خمسة أسئلة محيرة معلومة لدينا في علم الصحافة (ماذا? كيف ? لماذا ? متى ? أين ? 5WS) كلها تنطبق تماماً على مجريات الأحداث المفجعة الدامية التي تفجرت بجامعة الجزيرة وأدت إلى وفاة أربعة من الطلاب ، ثلاثة منهم من طلاب دارفور بالدفعة (35) والرابع من منطقة الجزيرة بقرية جريس ويدعى النعمان أحمد قرشي الدفعة (34) ، أما الدارفوريون الثلاثة فاثنان من محلية كتم وهما محمد يونس و نيل حامد وهو أول الضحايا الذي وجد بترعة الجامعة والتي تروي المزرعة التجريبية والدارفوري الثالث من مدينة الفاشر. وأصدر طبيب المشرحة بمدني في تقريره الذي تلقاه شفاهة البروفيسور/ محمد السنوسي نائب مدير الجامعة وأعلنه في مؤتمر صحفي بأن الوفاة نتيجة غرق .. وعلى خلفية الأحداث بالجامعة عقد مجلس عمداء الجامعة اجتماعاً طارئاً صباح يوم السبت 8/12/2012م في تمام الساعة التاسعة صباحاً أعرب فيه عن بالغ أسفه لتصاعد التداعيات المترتبة على القرار الصادر من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمتعلق بالمصروفات الدراسية لطلاب ولايات دارفور الدفعة (35) علماً بأن مجلس العمداء في اجتماعه الدوري يوم الأحد 2/12/2012م كان قد قرر تمديد فترة التسجيل للطلاب المعنيين على الرغم من أن نسبة التسجيل فاقت ال (85%) كما اجتمعت إدارة الجامعة بممثلي طلاب دارفور وأوضحت لهم حيثيات القرار وأبدت عمادة شؤون الطلاب استعدادها لمعالجة حالات الطلاب المعسرين ، ولم يبدِ ممثلو الطلاب أي اعتراض على مخرجات الاجتماع ثم أعقب ذلك تصاعد في الأحداث حيث قام عدد من الطلاب بإخراج الأساتذة والطلاب من داخل قاعات الدرس وامتد الأمر إلى إخراج بعض أعضاء هيئة التدريس من مكاتبهم والتعدي على ممتلكات الجامعة من معامل ومكاتب وعربات مما اضطر الشرطة للتدخل حفظاً للأرواح والممتلكات. وحرصاً على سلامة طلاب الجامعة ومنسوبيها وبعد التأكد من متابعة الجهات المختصة للإجراءات القانونية والعدلية المتعلقة بالأحداث قرر مجلس العمداء في اجتماعه الطارىء يوم السبت الموافق 8 ديسمبر 2012م تعليق الدراسة بجميع كليات الجامعة ومعاهدها ومراكزها في مختلف مستويات الدراسة إلى أجل يعلن فيما بعد. فلاش باك مما يذكر أن بداية الخلاف في الجامعة بدأت بجدل بين إدارة الجامعة وطلاب دارفور متمسكين بسريان اتفاقية أبوجا والتي قضت بإعفائهم من الرسوم الدراسية ، بينما تتمسك إدارة الجامعة بقرار وزارة التعليم العالي والذي قضى بإعفاء الطلاب الذين جلسوا لامتحان الشهادة من معسكرات اللاجئين بتشاد والنازحين إلا أن طلبة الدفعة (35) ظلوا يطالبون بإعفائهم أسوة بزملائهم طلاب دارفور مما أدى لتشكيل مطلب من تجمع روابط طلاب دارفور والبالغ عددهم في جامعة الجزيرة بمختلف كلياتها 300 طالب فيما يبلغ عدد طلاب الدفعة (35) 161 طالباً ، بينما بلغت نسبة تسجيل طلاب دارفور في جامعة الجزيرة حتى يوم الخميس 6/12/2012 م الماضي( 78% ). وفي يوم السبت قامت شرطة محلية مدني الكبرى وشرطة النجدة والعمليات بتطويق مستشفى ودمدني ومنع الجميع من الدخول للمستشفى حيث تجمع عدد كبير من طلاب جامعة الجزيرة من أبناء دارفور وذويهم وأهاليهم خارج المستشفى مطالبين بتسليم جثامين اثنين من الطلاب حتى يقوموا بمسيرة لدفنهما بينما رفضت الأجهزة الأمنية ذلك وظلوا معتصمين داخل المستشفى وخارجها برفع اللافتات مطالبين بتسليمهم الجثامين .. وتأزم الموقف حتى وصل وفد من السلطة الانتقالية الذي قاد مفاوضات مع أهالي وأبناء دارفور وأسفر الاتفاق بتسليم الجثامين في مسيرة سلمية تحت حراسة الشرطة حتى المقابر. اتحاد طلاب الجامعة .. في ظرف أسبوع واحد عقد اتحاد الطلاب مؤتمرين صحفيين ، والمؤتمر الثاني عقد ظهر الأحد 9/12/2012م ولم يكن فيه جديد سوى الترحم على الشهداء وترديد نفس المعلومات التي وردت في المؤتمر الذي عقده مدير الجامعة ومعاونوه ، إلا أن رئيس اتحاد الطلاب عصام الصادق أرباب أوضح في إجابة على أحد الأسئلة بأن الاتحاد سيطالب بإجراء تحقيق قانوني من جهة محايدة .. أيضاً ذكر أن معلومات لديه تفيد أن الطلبة الذين غرقوا في مزرعة الجامعة ربما يكونوا تعرضوا لصعقات من (البردة) إلا أن هذا الإدعاء لا تسنده معلومات توثيقية، علماً أن هؤلاء الطلبة الأربعة وجدوا بهيئتهم وملابسهم كاملة. نقلا عن صحيفة الراي العام 10/12/2012