فليبشرِ* البشير*..!!! صلاح الدين عووضة [email protected] *❊ ومن عمق عتمة* يأسنا من أحزابنا التقليدية تبرق ومضات تدفع إلى التمسك بأهداب الأمل*.. *❊ ومضات من بين* (حطام*!!) أحزابنا هذه و* (ركامها*!!).. *❊ ففي* الوقت الذي* (يهرول*!!) فيه مثلاً* تيار بحزب الأمة القومي* نحو* (الكراسي*!!) يصدر تيار* (شبابي*) آخر بياناً* يعلن فيه رفضه القاطع لمشاركة الشمولية آثامها*.. *❊ وفي* الوقت الذي* (يُسلِّم*!!) فيه صاحب* (سلم تسلم*!!) بالإتحادي* الأصل * (دقن*!!) حزبه ومبادئه وتاريخه ومستقبله و* (نفسه*) لقبضة الشمولية هذه* يقع بين* يدي* بيان لجماعة* (كفرت*) بالسيدين كليهما ولسان حال شعارها* يقول لكل تابع من الأتباع*: (سيد نفسك مين أسيادك؟*!!).. *❊ فهي* فقدت الأمل تماماً* في* الميرغني* والمهدي* ونقد وكل زعيم معارض* يدَّعي* مناهضة الدكتاتورية وهو* يحكم حزبه بقبضة من حديد ويقول ل* (قطيعه*!!): (ما أُريكم إلا ما أرى*).. *❊ ومادرى* (الأسياد*!!) هؤلاء أن الذين* يحسبونهم* (قطعاناً*) لهم* يأتمرون بالإشارة قد نما وعيٌّ* سياسيٌّ* لديهم تجاوز ذاك الذي* يحظى به الكثيرون منهم*.. *❊ فالزمان ما عاد هو زمان ما قبل الإنقاذ*.. *❊* والأشياء لم تعد هي* الأشياء*.. *❊ وشعوب من حولنا لم تعد هي* الشعوب تلك*.. *❊* وعجز الوعيُ* المتنامي* هذا عن فهم* (موالاة*!!) من* يُفترض أنهم زعماء المعارضة لنظام انتزع منهم سلطتهم الشرعية* (قوة وحمرة عين*!!).. *❊ يفعلون ذلك في* وقت تنتفض فيه الشعوب من حولنا هذه على أنظمة* (مشابهة*!!) لنظام الإنقاذ هذا الذي* يخطبون وُدَّه*.. *❊ وحين كان الشعب السوداني* ينتفض مرتين على نظامين مماثلين كانت الشعوب هذه حالها* يشابه حال زعاماتنا* (التاريخية*!!) الآن*;* انبطاحاً،* واستسلاماً،* وخنوعاً*.. *❊ أي* كأنما الذين كانوا * (قطعانا*!!) بالأمس* يُساقون إلى حيث* يريد* (الهاشَّون عليهم بعصيهم*) قد* (تحرروا*!!) اليوم*.. *❊ ونحن الذين كنّا* (متحررين*!!) بالأمس* يريد منا* (الأسياد*!!) اليوم أن نُساق إلى حيث الذين* (يلوحون بعصيهم عالياً* في* السماء*!!).. *❊* والبيان الذي* بين أيدينا الآن تزدان ناصيته بعلم السودان القديم تماماً* كما تفاءل ثوار ليبيا بعلم بلادهم* لحقبة ما قبل القذافي*.. *❊ وهو* يدعو أي* البيان قوى المعارضة إلى* (التوقف عن الدوران حول نفسها*. والإرتهان لنظام لا* يعنيه سوى إطالة عمره وتجميل ما لا* يمكن تجميله*).. *❊ ويدعو في* الوقت ذاته نظام الإنقاذ إلى* (إتقاء ثورة شعب* يسترخص الحياة،* ويعلم أن الثورة دون الخبز والحرية والدواء أكفان ممجدة*).. *❊ هو بيان لمنسلخين عن الإتحادي* تزامن مع بيان لغاضبين في* حزب الأمة*.. *❊ فالواقع السياسي* في* بلادنا* يبدو موعوداً* بمعطيات جديدة قد تُخرج رئيس المؤتمر الوطني* من* (إحباطه*!!) إزاء حالة العجز التي* تعيشها أحزابنا التقليدية المعارضة*.. *❊ فقد قال أي* الرئيس أن قوة حزبه من قوة المعارضة*. *❊ ورغم أن الإنقاذ هذه هي* التي* أسهمت إلى حد كبير في* الذي* اشتكى منه البشير قبل أيام إلا أنها تتظاهر بزرف الدموع على* (ماضي*!!) أحزابنا المذكورة الآن*.. *❊ و* (برضو كتَّر خيرها*).. *❊ فهي* على الأقل* (تتظاهر*!!) بينما قادة هذه الأحزاب* (ماتت*!!) بدواخلهم حتى القدرة على الإحساس بالتظاهر*.. *❊ ولكنَّا نُبشِّر المؤتمر الوطني* ورئيسه ب* (قوىً*) ذات* (قوة*) تتحرَّر الآن من قيود الطائفية سعياً* وراء التحرُّر* (الأكبر*!!).. *❊* وهذا ما كنا تنبأنا به قبل أشهر من واقع استطلاع محدود أجريناه خلصنا منه إلى أن السودانيين بشرائحهم كافة قد أحضوا معارضين لل* (معارضة*) والإنقاذ معاً*.. *❊ وقلنا إن حالة اليأس هذه من المعارضة هي* التي* حالت دون الخروج إلى الشارع لكيلا* (يُعيد التاريخ نفسه*!!).. *❊ وقلنا أخيراً* إن الإحباط هذا قد* يؤدي* إلى* (تخلُّق*) قوىً* جديدة لتملأ* (الفراغ*!!).. *❊ وها هي* الآن تتخلَّق*.. *❊ فليبشرِ* البشير*.