السيد ثامبو امبيكي ومنذ عام 2003 ظل مكلفاً بملفات سودانية أي تجاوز العقد من الزمان وهو يتأبط ورقة من الأوراق السودانية يغدو ويروح بها من الخرطوم الى جوبا ومنهما إلى أديس أببا ثم نيويورك واحياناً يقوم بجولة في العواصم المجاورة ليبحث شأناً من الشؤون السودانية، عشر سنوات ولم يغلق أمبيكي أي ملف من الملفات السودانية بل ظلت كلها مفتوحة وهو يتعامل معها بطريقة الهروب الى الامام وإن شئت المثل السوداناوي بطريقة أكان غلبك سدها وسع قدها. أول تكليف لأمبيكي كان دارفور ولما وجد السودان مسخناً ساعة تطبيق اتفاقية السلام الشاملة بين الشمال والجنوب أي ما أصطلح عليها بنيفاشا ترك امبيكي دارفور للدوحة وأمسك بملف تطبيق نيفاشا ثم بعد الاستفتاء وانفصال الجنوب وان شئت قل استقلاله امسك امبيكي بملف القضايا العالقة بين السودان الفضل ودولة الجنوب تلك القضايا بلغت في تأزمها الحرب المباشرة بين البلدين (هجليج) وبعد أن غاصت دولة الجنوب في الحرب الأهلية اتجه امبيكي بكلياته لقرار مجلس الأمن 2046 والخاص بأزمة جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق أي حكومة السودان وقطاع الشمال وعندما (حرن) هذا الملف وظهر إعلان باريس ثم آلية الحوار الوطني نشأ ملف جديد ف(طب) فيه امبيكي أو بالأحرى هو الذي أسهم في نشأته وهكذا يظل سيد امبيكي يمسك ويفتح ويتجول في الملفات السودانية دون نجاح يذكر اللهم إلا إذا اعتبرنا عدم التطور في اتجاه الانفجار نجاحاً. الآن وبعد لقاء أمبيكي بكل مكونات الجبهة الثورية مجتمعة (عرمان وعقار ومني وعبد الواحد وجبريل) ثم بموفودي آلية الحوار الداخلية (غازي صلاح الدين واحمد سعد عمر) ثم بالصادق ثم توج كل ذلك بالسفر من أديس إلى الخرطوم ومقابلة المشير البشير رئيس الجمهورية وهكذا يكون السيد أمبيكي قد ضخ ملفه هذه المرة ثم حمله الى مجلس السلم الأفريقي التابع للاتحاد الأفريقي حيث كان التكليف لامبيكي لرئاسة الآلية الرفيعة وبعد أن تحصل على مباركة المؤسسة الأفريقية طار أمبيكي من أديس الى نيويورك حيث مجلس الأمن الذي سوف يصدر بياناً يبارك فيه خطوات أمبيكي السابقة واللاحقة ليكون رئيساً للآلية الأفريقية الرفيعة بمهامها الجديدة المتمثلة في قيام حوار يمل كل السودانيين الحاملين للسلاح والحاملين للمناديل البيضاء والحاملين للاشئ. كل السودانيين من نيالا والفاشر وزالنجي وكادقلي وكاودا والرصيرص والدمازين وهيأ وبورتسودان وسواكن وكسلا والخرطوم وأم درمان ودنوباوي والخرطوم بحري حلة حمد (والله لقيتها يا امبيكي تتمطى وتتمدد على كيفيك). إذا حدث السيناريو المتوقع أعلاه يكون أمبيكي قد دخل تاريخ السودان الحديث من أوسع أبوابه يحمل طفاية الحريق القابلة للتحويل الى مشعلة حريق. الأمر المؤكد أنامبيكي أصبح له إلمام طيب بالسودان وهو زعيم إفريقي محل ثقة الجميع ولكن السؤال هل لامبيكي تصور متكامل للحل ام انه يعمل بطريقة رزق اليوم اليوم؟ السؤال الاهم المستشارون الغربيون الذين يعملون مع امبيكي مثل الكس دي وال، هل متجردون لخدمة السودانيين ام أصحاب أجندات خاصة بهم وبدولهم؟ للتذكير فقط في نيفاشا كنا نظن ان الجنرال الكيني سيبموبيا هو عراب نيفاشا ولكننا اكتشفنا انه كان مجرد واجهة للسيدة ليندا جونسون النرويجية التي الفت كتابا تحكي فيه قصة نيفاشا من الألف إلى الياء من القلب نتمنى لسيد امبيكي التوفيق. نقلا عن صحيفة السوداني 12/9/2014م