ما حدث في شمال كردفان يثير الدهشة والاستغراب من نواحي متعددة أولها ان الجبهة الثورية أرادت أن تقول ان يدها طويلة وتستطيع ان تنقل المعارك الي شمال كردفان والي الطريق القومي الذي يربط غرب السودان بوسط وشمال السودان إلا أنها اتخذت أسلوباً خسيساً ينم عن ضعف وعدم مسؤولية تجاه نفسها أولاً حيث قدمت نفسها علي أنها عصابات للنهب والسلب واعتداء علي المواطنين العزل وتدمير المنشآت ومواقع الخدمات ولو كانت الجبهة الثورية تريد ان تقدم نفسها لأهل السودان علي أنها تعمل هذا العمل المسلح لأنها تريد ان تصل للحكم لخدمة أهل السودان لحافظت علي مواقع الخدمات حتي تستفيد منها عندما تصل للحكم ولو أنها أرادت ان تقول للمواطن أنها تعمل كل هذا العمل المسلح من اجله لما اعتدت عليه وعلي ممتلكاته وهو اعزل ثم أخذت حقوقه وسلبته وأوقفت الباصات السفرية وجردت ركابها من ممتلكاتهم ولم تواجه القوات المسلحة فكأني بها تستهدف المواطن وممتلكاته والمنشآت الخدمية بهدف ترويع المواطن والتضييق عليه. البعد الثاني والأهم أنها أرادات أن تجعل المفاوضات مع قطاع الشمال من موقع قوة وهي لم تستفد من مثل هذه التجارب التي سبقتها عليها جهات أخري وكانت النتيجة عكسية فما زالت أحداث توريت والهجوم علي الخرطوم ذات صدي سالب ترن في أذان أهل السودان وتكرار التجربة بأسلوب أكثر انحطاطاً ودونية يبرهن علي التخبط والعشوائية. البعد الثالث لماذا نتفاجأ بمثل هذه التجارب ولماذا لا نعتبر بتجاربنا السابقة ونضع من التحوطات لمثل هذه المغامرات من هؤلاء الذين لا يتحسبون لقيم ولا دين ولا أخلاق ونعلم دوافعهم وأهدافهم ومن يخططون لهم ويرسمون لهم الخطط ويدعمونهم بالسلاح والمعدات والعتاد وينتظرون علي أحر من الجمر لنشر أخبارهم علي القنوات الفضائية. أننا علي ثقة ان القوات المسلحة قادرة علي حسم هذه التفلتات سواء في منطقة جنوب كردفان أو النيل الأزرق أو في دارفور وهي مناطق مأهولة بالسكان وحسابات القوات المسلحة تضع آمن المواطن وحمايته في مقدمة أولوياتها ومعروفة المخاطر التي يمكن ان يتعرض لها المواطنون في مثل هذه المواجهات. البعد الأخير هي تصريحات المسؤولين حول مثل هذه الأحداث التي تتم بعفوية وبلا تحسب لنتائجها وإطلاق المعلومات في الهواء عبر القنوات الفضائية وأحياناً تكون متناقضة أو مختلفة وفي مثل هذه الأحداث لابد من توحيد الجهة التي تدلي بالمعلومات حتي يتم توجيه الرأي العام ليتخذ لنفسه موقفاً واضحاً من الحدث ليتناسب رد فعله مع الموقف. أخيراً نتساءل عن مصير التفاوض مع قطاع الشمال مع وجود منهج الغدر والطعن من الخلف وفرض الرأي بقوة السلاح وديننا لا ينهانا عن أن نعامل أعدائنا بمثل معاملتهم لنا قال تعالي (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدي عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدي عليكم واتقوا الله وأعلموا أن الله مع المتقين) (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) صدق الله العظيم. نقلا عن صحيفة أخبار اليوم السودانية 28/4/2013م