تنفس الصعداء العابرون في شوارع جدة بعدما أنهت أجهزة الأمن متمثلة في جهاز الشرطة أمس مغامرات «قناص الساكتون» الذي درج على إطلاق النار على العابرين والتواري بسرعة عن أنظارهم. وعلل المتهم البالغ من العمر 30 عاماً تصرفاته غير المسؤولة بمعاناته من مرض نفسي دفعه إلى قنص العابرين والإعتداء عليهم بطلقات الساكتون. أولى الوقائع شهدها أحد أحياء جدة عندما تعرضت طالبة مدرسة متوسطة كانت في طريقها إلى منزل أسرتها برفقة زميلتها إلى سباب وشتم من رجل يقود سيارة على الطريق، وقبل ان تستجمع الصبية انفاسها من آثار السباب فوجئت بالقناص يطلق عليها النار من بندقية صيد ثم يهرب بمركبته إلى مكان غير معلوم في الوقت الذي نقلت فيه الطالبة الجريحة للعلاج في مستشفى قريب. تلقت شرطة الشمالية بلاغا رسميا عن الحدث. واستمع المحققون إلى اقوال الضحية الأولى ورفيقتها الناجية كما استجوبوا بعض المارة ممن تصادف عبورهم في الموقع لحظة الحادث. شكلت سلطات الأمن فريقا للتحري والملاحقة والضبط ضم عددا من رجال الأمن المهرة. كما استعان الفريق بالرسام الجنائي في تشكيل ملامح تقريبية للمتهم فيما شرعت فرق ميدانية اخرى في مراقبة المواقع المحتملة. في نفس الأثناء تلقت الاجهزة الأمنية بلاغا من مقيم باكستاني افاد عن تعرضه إلى إطلاق نار نجا منه إذ نجح صاحب البلاغ في تقديم مزيد من المعلومات عن الجاني الغريب منها استخدامه سيارة ذات ملامح محددة في تحركاته وحيازته لبندقية ساكتون، وهي المعلومات التي دفعت سلطات الأمن إلى تقليص مساحات البحث والتمشيط والرصد. بعد فترة قصيرة من بلاغ الباكستاني تلقت شرطة الشمالية بلاغا ثالثا من رجل فلبيني عن تعرضه إلى إطلاق نار واصابته بجرح اسلتزم نقله وعلاجه في المستشفى. أمام هذه الوقائع تحركت الفرق الأمنية في كافة الاتجاهات لمنع المتهم من مواصلة اعتداءاته وأثمر ذلك عن حصولها على خيوط في غاية الأهمية انتهت بتحديد مسكن القناص في احد الأحياء الشعبية واتخذت عناصر امنية مواقع قريبة من محيط بيت المتهم. واستمرت عمليات الرصد والمراقبة عدة ساعات لتظهر سيارته في وقت لاحق فانطبقت عليها ذات المواصفات والملامح المعممة. وفي ساعة الصفر نجح رجال الأمن في شل حركة المتهم وضبطه قبل اقتياده إلى مركز شرطة الشمالية. طبقا للمعلومات فإن المتهم انكر صلته بوقائع اطلاق النار لكن انكاره لم يفلح أمام الدلائل الدامغة وتعرف الضحايا على ملامحه فاعترف بالتهم المنسوبة إليه. وقال القناص امام المحققين إنه ابتاع السلاح مؤخرا، ولم يكن في نيته اطلاق النار مشيراً إلى ان اعتلالات نفسية ظل يعاني منها هي التي دفعته إلى تصرفه مبدياً ندمه وأسفه على ما حدث. وقال المتحدث الرسمي في شرطة جدة الملازم اول نواف البوق إن الأجهزة الأمنية توصلت إلى المتهم في وقت قصير برغم عدم وجود آثار أو دلائل تشير إلى هويته أو مخبئه.