ليس بغريب ولا من المفاجئ أن تحمل صحف الأمس في الخرطوم بخطوطها العريضة خبر رفض الحكومة الفرنسية تجديد الإقامة لعبد الواحد محمد نور وهي ذات الحكومة التي أبدت تبرمها في وقت سابق من حركة تحرير السودان من تعنت قيادتها للحاق بعملية السلام بالدوحة أذ أوردت فرنسا صراحة على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير الذي أبدي ضيقاً وحنقا على المتمرد عبد الواحد محمد نور الذى يتخذ من باريس مقراً له منذ ما يجاوز الثلاثة أعوام ،و قال كوشنير إن بلاده لا تجد مبرراً للمواقف المتعنة التى ظل يتخذها المتمرد عبد الواحد محمد نور ، برفضه التفاوض مع الحكومة السودانية ، وفي وقت تزامن فيه تبرمها مع فتور تشاد وعدم تحمسها مع العدل والساواة الأشهر الفائية في الحادثة الشهيرة التي قضت بتوجه خليل إلى ليبيا ململما أمتعة الخبية والحسرة من انجمينا إلى طرابلس يوم أن صرحت تشاد أن خليل شخص غير مرغوب فيه ويبالغ فى التشدد و إتخاذ مواقف لا تتحلى بالمرونة حيال اللحاق بعمليات التفاوض . ويعيش عبد الواحد هذه الأيام وضعا قلقا لكون دول الغرب التي بات يجد عندها الايواء في فنادقها الفخيمة ويحظى فيها بالدعم المادي والمعنوي قلبت له ظهر المجن وابدلت الدلال خصام والمودة جفوة حتى يقبل بالتفاوض عن يد وهو صاغر أو تسيلمه للحكومة السودانية إذا زاد من تعنته وأضاع الوقت . ويرى محلل سياسي تحدث ل (الرائد) مفضلا حجب اسمه أن قرار فرنسا بعدم تجديد الاقامة لعبد الواحد لا يخرج من رسالة تحمل في طياتها الوعيد والترغيب لعبد الواحد الذي طالت فترة ترغيبه بسنوات العسل التي يقضيها في دول الغرب والهدف من الترغيب هو رغبة فرنسا للحاق بالتفاوض الذي ظل عبد الواحد يتهرب منه بشروط تعجيزية وتعنتات غير مبررة أضافة إلى رؤية فرنسا أن (العدل والمساواة) حركة استنفذت أغراضها العسكرية والسياسية . ويذهب أكثر من محلل إلا أن عبد الواحد فيما يبدو بات يشكل عبئاً سياسياً باهظاً على فرنسا ، فحتى على مستوى مصالحها الخاصة لم تلمس فيه الشخص القادر على تحقيقها ، ومن ثم ومن واقع معايشتها لرؤى المتمرد الشاب ، يئست فيما يبدو وهى ترى الملعب السياسي السوداني يكتظ باللاعبين . وتفيد الأنباء الواردة من باريس أن عبد الواحد حتى كتابة هذا التقرير يعيش بلا إقامة رسمية وأراق ثبوتية مجددة إذ فشلت مساعي معاونيه في إقناع السلطات السودانية بتجديد جوازه ولا السلطات الفرنسية التي أدارت وجهها لتجدد إقامته نظرا لانتهاء صلاحية جوازه . وسبق لعبد الواحد أن تعرض لذات المازق حينما رفضت أسمرا اقامته العام 2006 يوم أن كان ينوي تكوين جبهة الخلاص ودلته التوجه إلي ايطاليا لتكملة سفره . الصفعات الأخيرة لقادة التمرد في عواصم الدول بدأت بخليل وبعده طالت عبد الواحد يعيد للاذهان صورة إهتزاز قادة تمرد دارفور واستنفاذ أغراض حركات التمرد والتي ما عادت الدول التي تقف من ورائها تثق بقدرتها في تنفيذ أجندتها . هل سيدفع بهذه الحركات للعودة لحضن الوطن والإحتكام لصوت العقل للجلوس والتفاوض خاصة وأن الحكومة لا تمانع بالجلوس إلى من قدم منبر الدوحة واحتكم إلى التفاوض والحل السلمي ؟ .. هذا ماستجيب عنه الايام القادمات . نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 18/7/2010م