اقتربت كثيراً جداً المواعيد التي تم الاتفاق عليها بين الإطراف المختلفة لانعقاد مفاوضات الدوحة الخاصة بإحلال السلام في دارفور، اذ بحسب الدكتور أمين حسن عمر، عضو وفد المفاوضات، فأن ديسمبر المقبل وعقب عطلة عيد الأضحى المبارك سوف يشهد انعقاد المفاوضات، وقد أكد جبريل باسولي الوسيط المشترك للمفاوضات ذات النبأ، وأشار من جانبه إلى أن كافة التحضيرات قد اكتملت. وتقول مصادر في العاصمة القطرية الدوحة أن القيادة القطرية أعدت من جانبها العدة لإنجاح المفاوضات وأنها تلقت تأكيدات من غالب الحركات الدارفورية المسلحة وأبرزها حركتي عبدالواحد، والدكتور خليل لحضور المفاوضات، وعلى الرغم من أن حركة د. خليل كانت قد أبدت رفضها للحضور في البداية وتعللت بأسباب واهية، إلا أن كافة المؤثرات المتوفرة تشير إلى أنها سوف تحضر المفاوضات، ولعل حركة الدكتور خليل التي كانت قبل أشهر شديدة الاهتمام بالحضور بسبب حاجتها الملحة لفك احتجاز محتجزيها الذين قضت محاكم جنائية سودانية بإعدامهم لارتكابهم جرائم حرب في أم درمان ضمن هجوم العاشر من مايو (آيار) من العام الماضي 2008م تجد الآن نفسها مجبرة – لأسباب لا مجال لحصرها – لحضور المفاوضات في ظل اهتمام أمريكي متعاظم بهذه الجولة على وجه الخصوص. وتشير أنباء مؤكدة في العاصمة السودانية الخرطوم إلى أن زيارة الموفد الأمريكي الخاص إلى السودان سكوت غرايشن التي قام بها الأسبوع المنصرم واستغرقت حوالي الأسبوع تضمنت نقاشاً جاداً حول التحضير للمفاوضات وأن غرايشن قطع وعداً للحكومة السودانية بأن واشنطن سوف لن تألوا جهداً في العمل على إنجاح المفاوضات لما لمسته من جدية باتجاه السودان نحو إقامة الانتخابات العامة مطلع العام المقبل بما يحقق قدراً مطلوباً للاستقرار في هذا البلد الذي أنهكته حروبه وأزماته الداخلية طويلاً. ومن باريس أكدت مصادر دبلوماسية فرنسية أن عبدالواحد محمد نور احد قادة الحركات الدارفورية المسلحة أعرب عن عدم ممانعته في حضور المفاوضات في ظل خلافات وانقسامات بدأت تضرب حركته مماثلة لحركة الانقسامات والتشرذمات التي طالت حركة الدكتور خليل. ويتوقع مراقبون للشأن الدارفوري في الخرطوم أن تسارع هاتين الحركتين بالذات لحضور المفاوضات بغية التوصل إلى اتفاق سلام سريع يقطع الطريق على حالة الانقسامات الخطيرة التي تعاني منها الحركتين، ولعل هذا هو بالضبط ما يفسر تصريحات منسوبة إلي الدكتور خليل إبراهيم طالب فيها بضرورة تأجيل الانتخابات العامة اذ يفهم من هذه التصريحات أن د. خليل وأن قنع بنجاح المفاوضات، وعزم المجتمع الدولي على إنجاحها وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة، إلا أنه يتخوف من أن تتسبب الانتخابات العامة في إظهار وزنه الحقيقي في هذا الوقت المبكر ومن ثم ينتهي دوره الذي سعي له منذ سنوات وتكبد في سبيله خسائر عديدة . وعلى أية حال فان مفاوضات الدوحة تبدو مثل القطار الأخير يسارع الكل للحاق به، وهو ماض إلى محطته الأخيرة لا محالة !!