الخرطوم 20 ديسمبر 2016 أجرى رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو أمبيكي، الثلاثاء، مباحثات في الخرطوم مع رئيسي وفدي التفاوض الحكومي حول المنطقتين ودارفور. أمبيكي يصرح للصحفيين بالخرطوم في 11 سبتمبر 2014 وبدأ أمبيكي الثلاثاء زيارة إلى الخرطوم لإجراء مباحثات ومشاورات مع الحكومة السودانية، تعقبها مشاورات مع الحركات المسلحة، استعداداً لبدء جولة مفاوضات جديدة لإحلال السلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور. ولم يدلي الوسيط الأفريقي بأي تصريحات للصحفيين بشأن مشاوراته في الخرطوم مع مسؤولي الحكومة. وتتوسط الآلية الأفريقية الرفيعة المستوى بقيادة امبيكي بين حكومة السودان ومتمردي الحركة الشعبية شمال، وحركات دارفور، حيث تقاتل الخرطوم متمردي الحركة بالمنطقتين منذ يونيو 2011، ومجموعة حركات مسلحة بدارفور منذ 13 عاما. وقال رئيس وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين، ابراهيم محمود حامد، للصحفيين الثلاثاء، إن اللقاء مع امبيكي جاء بغرض التشاور المستمر بين الآلية الأفريقية والسودان لتحقيق السلام. وأكد محمود إلتزام الحكومة وتمسكها بتحقيق السلام في المنطقتين ودارفور، مشدداً على استعداد الحكومة للتوقيع على أي اتفاق يؤدي إلى السلام. وقال إن الحكومة أعطت الفرصة للسلام بإعلان الرئيس عمر البشير وقف اطلاق النار، مضيفاً "اعتقد أن أكثر من ثلاثة عقود من الحرب كافية لإقناع الذين يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق البندقية والسلاح وفقا لأجندات لا تصب في مصلحة السودان". وذكر أن الأبواب ما زالت مفتوحة للإنضمام للسلام واللحاق بالحوار الوطني وآلياته التي لم تتكون حتى الآن، وزاد "وأيضا المؤتمر الدستوري الذي يتحدثون عنه". من جهته أعلن رئيس وفد الحكومة لمفاوضات دارفور أمين حسن عمر، عن استعداد الحكومة لجولة التفاوض في أي وقت، داعياً الحركات المسلحة غير الموقعة على السلام إلى التعامل بواقعية بعيداً عن الأماني بحسب تعبيره . وأفاد أن انطلاق جولة المفاوضات المقبلة يتوقف على المباحثات والمشاورات التي يجريها ثابو امبيكي، مع الحكومة والأطراف الآخرى، مؤكدا "أن الحكومة لم تيأس من البحث عن مسيرة السلام". وتعثرت جهود المفاوضات بعد أن علقت الآلية الأفريقية المباحثات بين الحكومة السودانية والمسلحين بأديس أبابا حول مساري دارفور والمنطقتين في أغسطس الماضي، بسبب تباعد المواقف بين الأطراف في ملفي المساعدات الإنسانية والترتيبات الأمنية. والتقى أمبيكي لاحقاً بالرئيس السوداني عمر البشير ببيت الضيافة في الخرطوم. وقال امبيكي في تصريحات صحفية، "إن لقائه مع البشير ناقش وقف العدائيات ووقف اطلاق النار باعتبارها المسائل المؤثرة في الوقت الراهن وارتباطها بالعون الإنساني للمنطقتين ودارفور". كما ناقش اللقاء الحوار الوطني وما خرج به من توصيات وكيفية تطبيقها مع القوى المعارضة. وأعلن امبيكي أن وفد الآلية سيلتقي خلال زيارته الحالية بقيادات الأحزاب السياسية السودانية للوقوف على مقترحاتهم، مضيفاً "بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني سنلتقي كذلك بالمعارضة لمعرفة وجهة نظرها في القضايا الراهنة"، وأكد أن الآلية رفيعة المستوى ستبذل قصارى جهدها لوضع حلول لمشاكل السودان. ونقل عن الرئيس البشير قوله "إن مخرجات الحوار تفتح المجال لكل السودانيين للمشاركة في حكم السودان، ولا حجر على أي معارض، وزاد "سيكون هناك حكومة انتقالية ومجالس تشريعية وهناك مشروع لكتابة الدستور يكفل للجميع الحق السياسي والاجتماعي". من جهته قال مساعد الرئيس ابراهيم محمود، إن البشير أكد التزامه بالسلام المستدام بالسودان، مشيراً إلى أن الباب مفتوح للحوار ومناقشة القضايا بالطرق السلمية. في ذات السياق قال تحالف قوى المستقبل إن وفد منه برئاسة غازي صلاح الدين العتباني التقى الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسه ثابو امبيكي، وبحسب بيان للتحالف تلقته "سودان تربيون" ليل الثلاثاء، فإن اللقاء تداول حول الوضع السياسي الراهن. وأكد البيان أن وفد الآلية الأفريقية نقل ما تمخض عقب اتصالات مع الجهات الرسمية، بينما اطلع تحالف قوى المستقبل للتغيير الآلية على الانتهاكات المتواصلة للحريات والاعتقالات التي تمت لعدد من كوادره ومجموعات سياسية ومجتمعية أخرى من دون ايضاح اماكن اعتقالهم أو السماح لذويهم بزيارتهم ومصادرة العديد من الصحف ما يجعل الحديث عن الحوار الوطني ومخرجاته غير ذي فائدة. وطالبت الآلية قوى المستقبل للتغيير بتقديم مذكرة حول الموقف السياسي ومتطلبات المرحلة القادمة.