* ونرسم الكاريكاتير * وفي الرسم عارضة خشبية مثل عارضة مرمى كرة القدم وحبل على جانبيها * وطرف الحبل من هنا يتدلى منه الشمال مشنوقاً وطرف الحبل من هناك تتدلى منه الحركة الشعبية مشنوقة. . وكل من المشنوقين يجعل قبضته اليمنى المقبوضة (تطحن) راحة يده اليسرى المبسوطة في مكايدة للآخر. (2) * وولاة من أطراف السودان يلتقون في الخرطوم.. وجهات أخرى تلتقي. * وأغرب جيش يخرج من تحت الأرض ويقدم خطة مكتملة تماماً لما بعد الانفصال.. والخطة ليست للدراسة بل للتنفيذ.. مرحلة الدراسة انتهت من زمان.. * والخطة تعلم أن السؤال الأعظم هو البترول والمال.. * والدراسة التي تقدم للولاة وللآخرين للتنفيذ تقول إن : نصيب الشمال من البترول الآن 30% نفطاً . * ثم إيجار الآنابيب والتكرير والميناء (ثم دخول أخرى لا تكشف الآن) كل هذا يجعل الشمال بعد الانفصال يبقى حيث هو الآن اقتصادياً.. * والجنوب.. إن هو فقد دخله البترولي يعجز عن الحياة اسبوعاً.. * والولاة لم يدعهم أحد للاستماع إلى الأغنية هذه.. * الولاة كانت الدعوة تأتي بهم لنفخ البوق في المعزوفة الجديدة .. ولإطلاق اضخم مشروع زراعي في السودان كله.. والتنفيذ يبدأ (الأسابيع) القادمة تحت الخريف هذا في بداية كاملة لمشروع ما بعد الانفصال.. (3) * والجيش السري يكشف عن أغرب احصاء.. احصاء اكتمل منذ فترة .. والاحصاء يقدم اسم وعنوان وعمل وطول وألوان قميص كل جنوبي في الشمال الآن.. * واحصاء من هم في الخدمة الحكومية والشركات ويجد الآلاف هناك. * والمشهد القادم.. الذي تراه العيون منذ الآن ويقدمه الاحصاء هو مشهد آلاف الشاحنات تنقل ملايين الجنوبيين للجنوب بعد الانفصال بأسبوع.. * والجنوب يلاحظ هذا.. * وبعض جهات الحركة الشعبية كانت تتقدم بطلب (لإعطاء الجنسية السودانية للجنوبيين المقيمين في الشمال إن وقع الانفصال).. كذا.. والطلب يعني كذلك احتفاظ آلاف الجنوبيين بوظائفهم في الخدمة المدنية والعسكرية.. * والخميس الغريب.. الخميس الأسبق والذي يشهد زحاماً من الاحداث كان يشهد كذلك استئنافاً سودانياً لقرار المحكمة الأمريكية الذي يرفض التعويض لضرب مصنع الشفاء.. * قال بعض المثقفين : المحكمة الأمريكية التي رفضت الشكوى الأمريكية كانت حيثياتها هي أن قرار الرئيس الأميركي لا يراجع.. * وقبلها عام 86 حين ضربت أمريكا بيت القذافي وذهب أشهر المحامين هناك لتبني قضية القذافي وكان هو ذاته المدعي العام الأسبق لأمريكا انتهى أمره والمحكمة تصدر حكماً ضده هو بتهمة ازعاج السلطات.. * آخر قال : يجب أن نفهم أن نصوص القانون تكتسب قوتها الآن عند كل جهة بمقدار ما عند الجهة هذه في المصرف من رصيد القوة.. لا اكثر.. (4) * وفي الخميس الغريب ذاته كان كاتالونيا تضج بالمظاهرات التي تقول الجملة ذاتها.. إن القانون للأقوياء فقط.. * والخميس السابق كانت كاتالونيا التي تسعى للانفصال تفاجأت بالمحكمة هناك.. والتي تطبق القانون الأمريكي ترفض طلب الانفصال بقولها إن القانون (يحرم) الانفصال . * والقانون الأمريكي هذا قامت عليه أمريكا كلها حين ذهبت ثلاث ولايات منها وبقيادة واشنطن إلى الحرب ضد الولايات العشر الأخرى.. المنفصلة.. حتى اعادتها للوحدة. الثلاثة قاتلوا العشرة ولم يصرخ أحد عن احترام الأغلبية.. * ولكن يوم الخميس ذاته كان المندوب الأمريكي في الخرطوم – وامام امبيكي- يقدم خطاب أمريكا في مسألة الجنوب الذي يدعو (لاحترام حق الجنوب في الانفصال). (5) * السودان الذي (يفهم) هذا كله كان يخرج جيشه الحقيقي من تحت الأرض مساء الخميس الأسبق.. * الجيش الذي كان يقوم لشهور طويلة بحساب كل احتمال.. وكيف تقابله الدولة. * والحديث الجنوبي الشمالي سوف يأخذ مساراً آخر . . وما يدفعه لهذا المسار ليس هو الأيدي الشمالية ولا الأمريكية .. *.. بل (أحداث) جنوبية قوية جداً تتمطى الآن تحت الأرض لتعيد صياغة كل شيء.. كل شيء. كل شيء.. (6) * ويبقى الكاريكاتير مشهد جهاز الاحصاء المركزي وهو (يمد رقبته) من النافذة ينظر إلى أغرب أوراق احصاء.. إحصاء ضخم يجري وينتهي ويذهب للتنفيذ والمركزي لا يسمع به.. * ومشهد وزارة الزراعة التي – واصبعها في فمها- تنظر الآن إلى أضخم عملية زراعية تتم.. وهي لم تسمع بشيء.. * ومشهد أمريكا التي تمد رأسها و.. نقلا عن صحيفة الرائد السودانية 20/7/2010م