يبد ان الحركات الدارفورية بدأت خلال الأيام الفائتة تتخذ تكتيكات واستراتيجيات عديدة لتحقيق مكاسب كبيرة ترضي طموحاتها، وكانت الفترة الماضية قد شهدت تصعيداً عسكرياً من قبل مجموعة من الحركات المسلحة أبرزها العدل والمساواة وحركة مناوي التي انطلقت حركاتها هذه المرة بحسب الناطق الرسمي للقوات المسلحة من جنوب السودان بعد أن عملت من جنوب السودان بعد أن عملت على تنسيق موقفها العسكري مع بعضها، ولكن يري بعض المراقبين أن هذا التحالف لا يعد استراتيجيا وإنما أقرب للتكتيك السياسي الذي أنتجته الحركات كأسلوب من أساليب المناورة العسكرية. ويري ذات المراقبين أن القضية الإستراتيجية هي قضية دارفور، ولكن ربما يكون لأي حركة ارتباطات وأجندة معينة وحيثيات تنطق منها الا أن هدفها الاستراتيجي هو تأزيم الوضع في المركز فيما يذهب المحللون الى أن خطوة التحالف والهجمات العسكرية الأخيرة جاءت لا تعدو من كونها محاولة للفت النظر إلى قضية دارفور بعد ان خطف الاستفتاء الساحة السياسية المحلية والدولية . وربما أراد قادة الحركات من هذه الخطوة أن يعكسوا للمجتمع الدولي أن الوضع في دارفور ما زال مشتعلاً ولكن ما بين تعاطي الحكومة والحركات المسلحة مع قضية دارفور هناك عبر أسلوب التكتيك السياسي الذي وصفه المراقبين بأنه سبب في ضياع مكاسب كثيرة على السودان وأدي إلى انعدام الثقة بين الأطراف السياسية وانتقدوا تعامل الساسة السودانيين بأسلوب التكتيك السياسي مع القضايا الملحة والإستراتيجية وكان المتحدث الرسمي باسم حركة التحرير والعدالة عبد الله مرسال قد قال أن استمرار التفاوض مع الحكومة يأتي لتحقيق مطالب أهل دارفور وتلبية أغراضهم، وهذا هو السبب الذي أدي إلى تأخير توقيع الاتفاقية، وأوضح أن حركته لا تريد ان تكرر تجربة أبوجا وتزيد معاناة المواطن الدارفوري ولذلك من الأفضل التأخر قليلاً بدلاً من المساهمة في زيادة المعاناة وأشار إلى أن التعاطي الميداني من قبل الحركات هو تفادي لتجربة أبوجا، واتخاذ الحركات لأكثر من أسلوب للضغط على الحكومة هو استراتيجيات مشروعة لجهة تجاهل المركز لمطالب أهل دارفور. وكان رئيس وفد الحكومة المفاوض د. أمين حسن عمر قد وجه انتقادات حادة للحركات واتهمها بالمماطلة، وقطع بأن الحكومة لن تنتظر الحركات أكثر من المدة المحددة للتوقيع على اتفاق سلام نهائي يطوي قضية دارفور، وقال ((الموية تكذب الغطاس)) في إشارة إلى أن الحكومة ستلتزم بالجدول الزمني حتى وأن لم توقع جميع الحركات على وثيقة السلام. واتفق عدد من المراقبين على أن أسلوب التكتيك الذي تمارسه الحركات تحالف أني غير استراتيجي لا يحقق الأهداف الإستراتيجية لحل القضية بل يساهم في تأزيم الأوضاع الإنسانية على الأرض وان الجهات العسكرية الأخيرة بحساب الربح والخسارة أفقدت الحركات عتادا عسكرياً وقادة ميدانيين نافذين، والأجدى أن تتجه هذه الحركات نحو الجلوس إلى طاولة الحوار وتشكيل تحالفات إستراتيجية للحوار مع الحكومة لإنهاء أزمة دارفور. نقلاً عن صحيفة التيار 30/12/2010م