فى هذا الزمان الأغبر بلغت الفتنة مبلغاً خطيراً، الفتنة تمشى تحت جلاليب الولاة وامراء الحرب بالمؤتمر الوطنى بين الناس. بلغت الفتنة حد التفريق بين المرء وزوجه وبين الابن وامه وولديه. ولاة يطوفون وينقلون معلومات مغلوطة ومضللة عن الحرب الدائرة فى جبال النوبة وجبال الانقسنا. ينشرون العداوة والعدوان ويشجعون الناس لحمل السلاح ودق طبول الحرب باسم الدين ويستجدون مؤاذرة الرجال والنساء يذرفون دموع التماسيح على الاسلام والأرض والعرض. من حق والى الشمالية ان يفاخر وكل أهل السودان معه بأن "من هنا دخل الاسلام..." ولكن هل دخل الينا الاسلام نقيا كما انذله الملك جبريل؟ دخل الاسلام عبر ولاية الشمالية مشوها ممزوجا بثقافة العرب. فكل الرسالات السماوية جاءت لتحرير الانسان من عبودية أخوة الانسان وقد تميزت رسالة الاسلام إنها دين رحمة من مقاصدها تحرير الانسان لكن ما أصله المدعو عبد الله بن أبى السرح فى دنقلا عاصمة النوبة عبر اتفاقية البقط سيئة السمعة وفرضه جزية بشرية يتنافى تماما مع مبدأ الحرية التى نادت به رسالة الاسلام. قال الخليفة عمر بن الخطاب (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) واصبح فيما بعد مبدأ من مبادئ حقوق الانسان. من بوابة هذه الولاية كان يخرج عبيد اتفاقية البقط 400 عبداً سنويا ولمدة (700) عام مقابل الخمور والحنطة. من هذه الولاية خرجت كنوز ممالك كوش وخيرات الوطن النفيسة التى نهبت. من هذه الولاية جاء تجار الرقيق الذين تصيدوا وساقوا عنوة أجدادنا وبيعهم فى أسواق النخاسة للإيفاء بمستحقات اتفاقية البقط اللعينة. من بوابة الشمالية دخلت سابلة الأرض وبقايا المستعربين من زنادقة الاندلس ومنها دخلت فلول المماليك وقطاع طرق الاناضول الاتراك بقيادة محمد على باشا الذى نهب الجميع واستعبد الكل. من ولاية الشمالية دخل الانجليز والاقباط المصريين الذين حكموا السودان. هل نسى أهل دنقلا أم تناسوا أسباب هجرة ابنهم محمد احمد المهدى من جزيرة لبب الى جبال النوبة. الم يلجأ اليها طالبا النصرة من أهله والاستعانة بهم لتحرير الخرطوم وقتل غردون باشا؟ أيها الوالى كيف تحرض النوبة لمقاتلة اهلهم فى جبال النوبة. فثورة أبناء جبال النوبة لا تستهدف دينا ولا أرض الشمالية. فلا عداوة قديمة أو حديثة بين النوبة واهلهم فى الشمالية نحن شعوب نقدس حياة الفرد فروح الانسان لدينا مقدس ولا تبيح كل الاديان والمعتقدات التى أمن بها أجدادنا والتى توجه حياة النوبة الروحية الآن من أديان ومعتقدات ما يدعوا الى العنف والى سفك الدماء والتعدى على الآخرين أو نهب ممتلكاتهم. أنها ثورة تستهدف ازيال المستعمرين الجلابة والمؤتمر الوطنى. ثورة تستهدف طغمة فاسدة تهيمن على مقدرات شعوب السودان، ثورة ضد الاقصاء والتمييز العنصرى وعدم الاعتراف بالاخر. إنها ثورة ضد الاستعلاء الدينى والعروبى على بقية مكونات السودان الأصلية، إنها ضد سياسات فرق تسد التى ينتهجها افاكى المؤتمر الوطنى وسدنتهم من المستعربون والطفيلية المنتفعة. من هذه البوابة أخرج البطل على عبد اللطيف ونفى الى مصر، وظل فيها مهاناً حيا وميتاً. ولاية الشمالية هى البوابة التى دخلت منها كل الويلات والشرور لأهل وبلاد النوبة، وكل أمصار السودان. كل هذا يحدث واهلنا النوبة فى الشمالية صامتون! جامدون! جاهظون! فهل تنصل أهلنا فى الشمالية من نوبيتهم؟ هل أصبح الحلفاويين والمحص والسكوت وبطونهم والدناقلة. عربا من قريش وحضرموت وخذاعة؟ عندما يتم تحريرا لخرطوم وللمرة الثالثة والآخيرة سيعيد الثوار النظر فى إعادة إخراج السابلة والشوائب التى دخلت الى السودان من البوابة وستبقى الاسلئة قائمة ومشروعة هل تخلى أهلنا فى الشمالية وتنكروا عن نوبيتهم.........؟ الى الملتقى موجو خليفة كافى Email: mogokafi@yahoo. Com Cairo