الخرطوم 1 أبريل 2018 شكك رئيس الحركة الوطنية بجنوب السودان كاستيلو قرنق في تمكن الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد" من إيجاد تسوية سياسية في الدولة التي تنزلق في حرب أهلية منذ ديسمبر 2018. رئيس الحركة الوطنية بجنوب السودان كستيلو قرنق رينق صورة ل (سودان تربيون) وشارك كاستيلو ضمن قوى أخرى في جولات منتدى تنشيط عملية السلام لجنوب السودان الذي نظمته "إيقاد" بأديس أبابا مترئسا وفد الحركة الوطنية. وقال كاستيلو قرنق ل "سودان تربيون" إن هيئة "إيقاد" لن تصل إلى حل للأزمة الدائرة الآن في جنوب السودان لأنها تدور خارج مدار الحل ولا تعرف حتى الآن ما هي جذور الأزمة التي تتوسط لحلها. وأوضح أن "إيقاد" ترى أن أزمة جنوب السودان والخلافات فيه تتمثل في السلطة، "لكني أرى المشكلة أعمق جذورا وأكثر تعقيدا من قصرها على المشاركة في السلطة". وأشار إلى أن الوسطاء لا يفقهون "التعقيدات المحورية" لمشكلة دولة الجنوب. وعاب كاستيلو على "إيقاد" صمتها عن انتهاج حكومة جوبا تصفية الخصوم جسديا كجزء من الحل، مشيرا إلى رفض المعارضة المشاركة في الحكومة من دون تغيير جزري في نظام الحكم. وزاد "المشكلة ليس في من يرأس جنوب السودان ولو كان كذلك لوصل الجنوبيون إلى حل بدون وساطة من أحد". وأبان أن قيادات في الحركة الشعبية لاقت حتفها جراء التعذيب مثل بنجامين بول أكوك، وآخرين أعدموا بلا محاكمة مثل مارتن ماجير وجوزيف إدوهو، فضلا عن إرسال قادة إلى معارك معروف سلفا أنها خاسرة. صورة تجمع مارتن ماجير عضو قيادة الجيش الشعبي (يسار) وبنجامين بول أكوك القيادي بالحركة الشعبية (يمين) تعرضا للتعذيب حتى الموت وأضاف أن الذين أشرفوا على عمليات التعذيب والتصفية تمت ترقيتهم وأصبحوا جزءا من النظام الحاكم في جوبا، وهو ما يجعل المصالحة الوطنية مستحيلة، طالما لم يحاسبوا. وأكد رئيس الحركة الوطنية رفض المعارضة بجنوب السودان للشمولية والهيمنة على مؤسسات الدولة، ما يتطلب استعادة مؤسسات دستورية وعدلية تسري أحكامها على الحكام. وقال إن سلطة الرئيس سلفا كير أصبحت الآن مطلقة، "أنا أعرف سلفا كير فهو لا ينوي فعل الشر، لكنه أيضا لا يعرف كيف يفعل الصواب فتكون النتيجة الحتمية خاطئة". وأفاد أنه تم استهداف قيادات بارزة ومرموقة في الحركة الشعبية أثناء الحرب الأهلية الطويلة وهذا ما يخيف سلفا كير ويعتقد أن كل من يخالفه الرأي "خائن". وتابع قائلا "الأزمة أنه نادرا ما يكون لسلفا كير رأي محدد في أي معطيات والمشكلة أن من حوله رأيهم أصبح من رأيه.. أصبحت الدولة تعادل الرئيس ومن له رأي آخر فهو خائن، من أين لإيقاد أن تفهم مثل هكذا نقاط مهمة". ورأى أهمية العودة إلى تاريخ الحركة الشعبية وتحديد من تورط في تصفية القيادات، حتى تتوقف عمليات التصفية حاليا، على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا، عندما طلب نيلسون مانديلا من الذين أرتكبوا الجرائم إبان التميز العنصري الأعتراف بجرائمهم مقابل أن لا يحاكموا، ومن رفض الأعتراف وأكتشفت جرائمة لاحقا يحاكم.