بات من المؤكد أن تحظي قضية دارفور بحل ناجع وناجز في غضون أسابيع بتكامل جهود القاهرةوالدوحة والوسطاء من الاتحاد الافريقي في اديس ابابا. وقد حفلت زيارة وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيظ ومدير المخابرات عمر سليمان الأخيرة الى الخرطوم الأسبوع الماضي بنقاش مستفيض تناول كما يقولون (كبد الازمة) وتبين ان القاهرة من جانبها تملك عناصر حل جيدة وقطعت بشأنها شوطاً كبيراً. ويقول مصدر دبلوماسي مصري رافق الوفد هاتفته (سودان سفاري) أن جهود القاهرة ليست بديلة عن ما تقوم بع الدوحة، ولكنها مكملة لها وداعمة لمجرياتها لأن الدوحة قطعت شوطاً مقدراً في تقريب وجهات نظر الاطراف، والقاهرة تساعد الآن على تليين المواقف. وفي اديس أبابا قالت مصادر دبلوماسية سودانية ل(سودان سفاري) أن الوسطاء يتداولون الآن في تكتم مقصود أطروحات معقولة سوف تغضي قريباً الى أتفاق معقول لم يستبعد المصدر أن يلحق به كل قادة الحركات المسلحة بما في ذلك عبد الواحد محمد نور أكثر الاطراف تعنتاً، ويشير الى أنه وأياً كانت مآلات الاستفتاء على تقري المصير فان القضايا التي ستثور بشانه سوف تظل تشغل بال المجتمع الدولي والمحيط الاقليمي لسنوات الأمر الذي قد يجعل أزمة دارفور تأتي في المرتبة الثانية خاصة وأنها الآن تعيش حالة هدوء واستقرار لا ينكره أحد. وما من شك ازاء هذا الواقع أن المجتمع الدولي خاصة بعد حادثة اغتيال جنديين مصريين من قوات اليوناميد في دارفور يتجه لانهاء أزمة دارفور ليتمكن من التركيز على الجنوب السوداني، حيث يصعب متابعة الملفين آن واحد، وخاصة أن دارفور الآن تعيش واقعاً جديداً عقب الاستحقاق الانتخابي الاخير. وهكذا فان حراك كل من القاهرةوالدوحة في هذا الخضم قائم على اساس قوى ومتين هذه المرة، فالدوحة تملك ملفاً يحوي اتفاقاً اطارياً، والوسطاء يملكون نقاط اتفاق معقولة، وقد ذهب د. خليل ابراهيم مؤخراً الى القاهرة في زيارة لم يفصح كثيراً عن فحواها ولكنها بالتأكيد خلصت الى نتائج جيدة ربما استكمل ملامحها الوفد المصري الزائر مع القيادة السياسية المنتخبة في الخرطوم. ومن المهم هنا أن نشير الى أن كل من واشنطنوالقاهرة على وجه الخصوص مضافاً لهم تشاد يودون – انهاء ازمة دارفور بشتي السبل وقد وضحت لهم حقائق يصعب تجاوزها حتى تكون قضية استفتاء الجنوب وحدها في الساحة ليسهل التعامل معها، اذ بقدر ما يساور القاهرة وانجمينا القلق من انفصال جنوب السودان وكلت الدولتين عبرت صراحة عن هذا القلق فان واشنطن بدورها ليست بعيدة عن هذا الشعور بالقلق لأنها وأن رغبت في دولة جنوبية مستقلة ومن ثم انطفاء نيران الحرب الى الأبد بين الشمال والجنوب الا أنها ليست متيقنة تماماً من امكانية نجاح قادة الحركة الشعبية في قيادة دولة جديدة في ظل الصراعات القبلية والمشاكل الاقتصادية والمجاعة والفساد المريع المستشري داخل حكومة الجنوب!!