ضبط وتأمين تقول سعاد إبراهيم عيسي الناطق الرسمي باسم مفوضية الاستقاء (إن عملية الاقتراع ستتم عبر البصمة), ومؤكدة أنها طريقة (مضبوطة ومؤمنة), وفي حديثها ل (السوداني) بددت سعاد المخاوف وقللت من حدوث أي تلاعب في هذا الصدد, وأوضحت (أن الناخب الجنوبي عندما تقدم للتسجيل للاستفتاء وضع بصمته في السجل الانتخابي وعندما يأتي للتصويت سيضع بصمته لتتم عندها مقارنة البصمتين باستخدام الحاسوب). غيرأن البعض يلفت الي أن ثمة مخاوف تتعلق باستخدام البصمة, خاصة إذا لم يجف الحبر الذي يبصم عليه, قبل ثني بطاقة الاقتراع ووضعها في صندوق الاستفتاء مما قد يتسبب في تكرار البصمة في الخيارين المتقابلين, خبير الاستفتاء عارف إبراهيم قال (أن هناك بعض المخاوف التي أثيرت حول هذه الطريقة) مؤكدا ل(السوداني), بأنه تم وضع ما يلزم من تحوطات والضوابط لتلافي أي أخطاء وعدم حدوث بطاقات تألفة أو مشوهة. وذكر عارف والذي عمل في تدريب موظفي الاستفتاء, (أن طريقة البصمة تطبق في العادة في المجتمعات التي تعاني من الأمية). وفي ذات السياق شددت القوي السياسية علي ضرورة إجراء كل التدابير التي من شانها منع عمليات التلاعب في التصويت, ودعت البروفيسور فاطمة عبد المحمود رئيسة حزب الاتحاد الاشتراكي السوداني, الي تنفيذ الضوابط والتدابير المشددة لعدم حدوث أي تلاعب يعكر صفو عملية الاستفتاء, حتي يكون حراً ونزيها وتكون نتيجته مقبولة لكل الأطراف حتي يحقق السلام بين الجنوب والشمال, لدرء المخاطر والتأثيرات التي ستكون علي الشمال والجنوب معاً. دليل مميز وقالت الدكتورة نبيلة الشفيع الخبيرة في البصمات (إن استخدام بصمات الأصابع لتحديد الهوية بدأ منذ القدم في الصين.. وأن دراسة هذه الظاهرة علي أسس عملية لم تبدأ ألا قبل مائتي عام تقريباً) ففي عام 1823 اكتشفت عالم التسريح التشكيلي ( بركنجي) البصمات ووجد أن أشكال الخطوط (البنان) تختلف من شخص لآخر, وفي عام 1858 أوضح العالم الانجليزي (وليم هرشل) اختلاف البصمات باختلاف أصحابها, ما جعلها منذ ذلك الوقت دليلاً مميزاً لكل شخص ثم توالت الدراسات والتحليلات حتي باتت البصمة علماً قائماً بذاته. ويعتمد إظهار البصمة التقليدية علي طباعتها بالحبر وهو أمر يترك أثراً نفسياً عند الأفراد لكونه مرتبطاً بالتعامل مع المتهمين والمجرمين, كما تعتمد جودة صورة البصمة علي مدي خبرة الشخص المشرف علي طباعتها ما يفتح المجال واسعاً لوقوع أخطاء شخصية ويستغرق الحصول علي النتيجة النهائية في البصمة التقليدية ما بين 24 الي 48 ساعة عدا أن عوامل الدقة تصبح منخفضة نسبياً.. حيث تجمع بطاقات البصمات وتنقل معاً الي كمبيوتر البصمات لإجراء عملية البحث والمقارنة وقد تفقد بعض البطاقات أو تسقط سهواً أو تستبدل بطاقة بآخري, ويتم استخدام الحبر التقليدي لتقليل حدوث الأخطاء. البصمة تعتمد علي الإفرازات العرقية في الكف, وإذا كان هناك أي عازل علي طبقة الجلد ستظهر البصمة معتمة أو مشوهة. من جهة أخري يؤكد الكاتب الصحفي بصحيفة الأهرام المصرية, ومراسل قناة روسيا اليوم أشرف الصبار أهمية تنفيذ الضوابط الإدارية والتنظيم الدقيق لعملية الاقتراع التي ستتم عبر البصمة, متمنياً أن يحقق الاستفتاء النجاح والمشاركة الواسعة, مطالباً في حديثه ل(السوداني) بالهدوء والعقلانية في حالة أفضي الاستفتاء للانفصال, داعياً الي حسم الخلافات العالقة في مرحلة ما بعد الاستفتاء. ... يبدو أن نجاح طريقة استخدام البصمة في الاقتراع الذي سيبدأ اليوم مرهون بحنكة وكفاءة موظفي مفوضية الاستفتاء والذين تقع عليهم مسؤولية كبري لمساعدة المواطنين الأميين في كيفية وضع الحبر في أصابعهم وإنزالها بصورة سلمية علي البطاقة حتي لا تكون البطاقة مشوهة وحتي لا تتعرض للتلف والتمزيق, وكذلك نجاح الاستفتاء مرهون بوعي واستجابة المواطنين الجنوبيين لتوجيهات وضوابط مفوضية استفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان . نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 9/1/2011