رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجلس الأمن يدعو لتحقيق مستقل بشأن الطائرة الماليزية المنكوبة في أوكرانيا
نشر في السودان اليوم يوم 19 - 07 - 2014

أوباما يرجح إسقاطها بصاروخ أطلق من مناطق الانفصاليين * أنباء عن إزالة رسائل من مواقع لمتمردين تبنوا الحادثة
عواصم: «الشرق الأوسط»
أثار تحطم طائرة الركاب الماليزية على الأرجح بواسطة صاروخ في شرق أوكرانيا غضب وتساؤلات الأسرة الدولية أمس لمعرفة ما إذا كان الأمر نجم عن خطأ ارتكبه الانفصاليون الذين اعتقدوا أنهم يستهدفون طائرة أوكرانية أم خطأ لا يمكن تفسيره من قبل أوكرانيا أو موسكو.
وإذا توصل التحقيق الذي بدأ للتو إلى تحديد هوية المسؤولية بشكل مؤكد فإن ذلك ستكون له عواقب حاسمة على النزاع الذي تشهده أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر بين السلطات في كييف والانفصاليين المدعومين من موسكو. وأفادت رسائل نشرت ثم أزيلت على مواقع يديرها الانفصاليون ومكالمات رصدتها أجهزة الأمن الأوكرانية بأن الطائرة أسقطت بصاروخ أطلقه الانفصاليون عن طريق الخطأ ظنا منهم أنها طائرة عسكرية أوكرانية. ومثل هذه الفرضية تضعف موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حمل كييف مسؤولية تحطم الطائرة والتي وصفها بأنها «مأساة رهيبة».
وأكدت موسكو أن منظومة الصواريخ الأوكرانية كانت مفعلة أول من أمس ملمحة إلى أن كييف يمكن أن تكون هي المسؤولة عن تحطم الطائرة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن «وسائل الرصد الروسية سجلت في 17 يوليو (تموز) نشاطات فوق محطة كوبول للرادار التي تعمل مع منظومة الصواريخ بوك إم 1».
وطالب رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أمس بمحاكمة المسؤولين عن تحطم طائرة ركاب ماليزية في شرق أوكرانيا أول من أمس أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، متهما الروس بالوقوف وراء هذه «الجريمة الدولية». وصرح ياتسينيوك: «الروس ذهبوا بعيدا جدا. إنها جريمة دولية ويجب أن يحاكم المسؤولون عنها في لاهاي»، حسبما نقلت عنه وكالة إنترفاكس أوكرانيا.
وشدد مسؤولون في كييف أمس إن الجيش الأوكراني لم ينشر صواريخ أثناء القتال مع المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد وإن الطائرة الماليزية التي أسقطت هناك كانت خارج نطاق أنظمته. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن في أوكرانيا اندريه ليسينكو: «لم يستخدم أي صاروخ من صواريخ ترسانتنا». كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع بوهدان سينيك إن الطائرة كانت خارج نطاق أنظمة صواريخ الجيش الأوكراني المضادة للطائرات، و«لم تنشر صواريخ مضادة للطائرات أثناء عملية مكافحة الإرهاب».
وأعلنت أجهزة إغاثة في مكان الحادث أنه جرى العثور على أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، لكن لم يتضح ما إذا كان أي من الصندوقين لن يسمح بتحديد مصدر صاروخ مفترض تتبادل السلطات الأوكرانية والانفصاليون الموالون لروسيا الاتهامات بإطلاقه. وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس أن الانفصاليين الموالين لموسكو وافقوا على تأمين «ممر آمن» ل«بعثة تحقيق وطنية تضم محققين دوليين».
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن الطائرة الماليزية أسقطت بصاروخ أطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا. وبعد أن وصف الحادثة بأنها «مريعة» شدد أوباما على ضرورة إجراء تحقيق مستقل وشفاف قبل إعطاء رأي في الأسباب الدقيقة للمأساة. وأوضح من جهة ثانية أن أميركيا واحدا على الأقل يدعى كوين لوكاس شانسمان كان موجودا على متن الطائرة. وتابع الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي: «ما نعرفه اليوم أن صاروخا أرض جو أطلق وهو الذي تسبب بسقوط الطائرة. ونعرف أيضا أن هذا الصاروخ أطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين» الأوكرانيين الموالين لروسيا. ورأى أنه «من المبكر جدا التكهن بنوايا الذين يمكن أن يكونوا قد أطلقوا الصاروخ»، داعيا إلى التمهل وعدم استخلاص استنتاجات سريعة. وقال الرئيس الأميركي أيضا «قتل نحو 300 بريء. رجالا ونساء وأطفالا لا علاقة لهم بالأزمة الأوكرانية. إن هذه المأساة المثيرة للغضب تكشف أن الوقت حان لإقرار الأمن والسلام في أوكرانيا»، معربا عن الأسف لأن روسيا «رفضت مرات عديدة اتخاذ قرارات ملموسة» تتيح تخفيف حدة التوتر في أوكرانيا.
ودعا أوباما نظيره الروسي بوتين إلى «اتخاذ «القرار الاستراتيجي الجيد» متسائلا «هل سيواصل الروس دعم الانفصاليين العنيفين الذين يريدون إضعاف الحكومة الأوكرانية، أم أنهم مستعدون للعمل مع هذه الحكومة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإلى سلام يأخذ في الاعتبار مصالح كل الأوكرانيين؟». كما رأى أوباما أن «تفاقم النزاع في شرق أوكرانيا سيكون بالتأكيد إشارة خطر لأوروبا والعالم، مع كل ما يحمله ذلك من تداعيات» مضيفا أن هذا النزاع «لن يبقى محصورا ولن يكون بالإمكان استيعابه، وهذا يذكرنا بأن الرهانات مهمة ليس للأوكرانيين فحسب، بل أيضا لأوروبا».
وجاءت كلمة أوباما بعد جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي وطالب خلالها بإجراء «تحقيق دولي كامل ودقيق ومستقل» حول الطائرة الماليزية. وأشارت الدول الخمس عشرة الأعضاء في المجلس في إعلان صدر بالإجماع إلى «ضرورة أن تسمح كل الأطراف بوصول الخبراء فورا إلى مكان تحطم الطائرة للتحقيق حول أسباب هذا الحادث». وطلب مجلس الأمن الدولي أن يجري التحقيق «وفقا لقواعد الطيران المدني الدولي وتمهيدا لمحاسبة (المسؤولين) بطريقة مناسبة». ووجه المجلس «أحر تعازيه لعائلات الضحايا ولشعوب وحكومات كل الذين قتلوا». ووقف سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت تكريما لضحايا الطائرة في بداية اجتماع عاجل للمجلس.
وحذر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية من أي محاولة للضغط على تحقيق في إسقاط الطائرة الماليزية. وقال السفير فيتالي تشوركين «هناك حاجة لتحقيق محايد وعلني لما حدث. يجب عدم ممارسة ضغوط على هذا التحقيق ومحاولة إصدار حكم مسبق على نتيجته ببيانات فضفاضة وتلميحات ليس لها ما يبررها في مثل هذا الموقف الصعب».
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فحثت على وقف إطلاق نار فوري في أوكرانيا للسماح بإجراء تحقيق حول الحادث. وقالت ميركل إن على روسيا تحديدا القيام بدورها للتوصل إلى «حل سياسي» للنزاع في أوكرانيا، مضيفة أن موسكو تتحمل مسؤولية «لما يحصل في أوكرانيا حاليا».
وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إنه يبدو أن إسقاط الطائرة لم يقع على نحو عارض. وفي لندن، عبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أمله في «محاسبة المسؤولين» عن سقوط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا إذا تبين أن الحادث نجم عن إصابتها بصاروخ. وقال كاميرون بعد اجتماع أزمة وزاري «إذا تبين كما يبدو أن الطائرة أسقطت فيجب محاسبة المسؤولين وعلينا عدم إضاعة الوقت». وأضاف كاميرون الذي أجرى اتصالات هاتفية مع نظيريه الهولندي والأسترالي أنه «حادث يثير صدمة كبيرة ومروع ولا يمكن التساهل معه. لا بد من أن تتعاون الحكومات بكل الوسائل التي تملكها للتأكد من أن الموقع جرى تفتيشه بدقة (...) والجثث جرى انتشالها». وبدا أن رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت قد تجاوز الزعماء الغربيين الآخرين في إلقاء اللوم؛ إذ طالب أمس بأن تجيب موسكو على أسئلة عن «متمردين تساندهم روسيا» قال إنهم وراء الكارثة.
ويعد حادث إسقاط الطائرة الماليزية في أوكرانيا ثاني انتكاسة مدمرة لشركة الخطوط الجوية الماليزية خلال العام الحالي، ذلك أن لغز اختفاء طائرة ركاب في رحلتها رقم إم إتش 370 في مارس (آذار) الماضي لم يحل بعد. وطالب رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق في مؤتمر صحافي قبل فجر أمس في كوالالمبور بضرورة مثول مرتكبي الحادث أمام العدالة في أقرب وقت، مشيرا إلى أنه يوم مأساوي وعام مأساوي لماليزيا. وفي مطار كوالالمبور تجمع أقارب من كانوا على متن الطائرة. أما وزير النقل الماليزي ليو تيونغ لاي فقال إنه في حال تأكد أن صاروخا تسبب بتحطم الطائرة الماليزية فإن ذلك يشكل «إهانة للكرامة البشرية».
وأفاد الكرملين بأن الرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء الماليزي عبد الرزاق تحدثا هاتفيا أمس وأكدا على ضرورة إجراء تحقيق موضوعي في حادث إسقاط الطائرة الماليزية، وقالا إن وقف العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا سيساعد في إنجاز ذلك.
ويدرس الخبراء البيانات لتحديد ما إذا كان الانفصاليون هم من أطلق الصاروخ، بحسب مسؤول رفض الكشف عن هويته. وشدد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست على أن الحادث وقع «في إطار الأزمة في أوكرانيا التي يزيد من توترها الدعم الروسي للانفصاليين من خلال تزويدهم بالأسلحة والمعدات وتدريبهم».
وشدد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست على أن الحادث وقع «في إطار الأزمة في أوكرانيا التي يزيد من توترها الدعم الروسي للانفصاليين من خلال تزويدهم بالأسلحة والمعدات وتدريبهم». إلا أن الرئيس الروسي بوتين اعتبر أن «أوكرانيا تتحمل مسؤولية هذه المأساة الرهيبة» لأنها تعجز عن حل النزاع مع المتمردين وتواصل عملياتها العسكرية.
وعلاوة عن الركاب ال154 الهولنديين، كان على متن الطائرة 43 ماليزيا (15 منهم من الطاقم) و27 أستراليا و12 إندونيسيا وتسعة بريطانيين وأربعة ألمان وخمسة بلجيكيين وثلاثة فلبينيين وكندي، بحسب الحصيلة الأخيرة التي أعلنتها الخطوط الجوية الماليزية. وكان العديد من الركاب في طريقهم إلى أستراليا بعد ماليزيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول الإيدز يعقد مرة كل عامين، حسبما أعلن منظمو المؤتمر أمس. وتستضيف ملبورن النسخة الحالية من المؤتمر ويفترض أن تبدأ أعماله غدا الأحد. ويجري التحقق من جنسيات الركاب الآخرين. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعلن مساء أول من أمس أن «العديد من الفرنسيين كانوا على الأرجح» على متن الطائرة. وكان عدد من شركات الطيران الآسيوية عدل منذ أسابيع مساراته لتفادي التحليق فوق شرق أوكرانيا.
إسقاط الطائرة الماليزية الحادث الأكثر فتكا منذ عقود
وزير النقل الماليزي ليو تيونغ لاي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كوالالمبور أمس. وقال ليو إن الطائرة المنكوبة لم تسلك أي مسار عليه قيود تحليق (رويترز)
لندن: «الشرق الأوسط»
في حال تأكد أن طائرة الركاب الماليزية التي تحطمت فوق شرق أوكرانيا مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 295 شخصا، أسقطت بالفعل بصاروخ، فإن هذا الهجوم سيكون أكثر الحوادث فتكا لطائرة ركاب يجري إسقاطها منذ الستينات.
ومنذ عام 1967 قتل أكثر من 700 شخص في 19 حادثا منفصلا يشمل هجمات بذخيرة حية وفقا لمؤسسة «فلايت غلوبال أسيند» الاستشارية التي تحتفظ بقاعدة بيانات تفصيلية لحوادث الطائرات. وكان أحدث هجوم في يناير (كانون الثاني) 1999 عندما أسقطت طائرة لوكهيد هيركيوليز تقوم بتشغيلها شركة ترانس أفريك بالقرب من بيلوندو في أنغولا مما أدى إلى مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم التسعة الذين كانوا على متنها. وفيما يلي قائمة بأكثر حوادث الطيران فتكا:
في الثالث من يوليو (تموز) 1988، أسقطت طائرة إيرباص إيه - 300 تعود للخطوط الجوية الإيرانية، كانت في طريقها من مدينة بندر عباس في إيران إلى دبي، بعد إصابتها بصاروخين أطلقا من فرقاطة أميركية في مضيق هرمز. ويبدو أن الحادث حصل عن طريق الخطأ للاعتقاد بأنها طائرة مقاتلة. وقتل ركاب الطائرة ال290. ودفعت الولايات المتحدة تعويضات لإيران بقيمة 101.8 مليون دولار. في الأول من سبتمبر (أيلول) 1983 أسقطت طائرات حربية سوفياتية طائرة بوينغ 747 كورية جنوبية فوق جزيرة سخالين بعد انحرافها عن مسارها. قتل ركابها ال269 بالإضافة إلى طاقم الطائرة. واعترف مسؤولون سوفيات بعد خمسة أيام بإسقاط الطائرة الكورية الجنوبية.
في 27 يوليو 1980 انفجرت طائرة دي سي - 9 تابعة للخطوط الجوية الإيطالية ايتافيا قرب جزيرة اوستيكا في صقلية. وكانت تقوم برحلة من بولونيا إلى باليرمو وعلى متنها 81 شخصا. وتقول الفرضية بأن طائرات حربية أميركية أو فرنسية أطلقت بالخطأ صاروخا باتجاه الطائرة، الأمر الذي نفته واشنطن ورفضت وزارة الدفاع الفرنسية التعليق عليه.
في 21 فبراير (شباط) 1973 أسقطت طائرات حربية إسرائيلية طيارة بوينغ 727 تابعة للخطوط الجوية الليبية فوق صحراء سيناء، وكانت في طريقها من طرابلس إلى القاهرة. وقتل 112 من ركاب الطائرة باستثناء أربعة. وتدخلت الطائرات الحربية الإسرائيلية بعد تحليق الطائرة فوق منشآت عسكرية في سيناء المحتلة وقتها من قبل إسرائيل. وقالت السلطات الإسرائيلية بأن طائراتها أطلقت النيران بعدما رفضت الطائرة الهبوط.
في 21 سبتمبر 1993: أسقطت طائرة توبوليف تي يو - 154 تقوم بتشغيلها الخطوط الجوية الجورجية أثناء اقترابها من الهبوط بصاروخ باحث عن الحرارة في أراضي أبخازيا الجورجية المتنازع عليها. وسقطت الطائرة على المدرج وأشعلت فيها النيران وقتل 108 أشخاص من بين 132 من الركاب وأفراد الطاقم. يعتقد أن الرحلة كانت تستأجرها وزارة الدفاع الجورجية لنقل الجنود للمساعدة في القتال حول سوخومي عاصمة أبخازيا.
خبراء طيران ل «الشرق الأوسط» : مسارات الطائرات تحدد قبل الإقلاع ولا مجال للخطأ فيها
«منظمة النقل الجوي الدولي» تشدد على أن الطائرة الماليزية سلكت الخط الجوي المسموح به
أوكرانيون يضعون وردا أمام السفارة الهولندية في كييف أمس لتذكر ضحايا الطائرة المنكوبة الذين مثل الهولنديون الغالبية بينهم (أ.ف.ب)
لندن: جوسلين إيليا
أربعة أشهر مضت على حادثة اختفاء الرحلة «إم إتش 370» التابعة للشركة الماليزية، التي كانت في طريقها من كوالالامبور إلى بكين، في الثامن من مارس (آذار) الماضي، ولغاية اليوم لم يوجد أثر لها، وفي وقت لا تزال الشركة تلملم جراحها، حلت بها حادثة غامضة أخرى أول من أمس، بعد إسقاط رحلتها «إم إتش 17» بصاروخ متطور فوق أراضي شرق أوكرانيا.
التكهنات كثيرة ومتعددة، الفاعل مجهول والتخمينات مبدئية ولا تزال ملابسات الحادث في بدايتها، والكل بانتظار نتائج المحادثات التي تمت على متن الرحلة التي ضربها صاروخ بعد ساعتين من انطلاقها من أمستردام في طريقها إلى كوالالامبور.
اتصلت «الشرق الأوسط» بمنظمة النقل الجوي الدولي «إياتا»، واكتفت إدارتها الممثلة بمديرها العام توني تايلر بالتشديد على أن الطائرة الماليزية وهي من طراز بوينغ 777 كانت تحلق وقت سقوطها في أجواء مسموح بها، وكانت في المسار الجوي المسموح به ولا تشوب هذا المسار أي قيود.
وللاطلاع على مزيد من المعلومات اتصلت «الشرق الأوسط» أيضا بالخبير الجوي والطيار في خطوط طيران الشرق الأوسط الكابتن محمد عزيز، برأيه فإن جميع شركات الطيران العالمية تحدد مسارها الجوي قبل الإقلاع، وهذا الأمر لا يمكن الخطأ فيه، فيوضع برنامج للرحلة ومسار الطائرة والطريق الجوي الذي ستسلكه، كما يتم الحصول على موافقة جميع الدول التي ستمر الطائرة بأجوائها. وأضاف عزيز أن لكل شركة طيران طريقتها في وضع المسار الجوي لرحلاتها ولكن لا يمكن بأن يقرر الطيار تغيير مساره من دون علم مسبق ومن دون سماح الدولة التي يحلق فوقها بذلك.
وبالنسبة للصاروخ المفترض الذي ضرب الطائرة الماليزية، يقول عزيز إن من المؤكد أنه تابع لدولة، لأن الطائرة كانت تحلق على علو مرتفع جدا ولا يمكن أن يطالها صاروخ أو سلاح عادي، إنما هو صاروخ انشطاري من شأنه أن يضرب ويفتت، وهذا واضح من خلال ما رأيناها من حطام وتفحم.
وبرأي عزيز فإن قراءة محتوى الصندوق الأسود ستساعد كثيرا على حل اللغز وحيثيات الحادثة، لأن من المهم معرفة ما إذا كان الطيار حصل على إذن من أوكرانيا لسلوك المسار الذي كان فيه، كما أنه يجب أن يكون هناك تنسيق دقيق ما بين مصلحة الملاحة على الأرض والطائرة، فبعد رصد الطائرات بواسطة الرادار لا بد أن يكون مركز الرصد الجوي في كل بلد على دراية بتحليق أي طائرة في أجوائه، ومن ناحية الأمن والسلامة، لا يجوز للطيار تغيير مساره من دون إخطار مسبق بذلك لأسباب كثيرة منها ما ذكرنا وأخرى لها علاقة بإمكانية وجود طائرة أخرى قد تكون في نفس المسار في نفس الوقت، وإلا فقد تكون النتائج وخيمة. وتابع عزيز أنه يجب أن يكون هناك تنسيق جيد ما بين مصلحة النقل الجوي المدني والعسكري لتفادي وقوع أي حادثة، وقد تكون هذه هي المشكلة التي تسببت في حادثة الطائرة الماليزية في أوكرانيا.
يذكر أنه بسبب النزاع السياسي الذي تشهده أوكرانيا منذ مطلع العام تلقت شركات طيران في وقت سابق تحذيرا بعدم التحليق في مناطق ساخنة محددة بالبلاد. واطلعت «الشرق الأوسط» على «مذكرة داخلية» لشركة طيران عربية يعود تاريخها إلى 10 أبريل (نيسان) 2014. وتشير إلى أن التحليق في محيط مدينة سيمبروفول في شبه جزيرة القرم «غير آمن».
وبحسب خبير جوي لم يرد ذكر اسمه، فإن شركات الطيران غالبا ما تغير مسارها وتحورها في حال كانت الرحلة تحتم التحليق فوق أراض ساخنة أو في حالة حرب، كما هي الحال مع سوريا والعراق أو اليمن، وفي هذه الحالة يتم تغيير مسار الرحلة حتى لا تتعرض الطائرة لأي نوع من الخطر، وهذا الأمر تحدده وتقرره شركة الطيران.
يشار إلى أن شركة كوانتس الأسترالية وكاثي والخطوط الجوية السنغافورية غيرت مسارها أول من أمس ولم تسلك المسار الجوي الذي سلكته الطائرة الماليزية.
وأصدرت الشركة الماليزية قرارا وتم العمل به فورا يفيد بتحويل جميع المسارات الأوروبية لجميع رحلاتها، كما شددت على أن المسار الذي كانت تسلكه طائرتها في أوكرانيا كان مصرحا به من قبل مصلحة النقل الجوي الدولي، وهم الشركة حاليا هو تقديم المساعدة لذوي الضحايا الذين قضوا في الرحلة المشؤومة، وتوجه فريق من المتطوعين إلى أمستردام لمساعدة العائلات المنكوبة.
وبحسب مصلحة المراقبة الجوية الأوروبية «يورو كونترول» فإن الطائرة الماليزية كانت على علو عشرة آلاف متر عندما اختفت من الرادار، كما أن المسار الذي كانت تسلكه كان قد أغلق من قبل السلطات الأوكرانية على علو 320 متر ولكنه تم فتحه مجددا في الوقت التي كانت الطائرة تحلق فيه.
أخيرا، وفي وقت تشدد المطارات على الإجراءات الأمنية لدرجة أن سلطات أمن بعض المطارات تمنع السفر بأجهزة إلكترونية غير مشحونة، بعد حصول السلطات الأميركية على معلومات مفادها أن الطائرات الأميركية معرضة لعمل إرهابي قد يتم من خلال جهاز إلكتروني قد يكون هاتفا ذكيا، ولا يزال المسافرون يعانون من التشديد الأمني ويمنعون من حمل السوائل عند نقاط التفتيش في المطارات، ولكن حادثة أول من أمس أثبتت أن أمن الطيران والملاحة مهدد بشدة في الأجواء أيضا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.