بالتزامن مع اجتماع نيويورك الذي انعقد في 24/9/2010م بحضور نائبي الرئيس السوداني والرئيس الأمريكي باراك أوباما وأمين عام الأممالمتحدة بان كي مون وعدد من القادة الأفارقة، انعقد اجتماع آخر لا يقل أهمية عن اجتماع نيويورك الذي كان مخصصاً لمناقشة قضية استفتاء جنوب السودان. الاجتماع الهام الذي شهدته نيويورك في ذات التوقيت دعت له الحكومة الهولندية باعتباره اجتماعاً دورياً سنوياً درجت على الدعوة له لمناقشة الأوضاع الإنسانية في دارفور وقد كان آخر اجتماع انعقد في هذا الصدد، قبل، هذا الاجتماع بتاريخ 30/11/2009م الاجتماع انعقد بجنيف وشارك فيه وزير الشئون الإنسانية ومفوض العون الإنساني، وبعض المانحين، وممثلي الدول وبعض المنظمات العاملة في دارفور. وبحسب ما توفر من أنباء فأن الاجتماع كان ايجابياً من جهة كونه أولاً أشاد بصفة خاصة بإستراتيجية حل أزمة دارفور التي طرحتها الحكومة السودانية مؤخراً، واطلع عليها المجتمعون. وكان لافتاً أن المجتمعون وجدوا أثراً طيباً للغاية للجهود التي تبذلها بعض المنظمات الإنسانية لتحسين الأوضاع في دارفور وكان هذا مدخلاً في حد ذاته ليشير المجتمعون بتحسن الأوضاع في دارفور، خاصة وأن وزارة الشئون الإنسانية السودانية كانت قد سمحت للمنظمات الإنسانية بالدخول إلى منطقة شرق جبل مرة التي سبق وأن دار فيها قتال لتعمل هناك. غير أن أهم ما خرج به الاجتماع ويشكل دعماً كبيراً لإستراتيجية دارفور هو أقرار المجتمعين بضرورة التحول من العمل الإغاثي باعتباره عمل عابر ومؤقت إلى العمل التنموي. وتعتبر هذه الخطوة نقلة موضوعية كبيرة كسبت من خلالها الحكومة السودانية باعتبار أن العمل الاغاثي عمل مكلف للغاية وفي الوقت نفسه لا يخدم أهدافاً إستراتيجية مستقبلية وهذا ما أكده المجتمعون في مداخلاتهم وأورده المبعوث الأمريكي الخاص سكوت غرايشن في عدد من تصريحاته وتقاريره . امر آخر كسبته أيضاً الحكومة السودانية من خلال الاجتماع وهو أقرار المجتمعية بضرورة تفكيك معسكرات النازحين مع تشجيع العودة الطوعية (برغبة النازحين) وهو أمر أيضاً يصب في مصلحة العمل الإنساني الدولي كونه يخفف من تكاليف العمل داخل المعسكرات والصرف عليها. وهكذا يمكن القول إجمالاً أن المجتمع الدولي ممثلاً في اجتماع نيويورك هذا وقف على طبيعة الأوضاع الإنسانية في دارفور وأقر بتحسن هذه الأوضاع واتفق في جانب كبير منه مع أطروحات الحكومة السودانية الواردة في صلب الإستراتيجية الجديدة لحل أزمة دارفور الأمر الذي يعد بكل المقاييس مكسباً هائلاً جداً للحكومة السودانية.