«تجربة حياة»، كان هو العنوان الذي اختارته رابطة سفراء السودان، للدبلوماسي المخضرم رحمة الله عبد الله، ليتحدث تحته في أول محاضرة ضمن مشروع توثيق تاريخ الدبلوماسية السودانية الذي تضطلع به الرابطة والمركز القومي للدراسات الدبلوماسية؛ بهدف التوثيق للرموز الرواد الذين اسسوا وزارة الخارجية، ومن اجل تحقيق تواصل الاجيال بين ناشئة الدبلوماسيين وسابقيهم. المحاضر المولود في العام 2291م والملتحق بالخارجية، وزيرا مفوضا في 6591م، تناول فترة عمله بالخارجية الممتدة حتى نوفمبر 4791م موعد اعلان نبأ اقالته عبر الراديو. مطوفاً بالمحاضرين في العواصم من لدن نيودلهي وطوكيو وبكين، مرورا بلاغوس وكنشاسا وباريس وبروكسل وامستردام ومدريد وفيينا، وانتهاء بنيويورك في سلاسة ويسر. ويتوقف السفير رحمة الله، في محطات المرحلة الدراسية عند تأسيسه برفقة الاميرة دينا، زوجة الملك الحسين عاهل الاردن الراحل، لجمعية اسلامية بجامعة كمبردج، قام بافتتاحها مسؤولون بريطانيون، ويتوقف عند التقائه بالرئيس السابق جعفر نميري بحنتوب الثانوية عندما اصطحبه مستر هولت من بخت الرضا الى حنتوب. ثم يمضي بعدها الى الحديث عن فترة سفارته بالهند عندما تم اختياره كوزير مفوض وعمره 53 عاما من قبل الوزير محمد احمد المحجوب، بعد ان كان مبارك زروق قد رشحه للعمل بإيطاليا، ويسهب رحمة في تفاصيل علاقته المتميزة مع الزعيم جواهر لال نهرو، ويحكي عن اعجابه بثوب زوجته فتحية في المناسبات واستفساره عن اسم ابنه مهند، ومن بعد اختياره له ليكون مترجمه عندما التقى بالزعيم جمال عبد الناصر، ومرافقته له في عشاء اقامه السيد عبد الرحمن المهدي، كانت كل الاواني فيه من الذهب الخالص. ويشير السفير المعتق الى أن الهنود اختبروه في باديء الامر، وحين اجتاز الامتحان توثقت العلاقات بينه وبينهم وبين البلدين. ويتذكر رحمة الله من ايامه القصيرة في زائير حادثة الطائرة الحربية المصرية التي جاءت لمساندة الجيش في حربه ضد الانانيا، وهبط بها الطيار خارج الحدود في قرية تدعي ياكولوكو بزائير، فتعرض الجنود المصريون لسلب ممتلكاتهم كلها الا ان من انقذ الموقف كان هو المحامي جوزيف قرنق، مشيرا الى انه طلب من السفير وقتها وزير الخارجية المصري السابق، محمد ابراهيم كامل، ان لا يعلن ان الطائرة مصرية وتحمل مقاتلين مصريين. وعن تجربته في الأممالمتحدة، يقول انها كانت من أخصب الفترات «وكنا في مجلس الامن نتمتع بعلاقات جيدة جداً مع الدول»، ليتذكر لقاءه مع الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الاب في اديس ابابا في اجتماعات الاممالمتحدة حينما كان سفيراً، وذهابه معه الى الخرطوم، لتستمر العلاقة وتتوطد حتى الآن، وبعد ان اصبح رئيساً، ويشير الى النصيحة التي منحها لبوش ابان الغزو العراقي للكويت بأن لا يدخل العراق «لأنهم ناس صعبين»، وبالفعل لم يرتكب بوش الغلطة التي ارتكبها ابنه. المصدر: الصحافة