أوردت وكالة الأنباء السودانية (سونا) أواخر الأسبوع الماضي ان وزير الخزانة البريطاني بعث برسالة الى البرلمان الانجليزي قال فيها انه وبعد تقصي و تحقيق أجراه بشأن ما سبق أن زعمه مدعي عام محكمة الجنايات الدولية بوجود حسابات سرية للرئيس السوداني البشير لدي مصرف لويدز البريطاني ، فان كافة البنوك الانجليزية وفروعها نفت نفياً قاطعاً وجود أى حساب باسم البشير أو تحت توقيعه او تحت سلطته، وأضاف الوزير البريطاني فى رسالته ان التحقيق والتقصي استغرق حوالي الثلاثة أشهر . ووفقاً لخبراء قانونيين فى لندن فان من حق البنوك الانجليزية من جهة والحكومة البريطانية من جهة ثانية مقاضاة مدعي عام محكمة الجنايات الدولية لجهة قيامه - مع كونه رجل عدالة يفترض فيه الدقة – بترويج معلومات خاطئة ومضللة وتلحق أضراراً بسمعة البنوك الانجليزية . وتقول مصادر دبلوماسية مطلعة فى لندن هاتفتها (سودان سفاري) إن عدد من اللوردات هناك أعطوا الحكومة البريطانية نصيحة قانونية تتيح لها مقاضاة المدعي العام ليس فقط لنشره معلومات غير صحيحة عن البنوك الانجليزية مما يجعلها موضعاً لعدم المصداقية ، ولكن لأن المدعي العام – بتصريحاته هذه – كلّف حكومة البريطانية جهوداً فى التحقيق اضطرت معها لكشف بعض المعلومات التى لا يجوز الكشف عنها وفقاً لقوانين البنوك وما تقوم به تقاليدها من سرية الحسابات . فالتقصي و التحري يستلزم المراجعة و التثبت من البنوك ، وهو ما لم يكن من داعٍ له ؛ يضاف الى ذلك فان الحكومة البريطانية والبرلمان ساورتهم الشكوك وهى شكوك ما كان يمكن إزالتها إلاّ بهذا الإجراء . من جانب الآخر فان ذات المصادر قالت ان من حق الحكومة السودانية - إذا رغبت - مقاضاة المدعي العام ايضاً فى هذه الجزئية فى دعوي مدنية (Civil action ) كونه حاول إشانة سمعة الرئيس بإلصاق تهمة حيازة أموال و إظهاره بمظهر الرئيس الفاسد، و الواقع إن هذه بالضبط كانت دوافع المدعي العام من وراء إثارته لهذا الموضوع ،فهو أراد ان يعطي صورة شائهة للرئيس البشير تمس أمانته و طهارة يده حتى يثور ضده شعبه . و على اية حال فان السودانيين- الأكثر وعياً و إدراكاً بطبيعة أوضاع بلادهم و برئيسهم- كانوا من الأساس على ثقة من عدم صحة مزاعم أوكامبو ، ولعل ظهور اوكامبو بهذا المظهر المخزي ، مظهر رجل العدالة الكاذب ،الباحث عن (فبركة) الأشياء هى وحدها تكفي للتشكيك (علي الأقل) فى اتهاماته ، وفى طريقة تعامله مع الملفات التي يمسك بها ، ذلك أن رجل يكذب على هذا القدر من الكذب من المؤكد أنه كذب من قبل كثيراً و سيظل يكذب !