هتاف يعرفه الذين لعبوا فى روابط الناشئين قبل عقدين وأكثر، ايام كانت فرق الناشئين تفرخ اللاعبين لأندية الدرجة الاولى والدرجة الثانية ولميادين الليق . قبل ان يتدخل المال الفاسد فى الاندية وقبل أن يحشر السياسيون المرتزقون أثرياء الغفلة انوفهم فى محبوبة الجماهير . على كل .. (واى واى ما دايرين) كان هتاف يقال للفريق (المنهزم) والمباراة تشارف على نهايتها ولا أمل فى التعادل لأن الفارق لحظتها يكون فارق كبير ومن المستحيل معادلة النتيجة ، اضافة الى أن جماهير الفريق المنتصر رأت أن الفريق الخصم فى قمة احباطه وأن لاعبيه لحظتها هم مجرد اشباح تتحرك فى الملعب . ولا يستطيعون فعل شىء. وكلما استمرت المباراة كلما زاد تفكك الفريق المغلوب أوالمغلوب على امره .. حينما يطلق هذا الهتاف يكون الجميع قد اقتنع بأن المباراة لا محالة منتهية بهزيمة كبرى ومن الافضل -للحفاظ على ماء الوجه - أن تنتهى المباراة بأقل فارق فى الاهداف وفى الغالب يكون بقارق ثلاثة اهداف أو أكثر. عندها فقط تصيح جماهير الفريق المنتصر (واى واى ما دايرين) وهم يسخرون من الخصم امعانا فى أن يتم تدميره نفسيا. سيما لو كان الخصم هو ند تقليدى للفريق المنتصر. ما ذكرنى بهذا الهتاف هو ما يحدث اليوم بين قيادات المؤتمر الوطنى من تصريحات تدعو للسخرية ، وتصرفات تحملنا لتفسيرها بأنها (واى واى ما دايرين) ففى كل يوم يخرج علينا (المفكر) غازى صلاح الدين وهو من الذين كانوا يلعبون بوعى فى (السنتر) بل انه يعتبر من القلائل الذين يمكن أن نحترم طريقة لعبهم لأنها أقل خشونة من غيره. وقبل ان نتفهم حالة غازى من كتاباته وأفكاره الملهمة ، يتحفنا مخبول آخر يقدم ابراء ذمة من مدارس كامبردج فى مبادرة فريدة فيذكر أن خاله وليس هو المتسبب فى خروج الاهالى الذين قاموا بالدفاع عن الميادين التى تخصهم فكأن أمين حسن عمر لم يسمع بما هو معروف للسودانيين بأن الولد خال .وعلى ذكر الخال يكتب صاحب الانتباهة بأنه (متكيف) من الشعب السودانى لردة فعله عن ما جاء فى قوادته الصحفية فى الاعلان الشهير. وكأننا نحتاج الى شهادة من (خال الدولة) . ثم تقرأ فى الجرائد (الانقلابيون !! ) استسمحوا البشير وطلبوا العفو ، وبكل سماحتة يسامحهم البشير !! وكأنهم لم يحاولوا الانقلاب على النظام بنفس طريقة ضباط 28 رمضان. ثم يغرد مصطفى عثمان اسماعيل بأن البشير يقود التغيير بنفسه ، فيذكرنا خطب القذافى العصماء حينما يقول (انا لست رئيس ، انا لو كنت رئيس كنت رميت لكم استقالتى) هسى مصطفى عثمان دا فى زول سألو ، بالله دى موش واى واى ما دايرين زاتها؟ خرج من بينهم من يريد الانقلاب عليهم ، وخرج من بينهم من يريد أن يسوق الى فكرة ان الفشل هو فشل أشخاص وليس فشل فكرة (بليدة) لما يعرف بالاسلام السياسى ، وخرج من بينهم من يسوق لود ابراهيم وأخوانه وأنهم أفضل من عبدالرحيم أحمد حسين . وكأنهم ليسوا من مؤسسة الجيش التى ظلت طوال عهد الانقاذ مكسورة للحزب ، مصعرة خدها لكل من هب ود من الدبابين ليسيروا الامور بأهواء الحزب وزهو النفس الامارة بالسوء . كيف يمكن أن يخرج أصلاحى من هذا النظام وهل يملكوا القدرة على الاصلاح أصلا من تربوا على نهج التمكين ؟ الانقاذ انتهت ، فى الاصل كانت قائمة على فكرة استلابية مختلطة بين العروبة والاسلاموية ، وشى من الاشواق للحور العين. ثم إنتهت الفكرة على ضحالتها فإنحدرت الانقاذ فى طريقها بإتجاه القاع بأن استبدلت الفكرة بالجهوية ، ثم بعدها بالقبلية فى انحدار نحو الاسوأ ، ثم بالشللية ، مما جعل د.غازى صلاح الدين يتساءل عن من يحكم السودان ؟ مستبطنا أنه يفهم الموقف الان ويعرف من يحكم السودان ، ولكنه نسى سؤالا مهما جدا وهو (ما هو السودان فى فهم الاسلاميين قاطبة ؟) وفى فهم الموالين لما كان يعرف بالنظام . بين الشعب وبينكم القانون النزيه الذى سيصنعه ابناء هذا الوطن الحر ولو بعد حين ، وبيننا وبينكم الدستور الذى سيضمن لكم محاكمات تستحقونها ، بيننا وبينهم دماء الشهداء فى جبال النوبة ودارفور وكجبار. وبيننا وبينكم أروح طاهرة ابتداء من الاستاذ محمود محمد طه مرورا بدكتور على الفضل وليس انتهاء بعوضية عجبنا وبيننا وبينكم صفية و فتاة اليوتيوب ، بيننا وبينكم دماء كثيرة وحقوق كثيرة ، وأموال كثيرة وأراضى كثيرة ، ولن تستطيعوا ابدا إقناعنا بأن منكم نزيهين ،عفيفى الايادى ، انقياء السرائر ، سليمى الفطرة ، ثاقبى الفكرة . وحتى تأتى لحظة الحساب سنظل نهتف الهتاف القديم الذى لم تسمعوه من قبل لأنكم حينما كان الشباب يهتمون بالرياضة وهو ديدن الطبيعيين من الشباب فى العالم ، كنتم انتم تهتمون بمعسكرات شيدها لكم الترابى من فتات موائد المقبور نميرى . هذا الهتاف هو (واى واى ما دايرين)