أكدت سفيرة فرنسابالخرطوم، إيمانويل بلاتمان، التزام بلادها بالعمل على إقناع الحركات الرافضة بالانضمام إلى مسيرة السلام في السودان. وأشارت في تصريحات صحفية، عقب لقائها رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان الى "التزام فرنسا بالعمل على إقناع الأطراف التي لم تنضم بعد إلى مسيرة السلام للانضمام إلى ركب السلام". واتخذ رئيس حركة جيش تحرير السودان، عبد الواحد نور من فرنسا مقراً له وظل يعارض الحكومية السودانية ويرفض كل دعوات الحوار أو الدخول معها في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة. وتقول الحكومة الانتقالية التي تولت مقاليد الحكم في أغسطس من العام 2019 إنها تسعى بجدية إلى إقناع عبد الواحد بالانخراط في مفاوضات في أي مكان. وفي تصريح لوزير الاعلام المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح الأحد الماضي قال إن عبد الواحد يشترط فقط ألا تعقد المحادثات إلا في الخرطوم. وأفاد أن اتصالا جرى بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وعبد الواحد خلال اجتماعات عقدها حمدوك برئيس حرك تحرير السودان عبد العزيز الحلو في أديس أبابا. ونقل صالح عن نور إنه سينخرط قريبا في المفاوضات لكنه لم يحدد موعدا. لكن نور رد على هذا التصريح بتأكيد انه لم يناقش مع حمدوك ملف السلام قائلاً إن هذا الأمر لا يناقش عبر الهاتف. وأضاف " لدى حوار وطني واسع سأطرحه بالداخل حتى الأفراد يمكنهم أن ينضموا إلينا". وقالت السفيرة الفرنسية إنها تقدمت بالتهنئة للبرهان بمناسبة التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق السلام الذي تم مؤخرا بجوبا بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح، وأعربت عن تطلع بلادها لاتفاق السلام في الثاني من أكتوبر المقبل. والأسبوع الماضي، وقعت الحكومة السودانية، وقادة الجبهة الثورية في جوبا، اتفاقا للسلام بالأحرف الأولى، تضمن 8 بروتوكولات، أبرزها تقاسم السلطة، وتوزيع الثروة، والعدالة الانتقالية. وجددت بلاتمان حرص بلادها على دعم الفترة الانتقالية والوقوف بجانب الشعب السوداني في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها. واعتبرت السفيرة الفرنسية أن الإعلان المشترك الذي تم توقيعه مؤخرا بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس الحركة الشعبية-شمال، عبد العزيز الحلو، خطوة مهمة للوصول لاتفاق سلام شامل. ووقع حمدوك والحلو مؤخرا اتفاق مشترك لمعالجة الخلاف حول العلاقة بين الدين والدولة وحق تقرير المصير وذلك بعد سلسلة من الاجتماعات بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأشارت إلى معاناة الشعب السوداني جراء النزاعات والحروب، وقالت: " حان الوقت لتحقيق السلام الدائم والشامل في السودان". ونوهت بلاتمان إلى أن لقائها مع البرهان تناول مهام البعثة السياسية للأمم المتحدة (يونيتماس) والتي ستباشر عملها بالسودان فور انسحاب قوات بعثة "اليوناميد" من دارفور". وقررت الأممالمتحدة في 4 يونيو الماضي، إنشاء البعثة الأممية (يونيتماس) بناء على طلب تقدم به رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في يناير المنصرم. وتشمل مجالات البعثة حسب التفويض مساعدة السودان في مفاوضات السلام الجارية الآن بتقديم كل المعينات المطلوبة من ناحية الوساطات بجانب المساعدة في بناء السلام بعد الوصول إلى الاتفاقيات وتنفيذ المشروعات الخاصة بإعادة النازحين وتوطين اللاجئين وما يتعلق بمشروعات الإعاشة الأولية، وما يتبعها من عمليات نزع السلاح والدمج والتوطين. وتعمل البعثة أيضا، في المجال الخاص بحشد الدعم الدولي للإنماء الاقتصادي وبذل الجهود مع المؤسسات المالية الدولية والدول الشريكة للسودان بغرض الوصول إلى مؤتمرات شراكة اقتصادية.