الخرطوم 24 أكتوبر 2016 كشفت وزارة الخارجية السودانية عن تجديدها شكوى تبعية مثلث حلايب للسودان لدى مجلس الأمن الدولي، ودعمتها بشكوى اضافية حول الخطوات التي تقوم بها القاهرة في (تمصير) حلايب. حلايب والحدود السودانية المصرية وقال وزير الدولة بالخارجية عبيد الله محمد عبيد الله في مداولات حول تقرير اداء وزارة الخارجية بمجلس الولاياتبالخرطوم، الأثنين، "إن حلايب سودانية ولا مساومه فيها". وهدد عبيد الله بلجوء السودان للتحكيم الدولي اذا فشلت عملية التفاوض مع الجانب المصري. وفي أبريل الماضي رفضت القاهرة، طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة "حلايب وشلاتين"، المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي. ويتطلب التحكيم الدولي أن تقبل الدولتان المتنازعتان باللجوء إليه، وهو الأمر الذي ترفضه مصر بشأن حلايب وشلاتين، ورغم نزاع البلدين على المنطقة منذ استقلال السودان في 1956، إلا أنها كانت مفتوحة أمام حركة التجارة والأفراد من البلدين من دون قيود من أي طرف حتى 1995 حيث دخلها الجيش المصري وأحكم سيطرته عليها. وتفرض السلطات المصرية قيودا على دخول السودانيين من غير أهل المنطقة إليها سواء من داخل مصر أو الحدود السودانية. من جهته أكد عضو مجلس الولايات، أحد أعضاء مجلس إنقلاب الإنقاذ العميد (م) صلاح كرار أن الشعب السوداني محبط من "سكوت" وزارة الخارجية فى حلايب، وسحب القضية من لقاء رئيسي البلدين في المفاوضات الأخيرة. وتابع "مصر تسعى لفرض الامر وسيأتي جيل من ابناء السودان لا يعرف حلايب"، ومضى متسائلاً "لماذا الهوان تجاه مصر، وهي تمنع دخول الشاحنات السودانية إلى أراضيها، في حين أن السيارات المصرية تدخل السودان وتتاجر بدارفور ؟". ورد وزير الدولة بالخارجية على العضو كرار، بتمسك الحكومة بسودانية حلايب، وزاد قائلا "حلايب سودانية ولن نفرط فيها، ونفضل التفاوض المباشر مع الجانب المصري، ويظل اللجوء للتحكيم الدولي هو احد الخيارات المطروحة. وتابع "موقفنا ثابت ولن نساوم فيها، وستظل جهودنا في ذلك متواصلة إلى أن نصل إلى حل نهائي بشأنها". وأشار إلى حرص الوزارة على طرح قضية حلايب في كافة اللقاءات مع الجانب المصري، ليظل الموضوع حياً حفاظا على مصلحة السودان، مؤكداً وجود لجنة فنية مشتركة بين البلدين على مستوى وكيلي وزارة الخارجية تعقد اجتماعات بصورة راتبة ولم تغب فيها حلايب عن النقاش. وأكد عبيد الله أن الخارجية تقوم بعمل لا يقل عن عمل القوات المسلحة بالحدود، لافتاً إلى حرص السودان على أراضيه مع دول الجوار "مصر وأثيوبيا وجنوب السودان"، وتابع "أثيوبيا لم تنكر أبدا حدود السودان معها، وهناك مجهودات بذلت لكن تأخر وضع العلامات، وهناك التزام قاطع من الجانب الاثيوبي"، مشدداً على أن السودان لم يثر في الوقت الحالي ملف الحدود للأحداث التي تشهدها أثيوبيا. في سياق آخر أفاد عبيد الله بوجود استراتيجية لخروج البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي بدارفور (يوناميد) من الأقليم، مشيراً الى عمل فريق مشترك بين السودان والأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في هذا الاتجاه. وقال "نريد أن تتم عملية خروجهم بطريقة سلسة جدا وبها قدر من التفاهم بين الأطراف الثلاثة".