تحليل سياسي قالت مصادر قيادية بالحركة الشعبية تقيم فى الخارج و ظلت تقف بعيداً عن دائرة الفعل السياسي عقب رحيل زعيم الحركة الراحل قرنق ، أنها لا تستبعد ان تتغير توجهات و تقديرات بعض القوى الدولية بشأن انفصال الجنوب فى بحر الأيام المتبقية هذه على قلتها و ضيق الفترة الزمنية ،و قالت المصادر التى طلبت عدم الكشف عنها- خاصة فى ما أسمته بالمرحلة الحرجة الحالية- أنها تابعت منذ أشهر ثلاث لقاءات مكثفة داخل مراكز اتخاذ القرار فى واشنطن بقادة من الحركة ، كان محور النقاش فى هذه اللقاءات هواجس الجانب الأمريكي و معه البريطانيون من عدم قدرة قادة الحركة على إدارة دولة جنوبية حتى و لو فى الحد الأدنى . وقالت المصادر - بأسي و حرقة- ان سوزان رايس قالت لقيادي كبير فى الحركة وهى تزجره عقب نقاش عاصف أنهم لا يثقون فى قدرة ثوار إمتلأت حساباتهم المصرفية فى الخارج بأكثر مما ينبغي! و تضمنت اللقاءات موجهات بأخطاء عديدة موثقة ، قالت واشنطن ان قادة الحركة ظلوا يرتكبونها وكانت كلها تدلل على أنهم لا يستطيعون تحمل المسئولية السياسية و الإدارية للإقليم وقد استفسرت (سودان سفاري) المصادر المذكورة عن سر دعم واشنطن لانفصال الجنوب فأجاب ببساطة شديدة، تريد واشنطن ان تحاصر فقط حكومة الشمال التى يقودها الحزب الوطني ذي الأيديولوجية الإسلامية، وقد كان هدف واشنطن فى السابق ان تتمكن الحركة الشعبية طوال فترة الانتقال من بسط قدر كبير من نفوذها فى السودان عامة، بحيث تتغلب سياسياً على الحزب الوطني أو على الأقل تصبح معادلاً موضوعياً له ،و تكون لها الغلبة فى إمالة و ترجيح ميزان السلطة بدعم من واشنطن ،ولكن الحركة تقاصرت و فشلت فى تحقيق هذا الهدف ، ومن ثم لم يعد بإمكان واشنطن فعل شئ ، ولكن هنالك لوبيات وجماعات ضغط و فى مقدمتهم السود الذين يشكلون نسبة معتبرة فى الحزب الديمقراطي ظلوا يمارسون ضغوطاً على ادارة الرئيس أوباما لإنشاء دولة جنوبية خاصة بالمسيحيين الجنوبيين حتى لا يكونوا تحت سيطرة الشماليين المسلمين ،و تكون هذه الدولة بمثابة المدخل لواشنطن و غيرها من الدول العظمي للعمل على إضعاف الشمال ،و (سودان سفاري) من جانبها أعادت سؤال المصادر عن ما قد يجعل إدارة اوباما – فيما تبقي من وقت الآن – تعيد النظر فى دعمها لانفصال الجنوب، فأجابت المصادر بأن السبب بسيط للغاية، وهو ان قادة الحركة ليس من بينهم الآن سياسي إداري حذق قادر على ادارة دولة جنوبية بأقل الخسائر و المشاكل. لقد قدموا الآن نصيحة للفريق كير بأن يقرب إليه د.لام اكول ،و قد ألتقي الرجلان بالفعل - وبسرعة البرق- وعملا على التكتم على ما دار بينهما ،ولا يزالان يتكتمان ؛ كما ان الفريق كير سبق وأن تحدث عن اغتياله، و فى ذلك إشارة الى أن الدول الغربية و واشنطن على وجه الخصوص يمسكون الآن بكل زمام الأمر ، ولا يبدو أنهم حتى بعد أمرهما للفريق كير بالتقاء اكول والتنسيق معاً ، قد أقتنعا بأن الزعيمين كير و أكول يمكن ان يتفقا على إدارة الدولة الجنوبية المرتقبة ، لهذا فليس من المستبعد ان تتم إعادة النظر فى الأمر ، وإذا ما ظهر ان الأمر لن يكون مشروعاً ناجحاً فان من المحتم التراجع عنه ، ولعل هذا ما ظل يقلق قادة الحركة و سيظل يقلقهم وحدهم ، لأنهم يضعون كل قراراتهم فى جيب واشنطن !