ثمنت جامعة الدول العربية الجهود القطرية المبذولة من أجل إحلال السلام في إقليم دارفور السوداني والعمل على مواصلة جهود التفاوض بين الحكومة السودانية والحركات الدارفورية من أجل تحقيق الاستقرار في الإقليم. وأكدت الجامعة أهمية استئناف مسار مفاوضات الدوحة وتذليل العقبات للوصول إلى اتفاق شامل خلال الفترة المقبلة بما يحقق مصلحة السودانيين. وأكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أمس-في تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأنباء القطرية-أهمية مسار الدوحة، لافتا إلى أنه مسار مهم للغاية بالنسبة لمعالجة مشكلة دارفور، مضيفا أن الكل يدرك أن هذا المسار ينبغي أن يشجع، كما ينبغي على كافة الحركات الدارفورية أن تشارك وتساهم فيه، لأن الوقت الآن ليس في صالح الكل. في هذه الأثناء، أكد الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني في تصريحات بالقاهرة أمس، أنه اتفق خلال لقاءاته بالقيادات المصرية خلال زيارته الراهنة لمصر على أن مبادرة الدوحة ستكون المنبر الوحيد للتفاوض للراغبين في السلام من الحركات الدارفورية المسلحة وغيرها، وسيتم تحديد سقف زمني لها حتى لا تترك مفتوحة لمزاج بعض الحركات. من جانب آخر أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تصريحات أمس الاثنين أنه أجرى اتصالات مع سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية حول دفع مفاوضات السلام باقليم دارفور السوداني عبر منبر الدوحة . وفي هذا السياق جدد موسى التمسك بمسار الدوحة الخاص بمفاوضات احلال السلام بالاقليم والتي تشارك فيها الحكومة السودانية والفصائل وحركات التمرد الدارفورية قائلا أن مسار الدوحة «أدى إلى إنجازات محددة» ، موضحا أن وجود إطار زمني لهذه المفاوضات مطلب سوداني وليس شرطا ونحن نؤيده .وقال موسى إنه «ليس من المصلحة وضع عقبات في طريق هذا المسار لأنه عملية في وجهة نظري ناجحة» ، معربا عن أمله في أن يشارك الجميع في هذه المفاوضات التي ستستأنف في الدوحة في ظرف عشرة أيام بعيدا عن المهاترات والحجج الواهية لأنه مسار مشترك ومهم. الى ذلك أكد السفير هشام يوسف رئيس مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية حرص الجامعة على دعم السودان من أجل تحقيق السلام والاستقرار فيه ودعم الجهود الرامية إلى لم شمل الفرقاء الدارفوريين . وقال يوسف في تصريحات للصحفيين امس «أنه لابد من اتخاذ خطى ثابتة بما يؤدي إلى التعامل مع الوضع في السودان بما يحقق مصالحة ومصالح الشعب السوداني ومواصلة البحث في تفاصيل تحقيق ذلك والعمل على إنجاح مسار مفاوضات الدوحة والتعامل مع اتفاقية نيفاشا والإعداد للاستفتاء حول مصير الجنوب والذي اتفق على إجرائه في بداية يناير 2011 ». وأضاف أنه الآن وبعد انتهاء الانتخابات هناك جهود تبذل لبحث هذه الأمور .. والحكومة السودانية تقوم بإجراء مشاورات مع الجامعة العربية ومع مصر والعديد من الأطراف العربية والأفريقية أو الدولية لبحث سبل التعامل مع هذا الملف . من ناحية اخرى بحث موسى مع هالى مينكيريوس ممثل الامين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للسودان تطورات الأوضاع على الساحة السودانية وسبل تحقيق السلام في اقليم دارفور وما يتعلق بالمرحلة المقبلة مع الاستعداد لاجراء الاستفتاء على مصير الجنوب السوداني المقرر في يناير 2011.وفي تصريحات له عقب اللقاء قال مينكريوس ان وجهة النظر المشتركة للجامعة العربية والأمم المتحدة هي دعم الأطراف في تنفيذ اتفاقاتها بشكل سلمي في توقيتاتها المحددة ودعم قرارات الشعب السوداني بصرف النظر عن نتائج قرار شعب جنوب السودان في الاستفتاء المرتقب . وبدوره قال السفير أحمد بن حلي نائب الامين العام للجامعة العربية ان ممثل الامين العام للأمم المتحدة في السودان ورئيس بعثة المنظمة الدولية اكدأهمية التنسيق القائم بين الاممالمتحدة والجامعة العربية في كافة التطورات على الساحة السودانية سواء فيما يتعلق بموضوع دارفور والتحضير للاستفتاء على مصير الجنوب السوداني المقرر بداية العام المقبل .وانتقد نائب الأمين العام للجامعة العربية ما تردد عن تدهور الاوضاع في دارفور.. لافتا الى ان الاقليم يشهد انفراجة وتطورات كبيرة .وأضاف انه رغم عمليات العنف التي يشهدها الاقليم من آن لآخر لكن الكل يرى أن الأوضاع في دارفور في اتجاه الانفراج والتسوية وان الأمل كبير ان تتم هذه التسوية قبل الاستفتاء على مصير الجنوب السوداني . المصدر: الوطن القطرية 18/5/2010