تأمُلات الحذر يا مجلس الهلال كمال الهدي [email protected] . مع كل صباح جديد نطالع خبراً عن لاعب أفريقي قادم لإجراء الاختبارات توطئة لضمه للهلال. . وغالباً ما يتضمن الخبر عبارة تقول أن مجلس الهلال يتعامل مع التسجيلات بسرية تامة ويحدد احتياجاته بترو وبتنسيق تام مع الجهات الفنية المعنية بأمر التسجيلات. . ومن يتأمل مثل هذه الأخبار يلحظ بسهولة التناقض الواضح فيها. . حيث لا يمكن أن تكون هناك سرية وأخبار صفقات الهلال تملأ الصحف كل صباح. . كما لا نعتقد أن هناك تعاملا فنياً مع ملف التسجيلات طالما أنهم حتى اليوم لم يحددوا خياراتهم من اللاعبين الأجانب المطلوبين لدعم الفريق. . مرة يقولون مهاجم من أنجولا.. وتارة يتحدثون عن مدافع كاميروني.. ومرة نيجيري.. ومرة يشيرون إلى احتمالات ضم الدافي.. وفي خبر آخر لا يحددون جنسية اللاعب القادم. . لو لم يجلب الهلال أحد هؤلاء اللاعبين ويجري له اختبارات تبين بعدها أنه مصاب لقلنا أن الجرائد ( تشتل ) من عندها كما عودتنا. . إلى أن حادثة اللاعب المذكور تعكس بجلاء أن المجلس ما زال يتخبط فيما يتصل بملف المحترفين الأجانب، لذا يتوجب علينا تنبيه مجلس الهلال إلى عدم التعامل مع السماسرة مرة أخرى بعد أن عانى منهم الهلال في السنوات الماضية. . وقبل ذلك لابد أن يفهم المجلس ورجاله أن التركيز يجب أن ينصب على التعاقد مع مدافعَين متميزين، وأن الوقت لم يعد في صالحهم للاستمرار في مثل هذا التخبط. . والمرء يستغرب كيف خاض الهلال البطولة الأفريقية حتى بلغ فيها مراحل متقدمة دون أن يرصد المعنيون فيه المحترفين الأفارقة الملائمين ليبدأ التفاوض معهم منذ وقت مبكر. . وبما أن الوقت يمضي فعلى المجلس التركيز على المدافعين، أما حكاية لاعب ووسط ومهاجم فهذا يمكن أن يأتي من باب زيادة الخير، أي بعد حسم الأهم. . وإن لم تأتوا بمدافعين وسجلتم لاعبي وسط ومهاجمين سينطبق عليكم القول " كأنك يا أبو زيد ما غزيت". . والحذر كل الحذر من الاعتماد على شرائط الفيديو والإفادات الشفهية. . فما لم يكن اللاعب الذي تخططون للتعاقد معه معروفاً للجميع ولا يحتاج سوى لإجراء الكشف الطبي فالأفضل أن يوفر الهلال أمواله لما هو أهم. . ويكفي ما وقعتم فيه من أخطاء في هذا الملف في أوقات سابقة. . ونتمنى ألا يستمر الناديان في نهجهما القديم ويفاوض كل منهما أي لاعب أجنبي لمجرد أن الآخر سعى لضمه، حتى لا يهدر الهلال تحديداً موارده المحدودة. . شعب السودان يعاني في كل مناحي الحياة، ولابد أن تتذكروا جيداً أن إهدار الأموال في محترفين ( أي كلام) لن يكون مقبولاً. . ما حدث في صفقة أوتوبونج الذي تحاولون الآن إيجاد مخرج له لا يفترض أن يتكرر. . فهذا اللاعب لم يكن يستحق كل تلك الضجة ولا ذلك المبلغ الكبير الذي دفع فيه. . وكان من الممكن أن تتعاقدوا مع لاعب أفضل منه بمراحل وبربع ذلك المبلغ. . الخوف كل الخوف من أن يسرقكم الوقت لتقبلوا في النهاية بالصفقات ( المضروبة) التي يستفيد منها البعض فيما يتضرر منها الهلال كثيراً. . بهذه الطريقة ربما تأتون بلاعب أو اثنين ويتم تسجيلهما في آخر الساعات لتكتشفوا بعد ذلك أن أحدهما أو كليهما يعانيان من إصابات. . أو في أحسن الأحوال يتم التسجيل لنسمع بعد ذلك عن الجهود المضنية وسفر فلان أو علان في اليوم الأخير لجلب بطاقة اللاعب الجديد. . هذا المشهد تكرر كثيراً ومن المعيب ألا يستفيد الناس من أخطائهم ويستنسخونها كل عام. . فهل تسمعون يا أعضاء مجلس الهلال!