لأن القضية السودانية عادلة وموضوعية فان قمة سرت الاستثنائية ناقشتها باستفاضة وأعطتها دعمها. وبحسب مصادر دبلوماسية في سرت حيث انعقدت القمتين العربية الافريقية مؤخراً التاسع والعاشر من اكتوبر 2010 بحضور القادة العرب والافارقة بتمثيل نوعي رفيع المستوي فان السودان حاز دعم الشقاء العرب والأفارقة سواء علي صعيد تقرير مصير الجنوب السوداني المرتقب واهتمام العرب والافارقة بضرورة دعم وحدة السودان وابداءهم قلقهم من تجزئة هذا البلد بما قدر يسري بالعدوي في المنطقة أو علي صعيد موقف السودان المسنود من قبل الافارقة والاشقاء العرب حيال محكمة الجنايات الدولية. وبالطبع فان ما وجده السودان بخصوص هذين الامرين في فعاليات القمة أو في اللقاءات الثنائية التي أجراها الرئيس البشير في أروقة القمة يعتبر دون شك دعم معنوي مطلوب في ظروف ومعطيات صعبة ومفصلية كالتي يمر بها . كما أن تقديم الزعماء العرب لمبلغ واحد مليار دولار الي السودان لمواجهة ما هو مقبل عليه هو من قبل الدعم المادي المنشود أيضاً لكي يتوافق مع الدعم المعنوي. ولعلها أفضل مصادفة أن يلقي السودان كل هذا الدعم سواء في معناه أو في حقيقته في هذا التوقيت بالذات. وفد تلاحظ بالفعل أن القمة أسهمت بشكل أو باخر في تقليل وطأة ما يواجهه السودان خاصة وأن القائد القذافي وبالمخالفة لأي مواقف سابق وفقه بشأن وحدة السودان, صرح هذه المرة بأن انفصال جنوب السودان اذا وقع فهو مؤشر سالب يضر بالقارة الافريقية ويهدد وحدتها بصفة عامة حيث ينفتح الباب لكل الحركات المتمردة فيها لفعل ذات الشئ. ومن جهة ثانية فان الزيارة المرتقبه لمسئولية مصريين كبار للسودان لمناقشة قضية الوحدة والانفصال وايجاد رؤي ومخارج لما هو ات, هي أيضاً أشارة ايجابية جيدة من شأنها أن تفتح أيضاً افاقاً جيدة لهذا الملف الشائك. يضاف الي كل ذلك فقد اهتم مسئولي القمة بقضية مفاوضات الدوحة وضرورة دعمها والاصرار علي أن تظل هي المنبر الوحيد كل أزمة دارفور. هذه المخرجات والمواقف التي تبلورت في قمة سرت هي بلاشك شكلت حافزاً سياسياً ضافياً للسودان كونه وجد مواقفاً داعمة كهذه في ظل مواقف معادية ظلت تتشكل ضد هذا البلد من قبل قوي غريبة تسعي لفصل أجزاء منه لمصالحها الخاصة!