في الوقت الذي تتصاعد التوترات ضد الولاياتالمتحدة في العالم العربي، وسعياً إلى تجنب الانتقادات الموجّهة لسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، اتهمت حملة أوباما، أخيراً، منافسه الجمهوري ميت رومني ومستشاريه بأنهم هواة ليسوا على استعداد لمواجهة مثل هذه الأزمة العالمية. يجري الهجوم على طريقة تعامل أوباما مع العالم الإسلامي، والتي تشجع الحركات المؤيدة للديمقراطية في أعقاب ما يسمى بالربيع العربي، بوصفها غير فعالة وذلك بعد وقت قصير من مقتل أربعة أميركيين على يد متطرفين في القنصلية الأميركية في ليبيا، حيث اندلعت احتجاجات حول مقار دبلوماسية أميركية في حوالي 20 بلدا إسلاميا، وقتل العديد من الجنود الأميركيين في موجة أخرى من الهجمات "الداخلية" في أفغانستان وجدّد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوته الملحّة لإدارة أوباما لاتخاذ موقف أشدّ ضد برامج نووية بالمنطقة. عناوين سلبية في ظلّ موجات من العناوين السلبية من منطقة الشرق الأوسط، حاولت جين بساكي المتحدثة باسم حملة أوباما تحويل الأزمة إلى مناقشة حول افتقاد رومني لمؤهلات السياسة الخارجية. وقالت للصحافيين المرافقين للرئيس على متن طائرة الرئاسة خلال الرحلة المتوجهة إلى ولاية أوهايو: "كل رئيس، سواء ذكر أو أنثى، بغض النظر عمن هو، جمهوري أو ديمقراطي، سوف يواجه أزمة أو أزمات متعددة كما واجهها أوباما". وقالت إن هجمة رومني في الآونة الأخيرة على الشؤون الخارجية، خلال الرحلة إلى انجلترا وبولندا وإسرائيل خلال أولمبياد لندن، كانت "كارثية". وقالت أيضا إن المرشح الجمهوري فشل في انتقادات لإدارة أوباما بعدما أصدرت السفارة الأميركية في القاهرة بيانا تندد بالمنتجين الأميركيين للفيلم المعادي للإسلام الذي أثار التظاهرات للإساءة لمشاعر المسلمين. وأضافت بساكي: "اتهم رومني الرئيس أوباما بالتعاطف مع المهاجمين وحرّف بياناً صادراً عن سفارتنا، وخرج مستشاره في اليوم التالي ليقول لو كان ميت رومني رئيساً لما حدث هذا. ولذلك فإن هذا يثير سؤالاً حول ما إذا كان فريقه مستعداً للوقت الذي يعالج فيه كل هذه القضايا". سياسة ثابتة وقال نائب السكرتير الصحافي للبيت الأبيض جوش إرنست إن الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان لن تغير سياسة الإدارة هناك. وأضاف: "على الرغم من هذه الهجمات الداخلية، وعلى الرغم من الخسائر المؤلمة التي تكبدناها، فلن نسمح لتلك الهجمات وهذا الترهيب لن يقلل جهودنا لإنجاز هذه المهمة وإنجاحها". وقال أيضاً إن الرئيس خاطب رؤساء البعثات الدبلوماسية المحاصرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، في السودان وتونس وليبيا واليمن. وأراد أوباما "أن يعلم هؤلاء الدبلوماسيين بأنه يهتم لأمرهم، وأن سلامتهم هي أولوية قصوى بالنسبة له. وهذا شيء مستقر في باله في الوقت الذي لديه بعض المسؤوليات كمرشح لإعادة انتخابه". وطالب أوباما رؤساء الحكومات في مصر وأماكن أخرى بتوفير الأمن بشكل أفضل حول المقار الدبلوماسية الأميركية. وقال ارنست إن الرئيس أوباما يعتقد بأنه ما زال هناك وقت للتوصل إلى حل دبلوماسي مع قوى إقليمية حول برنامجها المشتبه به للأسلحة النووية. ولم يعلّق على تقييم نتنياهو بأن هذه القوى سوف تمتلك حوالي 90% مما تحتاجه لصنع قنبلة نووية في غضون ستة أشهر أو نحو ذلك. الجدير بالذكر أن أوباما كان يتحدث عن الديمقراطيين الذين كانوا يصوتون في الانتخابات التمهيدية لصالح هيلاري كلينتون. لذا فإن أوباما يبدو أنه يحتقر ليس الجمهوريين الذين يعارضونه فحسب، ولكن الملايين من الأميركيين الذين انتهى بهم الأمر إلى التصويت لصالحه في نوفمبر عام 2008. وقال: "هناك 47% من الناس الذين سيصوتون للرئيس مهما كان الأمر. حسناً، هناك 47% يؤيدونه من الذين يعتمدون على الحكومة ويعتقدون أنهم ضحايا، ويعتقدون أن الحكومة مسؤوليتها العناية بهم، ويعتقدون أنهم يحق لهم الرعاية الصحية والغذاء والسكن. وأن هذا حق مكتسب. وعلى الحكومة أن تعطيهم ذلك، وأنهم سوف يصوتون لهذا الرئيس أياً كان الأمر. هؤلاء هم الناس الذين لا يدفعون ضريبة الدخل. واجبي ألا أشعر بالقلق إزاء هؤلاء الناس. فلن أقنعهم بألا يتحملوا المسؤولية الشخصية والرعاية على حياتهم". أنصار رومني إن نسبة كبيرة من 47 % الذين لا يدفعون ضرائب الدخل هم من أنصار رومني، خاصة الشخصيات البارزة (الذين قد "يعتقدون أن لهم الحق في الرعاية الصحية"، وهو موقف يتفق رومني معه)، وكذلك العديد من الأميركيين من ذوي الدخول المنخفضة (بمن في ذلك الرجال والنساء العاملون في الجيش) الذين يعتقدون أن السياسات المحافظة هي أفضل لهذا البلد حتى لو كنت لا تحصل على تخفيض ضرائب في إطار خطة رومني. لذلك يبدو أن رومني يسخر ليس من الديمقراطيين الذين يعارضونه فحسب، ولكن من عشرات الملايين الذين ينوون التصويت لصالحه. يبقى من المهم بالنسبة لأميركا بأن يفوز رومني في انتخابات الرئاسة في نوفمبر (إلا إذا اختار أن ينسحب، ومن ثم نحصل على بطاقة رايان-روبيو التي نستحقها!). ولكن ينبغي أن لا يحجب ذلك عنا حقيقة أن تصريحات رومني، مثل تصريحات أوباما قبل أربع سنوات، حمقاء وتتسم بالغطرسة. المصدر: البيان 1/10/2012م