أعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الخميس، تخصيص 40 مليون دولار، لمواجهة احتياجات اللاجئين والنازحين بالسودان. وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فليبيو غراندي، في تصريحات صحفية، عقب لقائه رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، بالعاصمة الخرطوم، إن المفوضية ستستمر في حشد الموارد عبر قنواتها. وأضاف، "نستمر في حشد الموارد عبر القنوات التي نملكها، وبدأنا في حشد ما يقارب 40 مليون دولار لهذه الأنشطة ونستمر في حشد المزيد، وهناك المزيد الذي يجب عمله للبحث عن حلول للأوضاع". وأوضح أن السودان يستضيف عدد كبير من اللاجئين يفوق مليون لاجئي من دولة جنوب السودان، وغيرها من الدول، وهو من الدول المستضيفة للاجئين منذ أكثر من 5 عقود. وتابع، "كما أن هناك عدد من السودانيين مشردين في دول أخرى، بالإضافة إلى مليون و800 نازح في السودان، وما يقارب 700 ألف سوداني، موجودين في الدول المجاورة". ونوَّه إلى أن "العملية تتطلب حشد المزيد من الموارد، وهذا تحدي كبير في الوقت الحالي نظرا للعقوبات والقيود المفروضة على السودان" وتمنى إزالة هذه العوائق بأقصى سرعة. وبشأن فرض الحكومة السودانية قيودا بعلى اللاجئين من سوريا واليمن، قال غراندي، "من حق الحكومة السودانية تسجيل اللاجئين، والتحكم في العملية، ولكننا نشجع السودان على معاملة اللاجئين بنفس الطريقة التي كان يعاملهم بها في الماضي، وهذا يعني أن يحصل اللاجئين على نفس المعاملة في الخدمات وحرية الحركة، وأن يكون هناك توازن بين التحكم والسيطرة، والتمتع بالحقوق". وأضاف، "نعلم أن المسألة ستكون صعبة إذا كانت الدولة تمر بظروف اقتصادية وأمنية صعبة، ونحن على استعداد لتقديم كل الدعم اللازم للحكومة حتى تتمكن من تسجيل اللاجئين وتقديم الخدمات لهم". وفيما يتعلق بالمسائل الصحية، خاصة تفشي فايرس كورونا، قال غراندي، "نحن نتبع برتوكولات الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية في أي وضع موجود فيه اللاجئين في العالم، والآن نعمل مع منظمة الصحة العالمية، لنرى كيفية تطبيق كافة برتوكولات الصحة، في كافة مناطق اللاجئين، خاصة في المناطق التي يتواجد فيها أعداد كبيرة جدا من اللاجئين". وأضاف، "لكن عموما عندما نتحدث عن اللاجئين أو النازحين، المسؤولية في المقام الأول تقع عاتق وزارة الصحة، وقد قمنا بعمل نداءات لدعم وزارات الصحة للتعامل مع المشاكل الصحية في حالة تفشي الأوبئة في العمليات التي تستضيف اللاجئين، والحمد لله أنه لم نرى حتى الآن وجود تفشي للوباء في وسط أي مجموعة لاجئين في العالم، وإذا حدث تفشي الوباء في السودان فنحن نتعاون مع السلطات لمعالجة المسألة". كما تناول لقاء مشترك بين المفوض السامي، ووزيرة الخارجية السودانية، أسماء محمد عبد الله، عدد من القضايا ذات الصلة بأوضاع اللاجئين والنازحين في السودان، وسبل دعم الحكومة الانتقالية فيما يتعلق بإيجاد حلول جذرية تفي بجميع المتطلبات. وناقش اللقاء، طبقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، تلقته "سودان تربيون"، سبل تقديم الدعم فيما يتعلق ببرامج العودة الطوعية للاجئين السودانيين من دول الجوار، وآليات دعم المجتمعات المضيفة للاجئين. وبحث سبل التنسيق لدعم البرامج والمشاريع على المستوى الوطني، بجانب التنسيق مع الاممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وإيغاد. وتأتي زيارة المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فليبيو غراندي، إلى البلاد، التي بدأت الأربعاء وتستمر يومين، في إطار تعزيز العلاقات والتعاون بين السودان والمفوضية، في المسائل الخاصة باللاجئين والوقوف على مشروعات المنفذة عبر المفوضية، واحتياجات المرحلة الانتقالية.