- في كتابه (خطاب جوبا) بدا أن مؤلفه د. واني تومبي متحاملاً على زعيم الحركة الشعبية الراحل د. جون قرنق في سياق تحليله للخلافات التي كانت قائمة بين خلفه سلفاكير وما زالت قائمة مع (أولاد قرنق)... الأستاذ محمد سيد أحمد المطيب راجع الكتاب الذي صدر مؤخراً بالخرطوم بالعربية والغنجليزية في صحيفة (ايلاف) في الأسبوع الماضي .. الأستاذ قدم عرضاً رائعاً لهذا الكتاب بالتركيز على الجزء الخاص بالخلافات والانشقاقات في الحركة الشعبية التي ما زالت مستمرة حتي بعد رحيل مؤسسها.. - طفحت الخلافات على السطح بين د. قرنق وسلفاكير في اجتماع رومبيك الشهير 29 نوفمبر والأول من ديسمبر 2004م (الرأي العام) حظيت بسبق صحفي بنشر حيثيات المؤتمر السرية في نفس الشهر في أربع حلقات). - يقول د. تومبي أن القراءة المتفحصة لأقوال سلفاكير في ذلك الاجتماع العاصف تشير بوضوح إلي وجود انشقاق خطير بين زعيم الحركة ونائبه .. فقد قال كير في ذلك الاجتماع الطارئ والعاصف والمفصلي: (لا يوجد تماسك في هيكلنا القيادي ولنكن أمينين مع انفسنا). - ويعلق الكاتب على ذلك الاجتماع إن سلفاكير (يبدو أكثر صدقاً لأنها جاءت نتيجة الشعور الداخلي لإحساسه في تلك الفترة).. وأقوال كير في ذلك الاجتماع تظهر بجلاء أن الحركة الشعبية لم تكن موحدة بنهاية ذلك العام ولا يمكن بأي حال أن تكون موحدة الآن .. كان الانشقاق بين الرجلين واسعاً جداً لدرجة إن سلفاكير – خوفاً على ما يبدو من تصفية جسدية تطاله شخصياً – رفض السفر إلي نيروبي للوصول إلي مصالحة (مع قرنق) كان قد رتبها وزير التخطيط الكيني.. - ويعتبر د. تومبي أن أقوال سلفاكير في اجتماع رومبيك دليل واضح أن الحركة الشعبية كانت تعاني بشدة من الانقسامات الداخلية منذ نهاية 2004م وأن ثقافة هم نحن (ما زالت سارية بكثافة داخل الحركة).. ويتساءل المفكر والمثقف والباحث الأكاديمي الجنوبي في كتابه (إذا كان هذا هو الوضع في العام 2004م فكيف لنا أن نتخيل أن هناك آخرين من خارج الحركة يعملون على زرع الكراهية والفتنة والخلافات بين أعضائها بناء على هذا الادعاء وكيف يستطيع أناس خارج صفوف الحركة أن يعلموا أعضاءها الذين نشأوا سياسيا وتدربوا على الحقد والكراهية والمؤامرات والطعن من الخلف). الخلافات والانشقاقات ما زالت موجودة حتى وقتنا الحاضر بين الرئيس سلفاكير و(أولاد قرنق) ومن أبرزهم القائد جيمس واني – كانوا يقفون مع قرنق ويتساءل د. تومبي: (إذا كان الأمر كذلك ألا يصبح هؤلاء الأجانب يتحدثون عن بعض أعضاء الحركة باعتبارهم (أولاد قرنق) كأنما يوردون حقيقة ملموسة ومعروفة لدي أعضاء الحركة أنفسهم ولماذا تتظاهر القيادة الحالية بزعامة سلفاكير وكأنها لم تعرف منذ حياة قرنق إن هناك من ينتمون إلى مجموعة داخلية من أعضاء الحركة لصيقة بالرئيس الراحل؟ ولكن اخطر اتهام ضد د. قرنق الادعاء انه أرعب واحداً من قيادة الحركة الشعبية البارزين – الراحل جستين ياك الذي كان يشعر أنه كان مهدداً بالتصفية الجسدية على أيدي أتباع رئيس الحركة .. ويثير هذا تساءلاً: كم من أعضاء الحركة افتقدوا رئيسها الراحل فعلاً؟ قال سلفاكير في اجتماع رومبيك (هناك داخل الحركة الشعبية والجيش الشعبي من سيعانون مع الرئيس الراحل أو يرحلون معه) فالحركة في تلك الفترة كانت تتسم (باقي درجة من العنف..) نقلاً عن صحيفة الرأي العام السودانية 8/5/2012م