(يوغندا تخذل المحكمة الجنائية الدولية وتنبطح أمام البشير)!! تحت هذا العنوان كتب الصحفي (برنارد سكالكا) على الموقع الإلكتروني لتحالف انقاذ دارفور مقالاً مطولاً أبدى فيه حزنه الشديد مما أسماه خذلاناً لم يكن متوقعاً خذلت فيه كمبالا محكمة الجنايات الدولية بتقديمها الدعوة – رسمياً – للرئيس البشير على الرغم من كونه مطلوباً لدى المحكمة لحضور فعاليات القمة الافريقية في يوليو الجاري بكمبالا. الصحفي برنارد قال ان يوغندا أدارت وجهها (بصورة مذهلة) – على حد تعبيره عن المحكمة بعد تراجعها عن قرار رفض مشاركة الرئيس السوداني، اذ أن الرئيس موسفيني – والحديث للصحفي (برنارد)، وبعد أن كان قد أعلن في الرابع من يونيو الماضي بأن البشير لن يحل ضيفاً على بلاده للمشاركة في القمة وادعى أن يوغندا باعتبارها عضواً بميثاق المحكمة، ثم أردف تصريحاته هذه بتصريحات أخرى في الثامن من يونيو عند لقائه رئيس تحالف دارفور (جاكي مونو) بعدم استسلام كمبالا لقرار الاتحاد الافريقي القاضي بعدم التعاون مع المحكمة، عاد مرة أخرى ليتراجع عن قراره بعد أن واجه موقفاً صلباً من الخرطوم التي هددت كمبالا بالعمل على نقل القمة منها الى عاصمة افريقية أخرى وسخر الكاتب (برنارد) من ما قاله بعض المحللين من أن يوغندا تسعى لخداع الرئيس البشير باستدراجه اليها ومن ثم اعتقاله وقال (ان رجل الخرطوم القوي لن يقع في فخ كهذا، فالرجل يتمتع بسند قوي من قبل عدد من الحلفاء أبرزهم الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ويوغندا عضو فيها). ويستغرب الصحفي غاية الاستغراب من تمكن الخرطوم من اجبار كمبالا على التراجع عن موقفها!! ويورد تبريراً عابراً للتساؤل يتعلق بجيش الرب الذي ظل وما زال يشكل هاجساً مؤرقاً ليوغندا ويخلص الكاتب الى توصيف ما فعلته يوغندا ازاء هذا الموقف الى أن كمبالا في الواقع (غرست سكيناً على ظهر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بموقفها المتخاذل هذا، ومن ثم يقترح الكاتب – بنبرة يأس ظاهرة – أن يبحث تحالف دارفور عن وسيلة تحرك أخرى لانفاذ مذكرة التوقيف. ولعل من المهم هنا أن نلاحظ من خلال سطور هذا المقال الذي ينضح بالخيبة والشعور العارم بأن دول القارة الافريقية تقف بقوة ضد الجنائية وتعتبرها موجهة خصيصاً ضدها وأن الخرطوم تتمتع بموقع قوى وسط دول القارة ولديها تأثيراً بالغاً على المحيط الاقليمي أن تحالف دارفور يشعر بخيبة أمل كبرى سواء على صعيد فشل مؤتمر الجنائية الذي انعقد أواخر مايو الماضي في كمبالا ولم يخرج بشئ ذا بال، أو على صعيد فشل الدول الاعضاء في المحكمة في حمل الاعضاء الافارقة في ملاحقة الرئيس البشير وهذا يمكن القول ان تحالف انقذوا دارفور وصل الى قناعة بعدم جدوى المذكرة وهو يبحث الآن ما يحفظ ماء وجه المحكمة، والحماس الذي توارى ويبدو أن التحالف ليس لديه ما يفعله بعد انكشاف اهدافه سوى أن يكتب المقالات التي تقطر مرارة على شاكلة هذا المقال ويكيل الاتهامات للدول الافريقية، وليت كمبالا تقرأ هذا المقال لترى (مكانها) في خارطة (الاستهزاء السياسي الدولي) بها حين حاولت مخالفة قرار الاتحاد الافريقي ثم اضطرت – وبسرعة – للعودة الى حظيرته!!