مع ان كمبالا –كأمر طبيعي متوقع –سعت ولا تزال تسعي لإحياء كل من اركو ميناوي وعبد الواحد محمد نور وأبو القاسم إمام ود.خليل إبراهيم بمعاونة الحركة الشعبية وأجهزة الموساد لمعاودة نشاطهم في دارفور وصلا لمخططإنهاك السودان بحركات تمرد ،الا ان الأمر فيما يبدو لن ينجح علي هذا النحو .فالمتمردين الأربعة رغم الصيت الإعلامي الذي يسبقهم هم في الواقع (ماتوا سياسيا )ولم يعد من السهل إحياؤهم .فكلنا نعرف ورطة د.خليل في طرابلس في ظل القصف الهائل الذي يجري هناك حاليا واحتمالات انهيار النظام ومن ثم فقدان خليل لأي مأوي يأوي اليه هذا كله في حالة نجاحه في الخروج من هناك سالما ،وحتى في هذه الحالة فهو سيخرج الي مأوي لن يجد فيه ما كان يجده في السابق مما سيجعله يضيق منه ويسارع الي منبر الدوحة اذ ان ما قد يحصل عليه علي أية حال من التفاوض سيكون أفضل من التعويل علي مأوي مثل كمبالا وجوبا حيث يتحكم في شانه أناس يعرفون خلفيته الأيدلوجية وسوف يذلونه سياسيا يشتي الوسائل .لقد مات خليل سياسيا منذ ان فارق أنجمينا ولجا الي طرابلس والأخيرة تتهاوي الآن وهي لا محالة ساخطة .أما ميناوي من المرتزقة وهو امر مكلف وصعب وهو أيضا لن يحتمل مطلقا أملاءات موسفيني او باقان اموم بحال من الأحوال ،وأخيرا فان كل من أبو القاسم أمام وعبد الواحد محمد نور يرتبط وجودهم بوجود وزير الخارجية الفرنسي (برنر كوشنير )المعروف بخلفيته الصهيونية ،والرجل يعرف ان واشنطن في حاجة الي شمال سوداني هادئ حتى يهدا لها الجنوب ،واذا ما سادت الفوضى في الشمال –لأي سبب –او عادت دارفور من جديد لدورة العنف السابقة فان من الصعب السيطرة علي الأمور وواشنطن الآن يتسع نطاق عملها لإطفاء حرائق المنطقة وقد شهدنا كيف لا تزال غير قادرة علي العمل بفعالية في ليبيا جراء مخاوفها من التورط في مستنقع جديد تاركة ما تبقي لبقية حلفائها ومن بينهم فرنسا .ان حملة السلاح في دارفور في الواقع ليسوا اقوي من الحركة الشعبية حيث كانت تقاتل السودان في العقدين الماضيين ،فالحركة رغم هذه القوة والجيش والتسليح والدعم الغربي جلست في النهاية للتفاوض ولم تصل علي ما حصلت عليه إلا عبر التفاوض وأقرت مؤخرا بان شريكها الوطني صعب المداس وليس سهلا كما كانت تتصور في السابق . ان من المؤكد ان هؤلاء المتمردين الدار فوريين –بخروجهم من دارفور ،وبفقدانهم المنطق المناسب ،وابتعادهم عن نبض أهل دارفور في ظل دوران عجلة الحياة ،قد ماتوا سياسيا مهما بدوا حاضرين إعلاميا وسوف يتضح صدق ما نقول في المدي القريب !