أسدل الرئيسان البشير وموسفيني الستار علي صفحة الماضي وفتحا صفحة جديدة بيضاء بعد مباحثات ناجحة ومثمرة اتسمت بالجدية والصراحة والوضوح والحرص علي طي الملفات السوداء حيث أسفرت مباحثات القمة بين البشير وموسفيني عن تفاهمات إستراتيجية مهمة في الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادية وكذلك تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين ونقلها إلي رحاب أفضل وفقاً للمصالح التي تخدم شعبي البلدين. الرئيس الأوغندي موسفيني بدا هذه المرة أكثر تفهما للحواجز التي ظلت تعترض مسيرة العلاقات بين البلدين علي امتداد السنوات الماضية ويبدو من ملامح وتعابير وجهه إثناء مباحثات القمة أنه توصل إلي تشخيص الداء ومن ثم بدأ يفكر جاداً في (روشتة الدواء) بالتنسيق مع الرئيس البشير حيث حظي الملف الأمني باهتمام خاص من البشير وموسفيني فاصدرا توجيهات مباشرة لمعالجة الملفات الأمنية بين البلدين بما يعيد الأمور إلي نصابها ويحقق المصالح الأمنية العليا المشتركة تلك كلها ثمرات جيدة لهذه الزيارة التاريخية للرئيس موسفيني للبلاد وهناك ثمرات سيأتي أكلها لاحقاً بإذن الله تعالي. ابدي الرئيس موسفيني حسن النوايا ورغبته في إقامة علاقات ثنائية جيدة مع السودان بعد أن خلع القبعة السوداء وتركها وراء ظهره وارتدي القبعة البيضاء التي ترمز إلي المحبة والسلام وهي التي اطل بها علي مستقبلية بمطار الخرطوم الدولي وعلي الشعب السوداني الذي قابل الزيارة بارتياح تام ورحب بها، أعطي زيارة موسفيني للخرطوم نكهة سياسية خاصة تلك المحاضرة القيمة التي ألقاها في مركز الدراسات الإستراتيجية والتي كشف فيها عن رؤيته الإستراتيجية لمستقبل القارة الأفريقية وخارطة الطريق التي يمكن أن تقود القارة إلي بر الأمان وان تحقق لها الأمن والسلام والاستقرار والتنمية ولشعوبها الرخاء والرفاهية. وهنا لا ننسي أن نحيي الجهود التي اضطلعت بها الدكتورة نجوي قدح الدم أم درمانية عريقة (أسرة قدح الدم) والتي رفعت رأس السودان واسمه عاليين في المحافل العلمية الدولية لدورها الوطني وجولاتها المكوكية بين الخرطوم وكمبالا وتقريب وجهات النظر بين قيادتي البلدين حتي تحققت زيارة موسفيني للخرطوم فكللت مساعيها بالنجاح وتوجت ختام الزيارة باستضافة ضيف البلاد الكبير موسفيني بمنزلها بالعباسية – أم درمان حيث كان في استقبال الضيف الكبير والذي رافقه حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية ومعتمد محلية أمدرمان مجدي عبد العزيز وعدد من الرموز الأم درمانية المعروفة. ومن هذا المنبر نحيي الدكتورة نجوي قدح الدم علي دورها في إنجاح هذه الزيارة التاريخية لموسفيني للبلاد حيث أثبتت نجوي أنها امرأة سودانية مخلصة لوطنها الغالي.. ووطنية من طراز مميز. نقلا عن صحيفة السوداني 20/9/2015م