نصح الأطباء (الحاج سليمان) بالسفر إلى الخارج لإجراء بعض الفحوصات ، لم ينس حاج سليمان عند مغادرته منزله ووداعه لأبنائه أن يقوم بتسليم زوجته (قروش المعيشة) خلال فترة غيابه وأن يدس فى يدها بعض (القريشات) لزوم الإستعانة بها عند إقامة (ليالى المأتم) ، توجه سليمان إلى مبانى احد الخطوط وقف أمام موظف الحجز الذى قام بتزيين مكتبه بصدر الحكمة التى تقول (ما طار طائر وارتفع): - والله يا إبنى عاوز ليا حجز (الليلة) ماشى الأردن إتعالج. - والله يا حاج عندنا الليلة سفرية واحده (عمان). - مطار أربعة .. إقلاع ستة.. (دفن) أقصد وصول تسعة !! - طيب خلاص أقطع ليا ماشى وجاى !! - (شخص خلفه): يا حاج أحسن تقطع زيى كده بس (ماشى) عشان (الورثة) يستفيدوا من (الجاى) دى ياابني. - (غير مهتم لما سمعه): خلاص يا ابنى أقطع ليا ماشى وجاى ! - طيب يا خال إنت عاوز مقعد إستواء ولا نص (إستواء). - مش فاهم! - لا يعنى أنا بقصد إنت عاوز مقعدك قريب من أبواب النجاة ولا بعيد منها. - أكيد قريب منها.. وإلا أقول ليك (مافى حاجة أحسن؟) - والله إلا نحجز ليك (مقعد الكابتن)! بعد أن قام موظف الحجز بتسليم (سليمان) التذاكر اشار عليه بالذهاب إلى (كاونتر) آخر مكتوب عليه (السلامة الشخصية)، طلب الموظف من (سليمان) التذكرة التى فضاها أمامه ثم خاطبه قائلاً: - شوف يا حاج كل مسافر على خطوطنا دى أنحنا لازم نتأكد من سلامتو. - والله دى الخطوط وإلا بلاش. - عشان كده لازم كل راكب يشيل (أنبوب) الرغوة بتاعتو معاهو. - ومالو يا ابنى نشيل. - تشيل ساااكت لكن إنت عارف الأنبوبه بتاعة الرغوة دى بى كم. - يعنى ما مع التذكرة يعنى بى قروش؟ - أكيد بى قروش يا حاج هو نحنا مسؤولين من سفرك وإلا من سلامتك قالو ليك. - كيف يعنى؟ - أفهمك يا حاج .. الطيارة دى مش ممكن تقع فى البحر؟ - ممكن. - أها يعنى نصرف لى كل راكب (قارب نجاة). - طبعاً لا. - أها والطيارة دى مش ممكن تتعرض لى عملية (قرصنة) أو إرهاب أو عصابة تختطفا. - ممكن. - أها يعنى نصرف لى كل راكب مسدس وسكين. - طبعاً لا. - والطيارة دى مش ممكن تنزل اضطرارى فى الإسكيمو. - ممكن. - يعنى نصرف لى كل راكب بالطو وبطانية. - طبعاً لا. - والطيارة دى مش ممكن تتعرض فى الجو لى ضغط عالى والشباك بتاعا ينشق - ممكن. - أها يعنى نصرف لى كل راكب (مكنة لحام). - طبعاً لا. - الحاجات دى يا حاج مش كلها ممكن تحصل؟ - أها يا إبنى يعنى عشان سلامتى أنا هسه أشترى منكم شنو؟ انبوبة رغوة ولا قارب نجاة ولا بالطو وبطانية ولا مكنة لحام ولا مسدس وسكين؟ - والله يا حاج لو عاوز تضمن وصولك سالما غانما تشترى (الباقه) دى كلها وح نعمل ليك عليها تخفيض ونديك ليها بى سعر معقول. - أقول ليك حاجة يا بنى؟ ما عندكم (باراشوتات)؟ - الباراشوتات فى يا حاج لكن المشكلة إنك بعدين تطلع بى وين؟ أقتنع الحاج بكلام موظف مبيعات أدوات السلامة الشخصية حيث عدل عن (الباراشوت) وقام باقتناء أنبوبة (رغوة ضد الحريق)، وبعد أن قام الحاج بحمل الأنبوبة أشار عليه الموظف بالمرور على كاونتر (وصايا المسافرين) حيث قابله الموظف مبتسما وهو يسأله: - يا حاج وصيتك دى عاوز ناس البيت يستلموها بالسريع ولا عادى ولا بالنت؟ - والفرق بيناتم شنو؟ - بالسريع يعنى ح يستلموها قبل ما تبقى (فحمة) يعنى قبل ناس المطافئ ما يطفوا النار (بالموية) وعادى يعنى عادى بعد ما تمشى المشرحة ويتم التعرف عليك والشغلانية تطول. - طيب ده كلو عرفناهو قصة (بالنت) دى شنو؟ - أيوااا بالنت دى يعنى إنت بس تدينا الوصية والإيميل بتاع ناس البيت ومع (الوقعة) طوااالى نرسلا ليهم بالإيميل. - والله يا ولدى (تكنولوجيا الكوارث) ما عندكم! - وبعدين يا حاج فى حاجة مهمة لازم توضحا فى الوصية بتاعتك دى؟ - اللى هيا أيه يا إبنى؟ - اللى هيا يا خال إنك لازم تكون (عارف) منو الح (يستلم) التعويض من (أحفاد أحفادك)! - طبعا ما عارف. - طبعاً ما عارف انتو خليتو الواحد يكون (عارف) حاجة.