قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن السودان يمر حاليا بوقت حرج وحث المجتمع الدولي على الوقوف بجانب شعبه. وبدأت في الخرطوم الأربعاء اجتماعات مؤتمر أصدقاء السودان بمشاركة نحو 24 دوله أعلنت التزامها بالتنسيق المشترك لدعم الحكومة الانتقالية في هذا البلد الذي يواجه تدهورا اقتصاديا. وقال حمدوك مخاطبا الجلسة الافتتاحية للمؤتمر " الوقت الذي يمر به السودان حرج، فهو على مفترق طرق، وهنالك الكثير من التحديات التي تواجه بلادنا". وأشار الى أن الإجراءات التي ستتخذ خلال هذا المؤتمر من شأنها تحديد مصير ونجاح الفترة الانتقالية. وأضاف" لذلك فإن الأمر يتطلب وقوف المجتمع الدولي ودعمه للشعب السوداني، وهو ما نتمنى أن يسفر عنه اجتماع اصدقاء السودان اليوم". ودعا الشركاء لدعم عملية السلام في السودان بالنظر الى أن لديهم ارث وعلاقات جيدة مع الحركات المسلحة. ونوه الى ضرورة وجود مخرج لتحقيق عملية السلام، مردفا" ليس لدينا أجندة خفية". واشار لتحديد 10 اولويات للحكومة الانتقالية على رأسها للسلام ورأى انه حال عدم تحقيق السلام في هذا التوقيت سيكون حلما بعيد المنال. وأردف "من اولويات الحكومة ادارة الازمة الاقتصادية، واستعادة الاصول المسروقة وخلق بيئة مواتية للشباب ليروا الامل بدلا عن الهجرة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الابيض المتوسط ". وتوقع من الشركاء العمل سويا لرفع اسم السودان من قائمة الارهاب " وتابع البيئة اصبحت مهيأة حاليا". وقال ان عملية التغيير كانت محفوفة بالمخاطر ورغم ذلك "استطعنا إنشاء الهياكل للحكومة الانتقالية". وتعهدت نائبة وزير الخارجية النرويجية ماريان هيقن بدعم الحكومة الانتقالية وعدت انعقاد هذا المؤتمر في الخرطوم دليل على دعم المجتمع الدولي للحكومة الانتقالية بالأفعال وليس الاقوال. واقرت بوجود "تحديات شاقه" أمام الحكومة المدنية لابد من التغلب عليها. واشارت لدى مخاطبتها الجلسة الافتتاحية الى اعجاب المجتمع الدولي بالثورة السودانية وسلميتها ومشاركة النساء والشباب فيها. وكشفت هيقن عن تحقيق الحكومة الانتقالية لإنجازات كبيرة خلال الثلاث أشهر الماضية بينها الاصلاحات الشاملة ومراجعة التشريعات والمساهمة في محاربة الفساد ونوهت الى ان اختيار السودان كرئيس للإيقاد اعتراف من دول الاقليم بالتطورات الإيجابية التي شهدها السودان. ولفتت المسؤولة الى نجاح رئيس الوزراء السوداني في فتح حوار إيجابي مع الادارة الأميركية لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. واكدت أهمية استمرار الحكومة الانتقالية في استكمال هيكل الحكومة التشريعي والانتقال الى مرحلة الانتخابات ونوهت الى أن "الانتقال الناجح يتطلب الالتزام بالوثيقة الدستورية". وقالت إن الهدف من اجتماع أصدقاء السودان هو مراجعة الالتزام بالوثيقة الدستورية والوقوف على إعداد الدستور وتحضير الانتخابات. وتابعت" الأهداف طويلة المدى تستهلك معظم طاقتنا وأصدقاء السودان عازمون على مواصلة دعم عملية السلام الذي سيكون له الاثر على دول الاقليم ودول الجوار السبعة". وشددت على أهمية العمل في حوار جاد لضمان نجاح مفاوضات السلام المنعقدة بجوبا. وطالبت هيغان بتضمين اهداف التنمية المستدامة في موازنة العام المقبل لضمان عملية النمو المستدام ودعت السودان عدم الاعتماد على الموارد الخارجية التي وصفتها بالعملية الانتقالية وليست دائمة. وامتدحت سماح الحكومة الانتقالية بايصال المساعدات الانسانية لمناطق الحرب. واعلنت عن تعاون الحكومة النرويجية مع السودان في برنامج جمع الموارد وادارتها بجانب تعاونها في دعم الشراكات الاقتصادية وحشد لتحقيق شعار الثورة "حرية، سلام وعدالة" بالإضافة الى تعاونها في مكافحة الالغام. وتأسس ملتقى "أصدقاء السودان" عام 2018، كمجموعة غير رسمية، ثم اكتسب صفة رسمية بعد اندلاع الثورة في عام 2019. ويضم مجموعة من الدول، والمنظمات الملتزمة بالعمل المشترك، لتوفير الدعم للحكومة الانتقالية. وشارك في الاجتماع المنعقد بالخرطوم لأول مرة مجموعة من الدول أبرزها: مصر، السعودية، الامارات، الكويت، الولاياتالمتحدة، كندا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، ايطاليا، وترأست النرويج الاجتماع، إضافة إلى ممثلين من الأممالمتحدة، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الافريقي، والبنك وصندوق النقد الدوليين.