سياسة الغدر والتضليل والمراوغة تستخدمها تل أبيب منذ إنشائها كدولة مصنوعة في الأرض الفلسطينية. فهي تتحرك في اتجاه بوجه وقول وموقف بينما تنفذ وتفعل ما هو معاكس ومغاير تماماً. وهو الأسوأ فزيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو لواشنطون ومحادثاته مع الرئيس أوباما كانت لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وإحلال السلام العادل في المنطقة. وما عاد إلي تل أبيب حتى تحركت طائراته ومدرعاته وصواريخه لضرب غزة وأطرافها واغتيال القيادات الفلسطينية في سياراتهم أو في بيوتهم ووقف تزويد الفلسطينيين بالوقود والاحتياجات الضرورية والاستيلاء علي أراضي ومساكن الفلسطينيين المجاورين لأحياء المستوطنين اليهود، هذه السياسة – الغدر والخداع والتضليل والتآمر – تستخدمها الآن جوبا في التعامل مع الخرطوم مع الفارق بين خلفيتين وعقليتين. والأخيرة – أي جوبا – فإن تحذيراً قوياً ومبكراً وقبل أكثر من ستين سنة أطلقه إداري كفء هو السيد محمد عثمان يس الذي عرف الجنوب وأعرافه وعاداته وإرثه وموروثاته، وعمل فيه كأول مدير مديرية لأعالي النيل بعد السودنة عام 1955، نبه وبشدة أن عقلية سكان الغابة والأدغال في الجنوب غير أهل الشمال المستنيرين والمتسامحين بينما سكان الأدغال والغابات تنطوي نفوسهم علي الكراهية والغدر والحقد. وخذ واقعة هجليج وقيام الجيش الشعبي وحركة العدل والمساواة بهجوم غادر علي هجليج – بولاية جنوب كردفان – وبعقلية التآمر- وعلي طريقة تل أبيب في التضليل – جاء وفد جوبا الرسمي برئاسة باقان أموم وقال: (أننا لا نخبئ من ورائنا حاجة بل سلام وتعاون بين الدولتين وما في حاجة تاني). وتأمل سذاجة الخدعة الجنوبية وطيشها معا. وفي التحليل السياسي 26مارس 2012م حذّرت من الدعوة للرئيس وما تخفيه ومن الحديث عن "فتح صفحة جديدة"، لأن معطيات وتجارب وحصاد أكثر من مائة سنة في التعامل مع الجنوب لا تسمح بترف الغفلة والنسيان والتسامح وأن لا تركن الخرطوم أبداً لأي تعهدات أو وعود، وضرورة الحذر والتأهب لمواجهة عقلية وأجندة جوبا العدائية. فحتى إشعار آخر، فإن الجنوب وتحت قيادته الراهن (دولة معادية) ومن المهم إبلاغ القادة العرب في القمة العربية ببغداد29 مارس الحالي (غداً) أن دولة الجنوب (الدولة الناشئة) هي دولة معادية للسودان وللعرب. وأن إسرائيل بأجهزتها ووحدتها العسكرية وأجهزة الاستخبارات والمراقبة داخل حدود الجنوب. وحدث الهجوم الغادر علي هجليج بالإثنين 26/3 أي بعد 24ساعة فقط من مغادرة وفد جوبا وبعد حديث رئيسه (ما في حاجة ورانا) تكشف مباشرة أن وراءهم عدواناً وعقلية حرب بدائية لا تعرف عهداً ولا تحفظ جواراً أو تواصلاً. العدوان الغادر والزيارة الماكرة والمضللة لوفد جوبا للخرطوم تستوجب إغلاق كافة المسالك للتفاهم والتحاور بما في ذلك إغلاق السفارة السودانية في جوبا. وعودة طاقمها الدبلوماسي وإبعاد وإغلاق سفارة الجنوببالخرطوم. إرث الأدغال والحرب في عقلية جوبا يفتقر لمقومات الدولة الراشدة وبالتالي الالتزام بالمواثيق والعهود والجوار الحسن. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 28/3/2012م