[email protected] قبل أشهر مضت زعق البشير كعادته في واحدة من خطبه الخارجة عن مقرر اللياقة و الذوق العام ملغيا آدمية عقار ملحقا إياه بصنف الحشرات بيد أن البشير من حيث يدري و لا يدري دلل على عقليته و نمط تفكيره أكثر مما نال من عقار ذراع دولة الجنوب .. عقار الذي فر ثم كر ثم انتزع هجليج الغنية بأكثر من 60% من البترول السوداني. لقد قالها قادة الجيش صراحا لا تورية بعدم اقحامهم في حرب تقول كل إماراتها أن لا حظ لهم فيها .. فالمعنويات قد بانت في بيانات خجولة يدلف بها بين الفينة و الأخرى الفتى الصوارمي الأثلم (الدُكُم) .. و العتاد مستعار من دويلة قطر و الجيش الذي كان قوامه أبناء دارفور .. كردفان و النيل الأزرق غير راغبين في حرب جل رصاصاتها صُوِّبت و لا تزال مصوبة في صدور أهلهم. و إن تكن جنرالا تثقل كتفيك النياشين من كل نوع و لون .. لن تقدر على حرب كل الناس كل الوقت .. هناك وقت لالتقاط الأنفاس و وقت لترتيب الصفوف و وقت أكبر لتفادي الاصطدام – سمها السياسة الوقائية ضد الحروب – و ليكن خيار الحرب في ذيل قائمة الخيارات و إن كنت قويا! إن من لم يعلمه حكم عقدين و نيف هيهات له أن يتعلم. قطع أفرع الشجرة لا يقتلها مثلما يفعل بتر الجذور .. و بذلك عمل الجنوبييون .. طبخو طبق نيفاشا على نار سياسة هادئة و أشهدوا عليه العالم .. شاركوا في حكومة تجدف بهم نحو مرادهم بالإنفصال .. أعلنوا بمشاركتهم في الإنتخابات ثم عافهوها قبل ليلة .. كل ذلك و نحن نذبح الثيران السوداء .. كل ذلك و نحن ندفن بذرة الأمل بالوحدة في سجم رماد سياساتنا الرعناء .. هم تعلموا كل الدرس و لا يزال ساستنا في الصفحة الأولى .. لست أتغنى بحب المعارضة .. لست أبارك لدولة الجنوب صفعاتها لدولة الشمال .. لست طربة و الجسد السوداني تثقنه الجراحات و لكني أقف ضد حكومة رعناء طوفت بنا بجميع مواقف الضيم و الظلم .. حكومة سعت و تسعى لإيرادنا كل أصناف المهالك .. حكومة باتت لا تخدم و لا تحمي إلا نفسها .. حكومة فتحت فوهات بنادقها على من يتوجب عليها حمايتهم. إن الحشرات قد خُلقتْ لما خلقت له و إن تكن صغيرة في عين البشير .. خفيفة في ميزانه .. وضيعة في عقله إلا إنها من الخطورة بمكان .. هي ليست حشرة واحدة بل ملايين تتلوها الملايين .. تعمل في صمت .. لا تهاب فيلا و لا أسدا .. و فشلت كل المبيدات التي وراءها المليارات و المختبرات في أن تضع لها حدا بإلغاء وجودها ... أكير هزائم البشير قاطبة هو نفور الشعب منه و من حكومته و تمنيه صباح مساء بنهاية خاطفة إفساحا لفجر جديد.