جرت في الأسبوع الماضي عملية الإحصاء السكاني الخاصة بولاية جنوب كردفان. والعملية تجري الآن، ايفاءً لاتفاق جرى بين شريكي اتفاقية السلام الشامل الوطني والحركة لمعالجة نتيجة التعداد السابقة بعد أن اعترضت عليها الحركة الشعبية واعتبرتها غير منطقية. ومن المقرر – عقب إجراء التعداد – أن تتم إجراءات سجل انتخابي يتم على أساسه إجراء الانتخابات التي أجلتها مفوضية الانتخابات العامة نتيجة لخلاف حول التعداد السكاني في الولاية المعنية. والواقع ان هذا الإجراء رغم أنه عرقل مسيرة الانتخابات في الولاية وجعلها تتخلف عن بقية أقاليم السودان الا أنه يعاكس في الواقع حرص شريكي الاتفاق على معالجة المسائل مثار الخلاف بينهما بحيث يتراضيان عليها. ويشير مصدر مطلع هاتفته (سودان سفاري) في مدينة كادوقلي عاصمة الوالية الي أن المؤشرات الأولية لعملية التعداد نشير إلى أنه لا يوجد في الواقع اختلاف يذكر ما بين نتيجة التعداد الحالي والسابق وأشار المصدر الى أن المنطقة محصورة والتحركات فيها معروفة، ولكن تظل إستراتيجية التوافق وتفادي الخلافات هي السمة الرئيسة الغالبة في كل شأن يتصل بشراكة الشريكين الوطني والحركة. وما من شك أن ولاية جنوب كردفان وبحكم أنها ذادت خصوصية خاصة كونها شهدت تطبيق برتوكولات سبقت اتفاق نيفاشا 2005م وكونها تملك حق المشورة الشعبية تلفت الآن الأنظار بشدة حيث من المقرر أن تشهد معركة انتخابية ساخنة للغاية يتقرر على أساسها من يفوز بحكم الولاية وما تمثله من أهمية للطرفين وإذا شئنا المقارنة والمقارنة فان نظيرتها الأخرى ولاية النيل الأزرق التي تتمتع بقدر مماثل من الخصوصية بشان المشورة الشعبية فان فوز الحركة الشعبية بحكم ولاية النيل الأزرق حيث فاز الفريق مالك عقار بحكم الولاية، ربما يدفع الوطني للعمل بقوة للفوز بحكم هذه الولاية الحساسة، ولعل الحس العدلي يقتضي أن يفوز الوطني بحكم هذه الولاية لتتعادل الكفة بشأن الولايتين ويحدث قدر من التوازن المطلوب. وبعيداً عن أي تكهنات في الوقت الراهن فان الأمر المهم الآن هو أن يتم قبول واعتماد نتيجة التعداد السكاني التي ستعلن لا أن تتم مجابهتها مرة أخري بالرفض, فالوقت لم يعد فيه متسع ومن المهم أيضاً اذا لم يحدث فارق كبير وغير مبرر في النتيجة, أن يحسب ذلك ضمن أخطاء الحركة الشعبية واعتراضاتها غير المبنية علي أساس, فهي قبلت في السابق بالعملية وارتضت النتيجة, ثم عادت مرة أخري بعد القبول لترفضها, مما أوجد هذا التعطيل والعرقلة غير المبررة. وعلي كل فان ولاية جنوب كردفان التي حسدت تناغماً مثالياً في العمل بين الشريكين ووفق كل من واليها أحمد هارون المنتمي للوطني والفريق الحلو نائبه المنتمي للحركة في إيجاد أرضية تفاهم وعمل دؤوب لخير وصالح أهل الولاية تستحق أن تكون الولاية الأنموذج في الشراكة وفي ترسيخ وحدة السودان.