زمان مثل هذا كورال اتحادي الصادق الشريف صفحة الرأي بصحيفة التيار أمس السبت حملت (جزءاً يسيراً) من الأزمة التي كان وما زال يَمُرُّ بها حزب الحركة الوطنية الأول.. أو الحزب الذي كان حزب الحركة الوطنية الأول. والغريب في الأمر أنّه ما زال يحمل اسم الحزب الاتحادي.. وغير المعنى التاريخي الذي يربط اسم الحزب بالوحدة مع مصر.. فإنّ الاسم يدل على أشواق الوحدة.. العزيزة.. التي يفتقدها الحزب. في صفحة الرأي بتيار الأمس كتب بعضٌ من منسوبي جيش الفتح مظلمتهم.. يحكون فيها كيف أنّهم قد تمّ التعامل معهم مثل البضائع أو (خراف العيد) التي لا تعلم أنّ وقوف صاحبها إلى جانبها لا يعني المحنّة ولا الاهتمام.. بل هو يفاوض على بيعها ويساوم في سعرها. هذا مثال قاسي لكنّه يماثل القسوة التي تمّ التعامل بها من قيادة الحزب مع منسوبي جيش الفتح.. حيث رفض الجنرال محمد عثمان الميرغني قائد الجيش أن يطلع أفراد وضباط ومنسوبي جيشه على تفاصيل الاتفاق الذي تمّ بينه وحزب المؤتمر الوطني.. برؤية قد تكون أقرب لرؤية صاحب الخراف. وبالطبع قيل لهم في معسكراتهم بالخارج بعض النقاط التي حواها الاتفاق (أو لم يحوها.. من يدري؟؟؟).. وكانت كفيلة بإقناعهم بالرجوع وتسليم سلاحهم (حمد الله على السلامة). وحكوا بعض الفواجع.. لمقاتلين وجدوا أنّ نساءهم قد تزوجنّ بعد أن طلبن الطلاق عن طريق المحكمة (للغياب وخوف الفتنة).. وبالتالي أصبح المقاتل بلا أسرة.. ولا تعويضات.. وليبدأ حياته من جديد.. رغم أنّ حياته الجديدة (من تعويضات وتسريح وإعادة دمج) قد نظمها ذلك الاتفاق الذي لم يروه قط. ذات العدد من (التيار) حمل نقداً جارحاً للشريف صديق الهندي.. موازياً في قسوته للنقد الذي وجهه الشريف صديق للدقير في الحوار الذي أجرته معه التيار قبل أيام. الناقد نصح الهندي بإحدى ثلاث.. التزام الجادّة.. أو الانضمام لأيٍّ من الفصائل الاتحادية الكثيرة (والمتكاثرة).. أو تكوين فصيل خاص به. ولو استقبلنا من أمر الحزب الاتحادي ما استدبرنا.. لقلنا للمتناطحين.. (جيش الفتح وجماهير الحزب في شنو؟؟ وقادة الحزب في شنو؟؟). هناك مظلمة بيِّنة في قضية جيش الفتح.. ولو تطوَّعت أحد الفصائل بالبحث عن الحقّ الضائع لهذا الجيش لكان خيراً لها من الدخول في هذا الصراع الذي لن ينتج سوى حزب اتحادي جديد.. باسم جديد.. ولا ينفك الحزب الجديد ماكثاً بضعة أعوامٍ حتى ينقسم إلى حزبٍ أجد.. ولا عزاء للحركة الوطنية.. وتاريخها. أعتقد.. لئن تدأب أحد الفصائل الاتحادية بصدقٍ.. وحسن طويةٍ.. حاملةً مظلمة جيش الفتح.. ولو فقط عبر المنابر.. وعبر إحياء الحقّ الضائع. لئن تفعل أحد الفصائل الاتحادية ذلك.. فهو خيرٌ لها من كلّ هذا الذي نراهُ ونسمعهُ.. لأنّها سوف تُرقِّعُ أرتاقاً اجتماعية.. لرجال أصابهم الذهول والجنون.. وآخرين فقدوا زوجاتهم وأسرهم. وعلى أقلّ تقدير ستكون هناك قضية ذات طابع إنساني وعدلي.. لفصيل اتحادي واحد.. ضمن هذا الكورال الضخم من الفصائل الاتحادية (غير المتوحدة). التيار نشر بتاريخ 31-07-2011