نقلت صحيفة سودان تريبون Sudan Tribune، الصادرة في باريس، عن مصدر في جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني رفض الكشف عن هويته أن مرتزقة روس من شركة واجنر جروب Wagner Group القريبة من الكرملين، متواجدون في السودان إلى جانب قوات الأمن الحكومية في مواجهة حركة الاحتجاج المطالبة برحيل الرئيس عمر البشير. وفي ذات السياق قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن مرتزقة من روسيا يساعدون نظام الرئيس السوداني عمر البشير في قمع المتظاهرين الذين يواصلون الاحتجاجات ضد حكمه منذ عدة أسابيع. وأضافت الصحيفة، أن "مرتزقة ناطقين باللغة الروسية شوهدوا في العاصمة السودانية الأمر الذي يزيد من مخاوف تورط الكرملين في دعم نظام الرئيس السوداني عمر البشير". ونقلت عن مصادر معارضة (لم تكشف عن هويتها)، إن مرتزقة ينتمون إلى شركة أمن خاصة تدعى "مجموعة ذا فانجر" يعملون في السودان ويوفرون خدمات استراتيجية وتدريبًا عمليًا للمخابرات السودانية والقوات الأمنية. وأضافت أن "المئات من عناصر ذا فانجر يعملون في جمهورية إفريقيا الوسطى، جارة السودان"، مشيرة إلى مقتل ثلاثة صحفيين روس في يوليو الماضي خلال عملهم على تحقيق بشأن نشاط المرتزقة في البلاد. وذكرت الصحيفة، أن "التقارير والصور من الخرطوم تشير إلى تنامي التظاهرات المعادية للحكومة، ما يشكل أكبر تهديد للديكتاتور العسكري الذي يترأس البلاد منذ 30 عامًا". وتابعت: "ظاهرة نشر العناصر الروسية يأتي في الوقت الذي يسعى فيه الكرملين إلى تطوير العلاقات التجارية والأمنية والدفاعية في الدولة الإفريقية". وأوضحت أنه في العامين الماضيين، أعطت موسكو الضوء الأخضر لبناء مشاريع طاقة نووية في جمهورية الكونغو ونيجيريا والسودان. وأشارت إلى أن شركات روسية أخرى لها علاقة بمشاريع تعدين البلاتينيوم في زيمبابوي، وفي بناء قاعدة نووية ضخمة في مصر ومشروع البوكسيت في غينيا. ونقلت الصحيفة عن محلل قالت إنه رفض الكشف عن اسمه قوله إن "كل من يتعامل مع البشير يعلم بأنه لن يستسلم بسهولة دون أن يقاتل، وفي حال اضطر إلى تدمير بلده فسيدمره، إذ أنه ليس لديه أي مكان آخر ليذهب إليه". وذكرت الصحيفة أن روسيا استقبلت البشير أكثر من مرة، حيث أكد خلال زياراته بأنه سيساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحقيق حلمه بالعمل على توسيع نطاق سيطرته في إفريقيا. الى ذلك قالت إذاعة مونتي كارلو ، منذ شهر ديسمبر / كانون الأول الماضي نشر العديد من الناشطين السودانيين على شبكات التواصل الاجتماعي صورا لخبراء عسكريين روس وسياراتهم وهم يتنقلون في الخرطوم، وهو ما أكدته، مؤخرا، جين فلانغان مراسلة صحيفة التايمز البريطانية في تقرير نشرته الصحيفة عن وجود المرتزقة الروس في الخرطوم والتقطت صورا لهم في شاحنات نقل عسكرية في العاصمة السودانية، إذ يظهر في الصور عدد من الرجال البيض يرتدون ثيابا مدنية، قالت المراسلة أنهم يتحدثون بالروسية، كانوا يراقبون المظاهرات الاحتجاجية قبل أن يتم نقلهم في شاحنات. وكانت الولاياتالمتحدة قد وضعت شركة واجنر جروب على قائمة العقوبات لدورها العسكري في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية، كما أكدت واشنطن وجود 2500 مقاتل مرتزقة من العاملين في الشركة يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات النظام، وفي يوليو / تموز 2018 لقي ثلاثة صحفيين روس مصرعهم في كمين في إفريقيا الوسطى بينما كان يجرون تحقيقا عن قوات الشركة المتواجدة في هذا البلد، وتؤكد مصادر صحيفة تايمز، أن مقاتلي الشركة كانوا يقيمون في معسكر على أراضي إفريقيا الوسطى على الحدود السودانية لتدريب وتوجيه قوات الأمن والمخابرات السودانية. ويأتي هذا التطور بعد قيام البشير بزيارة إلى دمشق كأول زعيم عربي يزور بشار الأسد، وتفيد مصادر صحفية أن هذه الزيارة جاءت تنفيذا لرغبة موسكو، وأن البشير انتقل من الخرطوم إلى العاصمة السورية على متن طائرة عسكرية روسية، كما يتزامن الأمر مع تصاعد الاهتمام الروسي بالعودة إلى القارة الإفريقية، إذ صادقت الحكومة الروسية خلال العامين الماضيين على مشاريع لإنتاج الطاقة النووية في الكونغو ونيجيريا والسودان. وأعلنت الشرطة السودانية الخميس مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في تظاهرة مناهضة للحكومة قامت بتفريقها بالغاز المسيل للدموع، في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، أمس الأربعاء. وفي بداية الاحتجاجات التي اندلعت في 19 ديسمبر في بلدات وقرى سودانية قبل أن تمتد إلى الخرطوم، أحرق المتظاهرون العديد من مقار حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير. ومنذ ذلك الوقت يشهد السودان تظاهرات غاضبة لكن الشرطة تصر على أن الهدوء يسود البلاد. شارك