[email protected] عوّدنا إتحاد (النعامة ) الوقوف - دوماً - فى (العقبات ) مسبّحاً بحمد سادته وأولى نعمته فى السلطة ، سواء فى معارك الحريّات الصحفيّة أو ميادين المطالبة بحقوق الصحفيين .فهذا الكائن الهلامي الغريب ، تجده فى كل حركاته و سكونه يسبّح - دوماً - بحمد السلطة و أفضالها على الشعب والوطن .فإن كان الموقف موقف نقد وفضح لأوضاع الحريّات بالبلاد ، يخرج علينا قادة إتحاد النعامة بتصريحات صحفيّة ناريّة ، ولكنّها فى ذات الوقت " إعتذاريّة " من ( العينة إيّاها ) " إنّ أوضاع الحريّات الصحفيّة فى السودان، لهى الأحسن فى المنطقة " !. وإن أنزل جهاز الأمن (سيف ) الرقابة على الصحف و ضرب أعناق الصحفيين، طالبنا قادة إتحاد النعامة بالوصفة السحريّة " تحرّى " ( المسئوليّة ) فى مقام المطالبة بالحق فى ( الحريّة ). وإن صادر الرقيب الأمنى - بليل - الصحف من المطابع وأغلق أبواب الدور الصحفيّة (بالضبّة و المفتاح )، يجزم الإتحاد أن للخطوة ما يبررّها فى السياق العام ، مطالباً الصحافة و الصحفيين بمراعاة و " تفهّم " الظروف و الأوضاع السائدة !.و هكذا يجد المراقب الحصيف، إتحاد النعامة فى كل مواقفه و( نفراته ) فى حالة تطابق وتماهى تام ومستدام ، مع السلطة وتوجّهاتها و قراراتها التعسفيّة و(غزوات ) مؤسساتها القمعيّة ، وبخاصة عند " الزنقات " !. و إن حاول - أحياناً - " زركشتها " أو تجميلها بمسحوق " و لكن " ! فى سياق لعبة ( الإستكرات ) !. و لكنّه يبقى فى خانة المنحاز لقرارات سلطة القمع و انتهاك حريّة الصحافة والتعبير. آخر ما توصّلت له عبقرية إتحاد النعامة هو الإعلان المفاجئ عن إعادة تشكيل ((لجنة مساءلة و محاسبة الصحفيين)). وقد ذكرت الصحف على لسان الدكتور محى الدين تيتاوى رئيس الإتحاد ، إنّ اللجنة ستبدأ عملها " مستندة " على (قانون الصحافة والنظام الأساسي للإتحاد ولوائح الإتحاد " الأخرى " و من ضمنها لائحة " شئون " العضويّة ). و نشكر لرئيس الإتحاد أنّه (سكت ) عن باقي الجملة و" مسنودة " بقانون الأمن وقانون النظام العام وقانون مكافحة الإرهاب و قانون مكافحة التجسس .والأخير جاهز للتطبيق بعد التوقيع الرئاسي عليه بمجرّد " إخراجه " من قبّة البرلمان!..وتبقّى أن يعرف القرّاء و القارئات أن الإعلان قد جاء الإعلان - المفاجئ - متزامناً فى التوقيت مع حملة أمنيّة جديدة صادرت صحف ( الميدان ) و (اليوم التالي ) و( التيّار ) و الأخيرة أغلقت بقرار أمنى فى انتظار الذبح " ...." بعد السلخ " أمنيّاً ".واللبيب بالإشارة يفهم !.