تباينت ردود الأفعال في أوساط الساسة الجنوبيين حيال المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الزراعة بحكومة الجنوب سامسون كواجي التي تعرض لها أمس الأول. ففي الوقت الذي اعتبر فيه السياسي الجنوبي المعروف موسي المك كور أن ما حدث لكواجي أمر عادي يمكن أن يحدث لأي شخص في مناطق الجنوب المختلفة بسبب ما تتسم به الأجواء من مشاحنات بين القبائل هناك، اعتبره وزير العمل والخدمة العامة وتنمية الموارد البشرية اللواء الركن ألسون مناني مقايا أمراً خطيراً جداً، وقال ل(الانتباهة) عبر الهاتف من جنيف أمس: ما حدث يعتبر دليلاً على الخلافات داخل الحركة الشعبية، وأكد أن محاولة اغتيال كواجي من شأنها أن تعطي إشارات لما يمكن أن يقع عندما يحين الوقت للترشح والاقتراع في الانتخابات القادمة الأمر الذي يمكن أن تتزايد معه وتيرة الخلافات داخل الحركة وخارجها، ولم يستبعد مقايا أن يحاول آخرون أن يفعلوا ما تفعله الحركة الشعبية محاولة اغتيال كواجي لم تكن هي الأولى في الجنوب بعد التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في العام 2005م ولكنها الأولي التي تحدث لمسؤول في حكومة الجنوب ينتمي للحركة الشعبية، والمعروف عنه بأنه من القيادات المتشددة في الحركة الشعبية وكان يشغل منصب الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي كما يرفض كواجي أي منصب في الشمال الأمر الذي رفض بموجبه عدة مناصب عرضت عليه في إطار حكومة الوحدة الوطنية مما قاد البعض لوصفه بعتاة الانفصاليين داخل الحركة الشعبية. وكانت هناك عدة محاولات للاغتيال في الجنوب لشخصيات سياسية نوبية نجح بعضها وفشل الكثير منها، ولعل ما فشل من هذه المحاولات للمستهدفين بها راح ضحيتها عدد كبير من حرسهم الشخصي .. ففي مارس من العام السابق تعرضت احدي سيارات وزير الخارجية السابق رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي الدكتور لام أجاوين لإطلاق نار في منطقة ((ناكديار)) في ولاية أعالي النيل قتل على إثر ذلك الهجوم اثنان من حراسه وسائق العربة. وتعرضت في أواخر العام حرم نائب رئيس الحركة الشعبية الدكتور رياك مشار وزيرة الدولة بوزارة الطاقة لمحالة اغتيال في ولاية الوحدة عندما صوب أحد الأشخاص مسدساً إلى وجهها ولكن تم إلقاء القبض عليه سريعا قبل أن يطلق النار عليها. وأرجعت قيادات سياسية جنوبية تلك الحادث لدوافع سياسية وقبلية نتيجة تداعيات الصراع بين أبناء قبيلة النوير في الحركة الشعبية بين نائب رئيس الحركة زوج الوزيرة ووالي ولاية الوحدة تعبان دينق القيادي البارز في الحركة الشعبية، حيث يري كل منهما بأنه الأكثر تأهيلاً لتمثيل أبناء النوير في الحركة الشعبية .. وكشفت الوزيرة وقتها عن هوية من سعي لاغتيالها، الذي اتضح أنه عضو في مجلس الحركة الشعبية في قطاع منطقة ((اللير)). واذا كانت المحاولات التي ذكرت، نجا المستهدفون فيها من الموت بل لم يتعرض أصحابها لإصابات سوى الأخيرة التي تعرض لها كواجي التي أصيب جراءها حسب ما نقلته الصحف بجروح خطيرة في إحدى ذراعيه نقل على إثرها إلى كينيا، فقد نجحت محاولة واحدة وراحت ضحيتها أمينة أمانة المرأة بولاية غرب الاستوائية بالمؤتمر الوطني مريم برنجي بعد أن دخل عليها ثلاثة أشخاص يرتدون زياً عسكرياً منزلها وأخذوا ما عندها من مال وأطلقوا عليها النار وقاموا بإحراق المنزل. ولكن رغم أن تلك الجريمة والمحاولة، يبدو مما جرى أن دافعها كان المال إلا أن الدوافع السياسة كانت تختبئ وراء دافع السرقة، حيث عرفت القتيلة بنشاطها السياسي الكبير بجانب انها درجت على المناداة بشدة بنزع السلاح خارج القنوات الرسمية، وأن هذا النداء اغضب بعض الجهات التي كانت وراء الحادث. ولكن اذا تمت معرفة من حاول اغتيال الوزيرة انجلينا والذي اتضح أنه يتبع للحركة، يقفز سؤال هنا: من حاول اغتيال سامسون كواجي؟ وهل هو داخل الحركة أيضاً؟ هذان السؤالان نتركهما للجنة التحقيق التي ينتظر قادة الحركة الشعبية عودة رئيسها من جولته التي يقوم بها إلى اوربا حالياً!! خاصة أن الأمر جد مشفق، فالرصاص في الجنوب اعمي لا يميز الحليف من العدو!!. نقلاً عن صحيفة الانتباهة 18/11/2009م