انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الثلاثاء اجتماعات تمهيدية بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية لبحث تشكيل حكومة انتقالية في السودان بعد ردم الهوة بين التحالفين في أعقاب توترات شابت العلاقة مؤخرا. وبدأت الاجتماعات بجلسات مغلقة بين الجانبين تمهيدا للدخول في اجتماعات مباشرة تجمع وفد قوى الحرية والتغيير وقيادات الجبهة الثورية برعاية الاتحاد الأفريقي والحكومة الإثيوبية. وينتظر أن تبحث الاجتماعات المشتركة عملية السلام وتشكيل حكومة انتقالية، فضلا عن تنسيق عملية التحول الديمقراطي في السودان، بحسب مصادر مشاركة في الاجتماعات ل "الجزيرة نت". وأكدت المصادر -التي فضلت عدم الكشف عنها-أن "وفد قوى إعلان الحرية والتغيير السوداني سيعرض الاتفاق المزمع توقيعه بينه وبين المجلس العسكري على قادة الفصائل المسلحة للاستماع إلى رأيها حوله والتشاور النهائي فيه". وأضافت أن هذه الاجتماعات تهدف كذلك إلى "احتواء التباينات التي ظهرت بين الجانبين إثر الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في مطلع يوليو الجاري. وأوضحت أن الاجتماعات ستتطرق أيضا إلى القضايا المهمشة، مثل قضية توحيد الجيش في السودان في ظل تعدد القوات السودانية، فضلا عن قوات الحركات المسلحة. ويتوقع أن تخرج الاجتماعات المشتركة باتفاق تكميلي للاتفاق الذي أبرم في الخرطوم بوساطة الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا. والجبهة الثورية السودانية تنظيم يضم عددا من الحركات المسلحة من أقاليم سودانية عدة، كما ضم مؤخرا عددا من ممثلي الأحزاب السياسية وتنظيمات المجتمع المدني السوداني، وهي تنظيم معارض. وساندت الجبهة الثورية الحراك الثوري الذي تزعمته قوى إعلان الحرية والتغيير، إلا أن الجبهة لم تكن جزءا مباشرا في عملية التفاوض مع المجلس العسكري. ووصل الى أديس أبابا الثلاثاء كل من رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان مالك عقار، ومريم الصادق نائبة حزب الأمة القومي، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، في حين يتوقع أن يصل في وقت لاحق رئيس حركة العدل والمساواة السودانية جبريل إبراهيم، والأمين العام للحركة الشعبية-شمال ياسر عرمان. وفي تصريح لسودان تربيون الأحد الماضي نفى جبريل إبراهيم تقارير عن انسحاب الجبهة الثورية من تحالف الحرية والتغيير. وقال رئيس حركة تحرير السودان مني مناوي في تغريدة يوم الاحد انهم سحبوا ممثليهم في لجنة التفاوض لأنهم لم يجدوا اذنا صاغية لاهتمامات الجبهة الثورية وهي التحول الديمقراطي برؤية سياسية متكاملة. وقال انهم سحبوا ايضا ممثليهم من التنسيقية بعد تأكدهم من أن "التمثيل كان صوريا". وتطالب قوى الجبهة الثورية بقيام مجلس قيادي يكلف باتخاذ القرار نيابة عن بقية القوى الامر الذي عارضته بعض القوى الصغيرة بينما رأى آخرين التريث الى حين الوصول لاتفاق حول أجهزة الحكم الانتقالي. وقال جبريل إن قوى الحرية والتغيير قررت ارسال مندوبين عنها إلى العاصمة الاثيوبية للقاء الجبهة الثورية لحل الاشكالات القائمة. وأضاف "ربما يتحول الأمر إلى اجتماع رسمي بحضور كل مكونات قوى الحرية والتغيير والوساطة والمجتمع الدولي لإبرام ميثاق أو خارطة طريق يضبط العلاقات خلال الفترة الانتقالية ويتم تكوين الجسم المرجعي الذي يشرف على تنفيذ هذا الميثاق".