العصبة التي تحكم البلاد بعقلية (ماري انطوانيت ) بعد ان انكشف امرهم للعيان واتضح ان مشروعهم الحضاري ما هو الا (همبتة) , ولكن ما لا يفهمه النظام أن السخط الشعبي قد تزايد بالتزامن مع تنامي الوعي الشعبوي , لا تجد أثنين أو ثلاثة متحلقين حول بعضهما الا والاوضاع الراهنة حاضرة بينهم , فالشعوب السودانية أستنهضت همتها وتركت المعارضة جانبا ,وعلى أهل النظام أن يدركوا أن لا سبيل أمامهم إلا الاعتراف بتردي الأوضاع التي أفرزتها مغامراتهم السياسية ، ولو أن هذه التجربة لم تحقق شئياً سوى التعريف بمفهوم العصيان المدني لهي تجربة جديرة بالتأمل، فالنتيجة معبرة كونها تسقط حجج النظام بأرهاب الناس العامة من الفوضى حال قيام التظاهرات، وأثبتت أن هنالك طريقاً مغايرا للضغط علي النظام .فالحركة الاسلامية بدأت بشعار الاسلام هو الحل وحاكمية سيادة الشعب, وهذا ما توصل اليه الفكر الاوربي في عصر النهضة للتخلص من الحروب المذهبية والتحالف بين الملوك ورجال الدين والاقطاع والوصايا الدينية والسياسية , ولو لا ذلك لما استطاعت اوربا ان تقود البشرية كلها من عصر الساقية الي عصر الفضاء, ولكن الانقاذ فرضت وصايتها علي الشعوب السودانية وتصرفت بالنيابة عنها مع سبق الاصرار, واصبح المواطن السوداني المغلوب علي امره معملا لتجارب العصبة الحاكمة , ولكن ليس من السهل بعد الأن اقناع الناس بمشروع سياسي يلبي طوحاتهم وتطلعاتهم بعد ان قالت الشعوب السودانية كلمتها في الانتخابات الأخيرة .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.