رويترز: القاهرة - شارك ألوف النشطاء في مصر اليوم الجمعة في مسيرات إلى مقر وزارة الدفاع بشمال القاهرة لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ عام بتسليم السلطة للمدنيين بينما تظاهر بضع ألوف في مدينة الإسكندرية الساحلية تأييدا للمجلس. ونظم النشطاء المسيرات قبل يوم من إضراب عام وعصيان مدني دعا إليهما النشطاء وانقسم الشعب حول الاستجابة لهما. وبدأت إحدى المسيرات من مسجد الفتح في ميدان رمسيس بوسط القاهرة بعد صلاة الجمعة وشارك فيها مئات النشطاء لكن عدد المشاركين بلغ نحو ثلاثة آلاف حين اقتربت المسيرة من مقر وزارة الدفاع. وبعد الصلاة هتف ناشطان في المسجد "يسقط يسقط حكم العسكر" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد إسقاط المشير" في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي الذي شغل منصب وزير الدفاع لمدة 20 عاما في ظل الرئيس السابق حسني مبارك ولا يزال يشغل المنصب. وتولى المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد في الحادي عشر من فبراير شباط العام الماضي بعد أن أسقطت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني من ذلك العام مبارك. وهتف المشاركون في المسيرة بعد أن تقدمت في شارع رمسيس في طريقها إلى وزارة الدفاع "الإضراب مشروع مشروع ضد الفقر وضد الجوع". وكتب نشطاء شعارات على جدران المباني تقول "عصيان مدني" و"إعدام المشير" و"المشير خائن". وأشار للمشاركين في المسيرة مئات السكان من الشرفات بعلامة النصر وألقى إليهم رجل بحلوى وورود بينما انتقدهم مئات المارة وركاب السيارات التي أعاقت المسيرة سيرها. وعند بلوغ المسيرة مقر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في منطقة حدائق القبة هتف النشطاء "بيع بيع بيع الثورة يا بديع" في إشارة إلى المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. وقالت جماعة الإخوان إنها ترفض الخروج على الجدول الزمني المحدد من قبل المجلس العسكري لتسليم السلطة للمدنيين وهو منتصف العام. وشغل أعضاء في حزب الحرية والعدالة أكثر من 47 في المئة من مقاعد مجلس الشعب الذي انتخب حديثا بينما شغل إسلاميون آخرون نحو 22 في المئة من المقاعد. ويقول منتقدون للمجلس العسكري إنه يحاول الحفاظ على نفوذه في السلطة عبر اتفاق ضمني مع الإسلاميين. وينفي الجانبان وجود مثل هذا الاتفاق. وقال مصريون كثيرون إن أداء مجلس الشعب الجديد خيب آمالهم وإن موقف المجلس من المجلس العسكري وحكومته بدا قريبا من موقف الحزب الوطني الديمقراطي المحلول الذي كان يحكم مصر مع مبارك وحكومته. وعند وصول المسيرة إلى قصر القبة الذي يواجه مقر وزارة الدفاع لكن عبر شريطي مترو الأنفاق ومترو ضاحية مصر الجديدة كتب نشطاء شعارات مناوئة للمجلس العسكري على أحد أسوار القصر ولم يعترضهم الحراس. وحاول نشطاء الوصول إلى مقر وزارة الدفاع أكثر من مرة منذ تفجر الاحتجاجات ضد سياسات المجلس قبل شهور لكن الجيش أحاط المقر بنقاط تفتيش وحواجز يحرسها بضع ألوف من الجنود بحسب شهود العيان. وتوجهت إلى مقر الوزارة اليوم مسيرات يشارك فيها ألوف النشطاء من عدة أماكن في العاصمة بينها ضاحية مصر الجديدة وضاحية مدينة نصر وضاحية شبرا. وفي مدينة الإسكندرية الساحلية نظم بضع ألوف من مؤيدي المجلس العسكري مظاهرة بجوار قصر رأس التين والقاعدة البحرية المجاورة رفعت خلالها لافتات تقول "الجيش والشعب إيد واحدة" و"لا إله إلا الله أمريكا عدو الله" في إشارة إلى تصدع العلاقات بين القاهرةوواشنطن بعد منع نشطاء أمريكيين من السفر وإحالتهم إلى المحاكمة الجنائية لتلقيهم أموالا من الإدارة الأمريكية بالمخالفة للقانون كما تقول السلطات. ويتهم مسؤولون ومقربون من الحكومة الولاياتالمتحدة بتمويل نشطاء من أجل تقسيم البلاد لكن واشنطن تقول إنها تساعد منظمات تعمل لنشر الديمقراطية. ومن المتوقع أن يعطل الإضراب المزمع غدا السبت جامعات ومصانع وأن تتوقف حركة بعض القطارات وتخفض الخدمات العامة. وسيقدم معدل الاستجابة للإضراب أدلة على رغبة المصريين في مزيد من المواجهة مع المجلس العسكري. ونشر الجيش مزيدا من الجنود والدبابات لحماية المباني والمنشآت العامة استعدادا للإضراب. وقال بيان وقعته 39 جماعة شبابية إن الإضراب هو "مجرد بداية لنقل المعركة الثورية على طريق ربط المطالب السياسية والديمقراطية بالمطالب الاقتصادية والاجتماعية."