من بنغازي- إذاعة هولندا العالمية/ أعرب موفد منظمة هيومان رايتس ووتش إلى شرق ليبيا عن شكوكه العميقة حول الأنباء التي تتردد عن وجود مرتزقة أفارقة جندهم نظام القذافي في المعارك التي دارت شرق ليبيا. وقال السيد بيتر بوكرت Peter Boukaert المتواجد في شرق ليبيا منذ عشرة أيام، في حديث لإذاعة هولندا العالمية إنه تلقى مؤخراً تقريراً عن وجود 156 شخصاً محتجزاً في مدينة البيضاء باعتبارهم مرتزقة أجانب، وإنه ذهب لزيارتهم في المعتقل، لكنه اكتشف أنهم جميعاً ليبيون من ذوي البشرة السوداء من جنوب البلاد. وقد تم إطلاق سراحهم جميعاً حسب السيد بوكرت. ويقول السيد بوكرت إن عشرة ايام من التقصي عن الحقائق في شرق ليبيا لم توصله إلى دليل واحد يثبت مشاركة مرتزقة أجانب في القتال أو في قمع الاحتجاجات. وحسب السيد بوكرت فإن الليبيين ذوي البشرة السوداء، المنحدرين من جنوب ليبيا لديهم أسبابهم التي تدفعهم للدفاع عن القذافي. فمن ناحية يصعب على هؤلاء الحصول على فرص للعمل، خارج الالتحاق بالجيش والأجهزة الأمنية، بسبب تدني مستوى التعليم في صفوفهم وبسبب تعرضهم للتمييز. ومن ناحية أخرى يشعر الليبيون ذوو البشرة السوداء بنوع من الولاء والامتنان للعقيد القذافي، بسبب مواقفه الايجابية تجاههم. ويقول السيد بوكرت إنه من الأشياء الجيدة التي تُحسب للقذافي مكافحته للتمييز العنصري ضد ذوي البشرة السوداء. ونقل مراسل إذاعة هولندا العالمية عن موفد منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش) قوله إنه لا يعتقد بوجود مرتزقة أجانب على الإطلاق في شرق ليبيا، لكنه لا يستطيع نفي وجودهم في غرب البلاد الذي لم يتمكن من زيارته حتى الآن، والذي لا يزال تحت سيطرة الأجهزة التابعة للقذافي. ويقول السيد بيتر بوكرت "إن المحتجزين بوصفهم مرتزقة أجانب في مدن شرق ليبيا هم نوعان، إما يكونون مقاتلين بالفعل لكنهم ليسوا أجانب، بل ليبيون سود من الجنوب، أو هم عمال أفارقة لم يشتركوا في أية أعمال قتالية." وكشف السيد بوكرت عن اطلاعه على وثائق بالفيديو تظهر عمليات اعتداء واعتقال لمهاجرين أفارقة بتهمة أنهم مرتزقة، دون أن يكون هناك أي دليل ضدهم. كما أكد حصول العديد من الهجمات على شركات في الصحراء الليبية، يعمل فيها العديد من العمال الأجانب، غالبيتهم من الأفارقة، وبعضهم آسيويون. ويضيف السيد بوكرت إن عدداً من هؤلاء العمال الأجانب يزيد عددهم على 1500 أفريقي، ومثل هذا العدد من الآسيويين قد تم تجميعهم حالياً في معسكر قرب جامعة قار يونس في مدينة بنغازي. وعبر السيد بوكرت عن تقديره العميق للجهود التي يبذلها المجلس المحلي لإدارة مدينة بنغازي، لحماية المهاجرين الأفارقة والآسيويين. وحسب السيد بوكرت فإن "المواطنين الليبيين بدأوا بجمع المواد الغذائية والاحتياجات الأخرى وإيصالها إلى المعسكرات التي تم تجميع هؤلاء الأجانب فيها، وكل ذلك بإشراف المجلس المحلي لإدارة المدينة. ولكن قبل ذلك كان الكثير من المهاجرين، وخاصة الأفارقة منهم، قد تعرضوا لاعتداءات وحوادث سلب ونهب."