تحليل سياسي رئيسي قال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة الدرافورية المتمردة جبريل آدم بلال إن المبعوث الأمريكي الخاص الى دارفور (دان سميث) وعد بتقديم مبادرة أمريكية جديدة بشأن كيفية حل الأزمة فى دارفور. المتحدث باسم العدل والمساواة قال ان المبادرة سوف تطرح فى سبتمبر المقبل، ولم يكشف جبريل فحوي ونقاط المبادرة ، كما لم يكشف ما إذا كانت المبادرة لإنفاذ الاتفاقية المبرمة في الدوحة مؤخراً ( وثيقة الدوحة) باعتبارها جاءت شاملة وخاطبت كافة جوانب قضية دارفور، أم أنها مبادرة جديدة كليّة ، بحيث تبدو (حلقة أولي) فى مسلسل أمريكي مطوَّل شبيه بمسلسل (دالاس) الشهير الذى ذاع صيته فى ثمانيات القرن المنصرم فى المحطات التلفزيونية الأمريكية. كما لم تعلق الحكومة السودانية رسمياً على المبادرة كأمر طبيعي إزاء عدم وجود محادثات مستمرة فى هذا الصدد بين سميث والمسئولين السودانيين حول الملف الدارفوري. وما من شك ان وجود مبادرة أمريكية أياً كان فحواها وسواء كانت مكملة لوثيقة الدوحة او جديدة عنها تبدو مسألة مستغربة وقد لا تخلو من سوء نية، ذلك ان واشنطن شأنها شأن قوي دولية عديدة أيدت وثيقة الدوحة وتعهدت أكثر من ذلك بدفع الذين لم يوقعوا ولم ينضموا إليها بالضغط عليهم للانضمام إليها. فيا تري ، ما الذي استجد فى هذا الجانب لكي تجترح واشنطن مبادرة جديدة ؟ وفوق كل ذلك فان الولاياتالمتحدة – للأسف الشديد – هى الآن عنصر تأزيم للشأن السوداني برمته بأكثر مما هي عنصر معالجة وحلول ، فقد رأينا كيف انخرطت فى محادثات – عبر سفارتها فى الخرطوم – مع قوي المعارضة السودانية المختلفة مسلحة أم غير مسلحة سعياً لإسقاط النظام ، كما رأينا كيف عملت على تهييج مناطق جنوب كردفان ومزجت ما بين قطاع الشمال بالحركة الشعبية والحركات الدارفورية لتنشيط العمل المسلح لأقصي درجة لإضعاف الحكومة السودانية وممارسة الضغط عليها، بل لإسقاطها، مما دفع بسكرتير الحزب الشيوعي لرفض هذا المسعى الأمريكي صراحة فى وجه نائب القائم بالأعمال بالخرطوم. أما إذا كانت حركة خليل –بهذه التصريحات– تود إدخال عنصر ضغط جديد، وأنه لا صحة لمبادرة كهذه ، فهذا معناه بكل وضوح ان حركة خليل تعيش حالة ضعف ووهن سياسي كبير جداً مما دفعها لارتداء هذا الزىّ الأمريكي للإيحاء بأنها تملك خطوطاً ساخنة مع قوة دولية مؤثرة. و على كل فان الامر فى مجمله يمكن تصنيفه فى خانة المناورات السياسية، وهى أسلوب لجأت إليه كل القوى المعارضة خاصة المسلحة غير عابئة بالمردود السالب لدي المواطنين السودانيين الذين لم يسبق ان استشعروا خيراً أو لمسوا جدوى للدخل الخارجي -لا سيّما الأمريكي- فى شئونهم الداخلية .