بلغت عملية الاستحقاق الانتخابي في السودان ذروتها، بعد أن أعلنت المفوضية العامة للانتخابات منتصف الأسبوع الماضي عدد المراكز التي من المقرر أن يجري فيها الاقتراع ففي شمال السودان بلغت مراكز الاقتراع (19500) مركز وفي جنوب السودان جرى تحديد (700) مركز. وبحسب تقيم صحفي وزعته المفوضية العامة للانتخابات، فان تحديد المراكز تم على أساس أن المركز المحدد مناسب من حيث التهيئة ومن حيث الشكل والمحتوي لعملية الاقتراع، وهو في الغالب مدرسة أو مؤسسة روعي فيها أن تكون باتساع معقول، وفي ذات الوقت تحظي بحماية مناسبة ويمكن السيطرة على المداخل والمخارج وفي ذات الوقت تكون قريبة من الناخبين في الدائرة المعنية بحيث يسهل عليهم الوصول أليها، وحرصت المفوضية على توخي أماكن هذه المراكز بكافة الولايات ونشرتها على موقعها الالكتروني حرصاً منها على ضرورة معرفة الناخبين لأماكن تواجد هذه المراكز، ويلاحظ على عدد هذه المراكز التي يبلغ مجملها شمالاً وجنوباً (26،500) مركز أنها روعي فيها أيضاً عدد الناخبين المسجلين وهم (16،500) ناخب مسجل مؤهل للتصويت كما روعي فيها أيضاً العامل الزمني بحيث لا يزدحم الناخبين في مركز من المراكز بالصورة التي تجعل التصويت منفراً أو يستقرق جل وقت الناخبين، فكثرة المراكز مقارنة بعدد الناخبين يتشف منها تقليل الازدحام، وجعل عملية الاقتراع متوازنة بحيث يجد كل مقترع الفرصة الكافية للتصويت دون أن يواجه مشاق أو صعوبات فيزهد في العملية . من جهة أخرى فان المفوضية العامة تلقت واستقبلت بعثة الاتحاد الأوروبي التي وصلت إلى البلاد للقيام بمهمة المراقبة، وتضم بعثة الاتحاد الأوروبي (50) مراقباً لديهم خبرة جيدة بعملية المراقبة وقاموا بالوقوف على إجراءات العملية الانتخابية ومراحلها من جانب المفوضية وقد التقي المراقبين بالدكتور نافع على نافع مساعد الرئيس السوداني والأخير قطع لهم بأن الانتخابات قائمة في موعدها المحدد (11 ابريل)) 2010م نظراً لارتباطها باتفاقية السلام الشامل المحددة بجداول زمنية معروفة. رئيسة البعثة الأوروبية من جانبها (فيرونيكا دي كاسير) قالت أن البعثة مستقلة ومحايدة وستقوم بدورها بأقصى درجات الحياد والنزاهة وأضافت أن بعثتها التي وصلت للتو تزمع التقاء كافة قادة القوى السياسية السودانية المشاركين في العملية الانتخابية للتعريف بدور البعثة والاستماع إليهم. وهكذا يمكن القول – وبصرف النظر عن الجدل الدائر حول تأجيل الانتخابات – أن الأمر قد وصلت مراحل متقدمة جداً لإجراء العملية الانتخابية ففقد تم تحديد المراكز وطبعت البطاقات وبدأت وفود المشاركين في المراقبة في الوصول إلى السودان.