شروط فوق التعجيزية تلك التى سماها د. خليل ابراهيم زعيم حركة العدل و المساواة الدارفورية المتمردة ،و هى شروط لأنها يصعب تصنيفها ضمن الرؤي السياسية القابلة للتفاوض ( Negotionalle) ففي فن التفاوض المتعارف عليه فان كل طرف يضع اطروحاته و رؤاه التفاوضية ولا يغيب عنه ذهنه ماهو ممكن و قابل للتفاوض ، و ما هو غير ذلك ، لأن التفاوض مقياسه الوحيد هو الموضوعية و المعقولية ، كما ان هنالك عنصر آخر أكثر اهمية و هو الوزن السياسي و العسكري للطرف الذى يطرح رؤيته ، و ما اذا كان هذا الوزن يتيح له ان يقدم الاطروحات التى تجبر الطرف الآخر على النظر فيها او قبولها جزئياً او تعديل بعضها ،و لهذا فان علماء التفاوض وضعوا منذ القدم قاعدة مؤداها أنك لا تستطيع ان تمضي على طاولة المفاوضات أبعد من المدي الذى وصلت اليه مدافعك و دباباتك فى الميدان ! الدكتور خليل منح حركته حجماً مبالغاً فيه بمطالباته بقسمة سلطة و ثروة (بنسب محددة) لا يعرف أحد على ماذا استندت ، فعلي سبيل المثال لماذا يمنح نسبة 42% من السلطة والثروة ؟ ففي حالة الجنوب فان القسمة على اقل تقدير بُنيت على مساحة الاقليم ،و على حسابات قديمة مستندة الى اتفاقيات سابقة ، و روعي فيها ايضاً قوة الحركة الشعبية المنفردة وحدها بمقاليد السلطة هناك ، و روعي ايضاً فى الشمال سلطة المؤتمر الوطني – على نحو واقعي . و من المعروف الآن في دارفور ان حركة خليل ليست هى الحركة الوحيدة المتمردة هناك ، بل لا نبالغ ان قلنا ان حركة د. خليل تكاد تتلاشي فى خضم الحركات الدارفوري الاخري وليس لها (معاقل) او ما بات يعرف بالمناطق المحررة ، و قد حاولت طوال سنوات عبثاً ان تسيطر على اكبر مساحة ، أو ان تهدد المركز نفسه فى الخرطوم ، و ارتدت الكرة عليها لتحرز هدفاً معاكساً فى مرماها. كما لا يدري احد على ماذا بنت اطروحة د. خليل مبدأ تعويض كل فرد فى دارفور ، هكذا على اطلاقه ، بمبلغ محدد من عملة اليورو ؟ على أي اساس سيتم تعويض من يستحق التعرويض ؟ و هل حين انجلت حرب الجنوب جرت عملية تعويض فردية كهذه فى الجنوب ، رغم طول الحرب و رهقها الذى امتد لعقود و ليس لسنوات قلائل ؟ بل حتى فى الشرق حين تم التوصل الى اتفاق سلام الشرق عام 2997 ، هل تم إقرار تعويضات فردية لأهل الشرق ؟ ان من الواضح ان ما طرحه د. خليل كان مجرد مراوغة و عمل مقصود منه كسب الوقت بأي ثمن ، حيث لا يزال الرجل يراهن على إقتلاع (النظام) بالقوة وفقاً للعقيدة السياسية التشادية التى استحال على خليل الانفكاك من اسرها متجاهلاً اختلاف طبيعة الاوضاع فى البلدين ، كما ان خليل بماضيه فى الانقاذ ربما يريد ان ( يتقدم صفوف رفقاء الامس) وينال(رئاسة دورية) تأتيه هكذا طائعة مختارة دون صناديق اقتراع اعتقاداً منه و ربما ان كل السودانيين يقفون معه و ينتظرونه مهدياً منتظراً يخلصهم مما هم فيه . ان ما ورد بأطروحات خليل فى الواقع هو تمويه و من المستحيل على عاقل ان يأخذ اطروحه كهذه على محل الجد !!