أعلن وزير الشؤون الدينية في السودان، الجمعة تشكيل لجنة للتحقيق حول ما أثير بشأن تعرض ل "هجمات وتهديدات إرهابية"، وجدد تأكيده حرص الحكومة في بلاده على كفالة وحماية الحريات الدينية. وزعمت منظمة " التضامن المسيحي العالمي" الخميس أن كنيسة "المسيح" في منطقة جبرونا تعرضت للهجوم أربع مرات خلال الفترة من ديسمبر 2019 حتى يناير 2020. وتقع "جبرونا" على بعد 28 كلم غرب أم درمان وتصنف كواحدة من أكبر العشوائيات حول العاصمة الخرطوم، وينحدر غالبية قاطنيها من جبال النوبة - جنوب كردفان- ويقدر عدد سكانها بما يقارب ال 30 ألف نسمة. وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح ل "سودان تربيون" إن الكنيسة المعنية لم تبلغ السلطات الامنية رسميا بأي تهديدات، الا أن الوزارة قررت التحقيق في الحادثة بالاشتراك مع السلطات المختصة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الكنيسة وتوقيف كل من يثبت تورطه في الهجمات او التهديدات الارهابية. وأشار مفرح الى أن الحكومة الانتقالية حريصة على صيانة الحريات الدينية وأن جهودها وجدت اشادة من الطوائف والجماعات المحلية وعلى مستوى المجتمع الدولي واخرها من لجنة الولاياتالمتحدة للحرية الدينية الدولية (USCIRF) التي أشارت الى أن السودان جاد في تعزيز الحريات الدينية. وقالت منظمة "التضامن المسيحي" إن العديد من قادة الكنيسة تلقوا تهديدات وصفتها بالخطيرة ممن اسمتهم بالمتطرفين الاسلاميين الذين يعيشون في المنطقة وحذروهم من بناء كنائس في المنطقة حتى لو تم منحهم الإذن الرسمي من السلطات وأن التهديدات وصلت حد التلويح بالقتل وأن عليهم الاستعداد لجمع أشلاء الجثث. واضافت المنظمة: "حتى الآن لم يتم القبض على أي شخص أو تحميله المسؤولية عن هذه الانتهاكات". وبرغم مسارعة وزارة الشؤون الدينية الى تكوين لجان للتقصي بشأن هذه الشكاوى، الا أن مسؤوليها يواجهون صعوبة في التعامل مع هذه المعلومات لأن الشاكين أو المتضررين وفي غالب الأحيان لا يحركون أي إجراءات قانونية ولا يقدمون بلاغات للشرطة تتمكن على إثرها السلطات من معرفة الجناة وملاحقتهم تمهيدا لإيقاع العقاب. وعلى مدى عقود خلال حكم الرئيس المعزول عمر البشير عانت الطوائف المسيحية من مشكلات أبرزها منع التصديق ببناء كنائس جديده إضافة إلى التضييق على زيارات كبار رجال الدين المسيحي من الخارج إلى السودان، فضلا عن معاناة الطلاب الأقباط في العطلات بالاضطرار للدراسة أثناء العطلات والأعياد المسيحية احيانا.